عمون - توتر الأعصاب هو حالة تنشأ في الجسم نتيجة تعرضه لمواقف محددة تحفّز التوتر، مثل الوقوف في زحمة مرورية محبطة أو التأخر عن اجتماع هام. في هذه الحالة، يتصرف الجزء الذي يُدعى تحت المهاد في الدماغ (الهيبوثالاموس) ويفرز هرمونات التوتر، وتحفّز هذه الهرمونات استجابة "الكفاح أو الهروب" في الجسم. تؤدي هذه الاستجابة إلى تسارع ضربات القلب وزيادة سرعة التنفس وتجهيز العضلات للتصرف. تساعد هذه الاستجابة في حماية الجسم في حالات الطوارئ عن طريق تجهيزه للتصرف بسرعة.

ومع ذلك، إذا استمرت الاستجابة للضغط النفسي والتوتر بشكل متكرر، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على صحة الجسم. ومن الجدير بالذكر أن التوتر والضغط ليسا بالضرورة سلبيين، فهما يساعدان الإنسان على التعامل مع المخاطر والحوادث، وتسليم الأعمال في الوقت المناسب. تختلف طرق تعامل الأشخاص مع التوتر والضغط استنادًا إلى السمات الشخصية والموارد المتاحة لديهم.

على أي حال، يجب أن يكون التوتر مؤقتًا، وعند انتهاء الموقف المؤثر أو انتهاء الخطر، يجب أن يعود الجسم إلى حالته الطبيعية بدون تأثير سلبي في وقت قصير. يجب على العضلات الاسترخاء وعودة سرعة ضربات القلب وسرعة التنفس إلى حالتها الطبيعية.

تتنوع أعراض التوتر النفسي من شخص لآخر، وتشمل الأعراض العاطفية شعور بالغضب والاضطراب بسهولة، والشعور بالإرهاق وفقدان السيطرة، وصعوبة في الاسترخاء وتهدئة العقل، والشعور بالسوء تجاه النفس مثل انخفاض احترام الذات والوحدة وانعدام القيمة الذاتية والاكتئاب.

وتشمل الأعراض الجسدية فقدان الطاقة، والصداع، واضطراب المعدة مثل الإسهال والإمساك والغثيان، وآلام في العضلات المتوترة، والأرق، وألم في الصدر وسرعة ضربات القلب، وفقدان الرغبة الجنسية، وتعرض لنزلات البرد والالتهابات بصورة متكررة، والعصبية وهز الجسم والرنين في الأذن، وجفاف وتعرق اليدين والقدمين، وجفاف الفم وصعوبة في البلع.

أما الأعراض الإدراكية فتشمل القلق المستمر، والنسيان والفوضى، وعدم القدرة على التركيز، والتشاؤم والتفكير السلبي، وأفكار متسارعة.

وتشمل الأعراض السلوكية تغيرًا في الشهية مثل عدم الرغبة في الطعام أو الأكل المفرط، والمماطلة وعدم تحمل المسؤولية، وزيادة استخدام الكحول والمخدرات والسجائر، وتصرفات سلوكية عصبية مثل عض الأظافر والتململ والتسرع.

للتغلب على تفكير زائد وتضخيم الأمور، يمكن اتباع بعض الإجراءات. من بينها:

معرفة سبب التوتر: قم بتحديد المصدر المحدد للتوتر الذي تشعر به. قد يساعد التعرف على العوامل المؤثرة على زيادة التوتر والتفكير الزائد.

تجنب المسببات غير الضرورية: حاول تجنب الأنشطة أو الوضعيات التي تزيد من التوتر النفسي بدون سبب مبرر.

تغيير الوضع والبيئة: قد يكون من المفيد تغيير البيئة أو الوضع لتقليل التوتر. قم بإيجاد أماكن هادئة ومريحة للاسترخاء وتهدئة العقل.

تطبيق تقنيات الاسترخاء: استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا لتهدئة الجسم والعقل وتخفيف التوتر.

إدارة الوقت: قم بتنظيم وتحديد أولوياتك واستخدام وقتك بشكل فعال لتجنب الإجهاد الزائد وتأخير الأعمال.

ممارسة الرياضة: قم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي تساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر.

العناية بالنفس: قم بتخصيص وقت لنشاطات تستمتع بها وتعزز رفاهيتك الشخصية، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة هواية.

الحصول على دعم اجتماعي: تحدث مع أصدقائك أو أفراد عائلتك عن مشاعرك ومخاوفك. قد يكون للحصول على الدعم الاجتماعي دور كبير في التخفيف من التوتر النفسي.

استشارة متخصص: إذا كان التوتر النفسي يؤثر بشكل كبير على حياتك وتعجز عن التعامل معه، فقد تحتاج إلى استشارة متخصص في الصحة النفسية للحصول على الدعم والمشورة المناسبة.

يجب أن تكون هذه الاستراتيجيات جزءًا من نمط حياة صحي ومستدام للتخلص من التوتر النفسي وتعزيز الصحة العامة.