عمون - يُعَدّ نمو الطفل وتطوّره من أهم جوانب تربية الأطفال التي يتحملها الأهل، حيث يشير النمو إلى قدرة الطفل على تنفيذ مهام معقدة مع تقدمه في العمر. لا يقتصر التغيير بين الأطفال على الجوانب الجسدية فحسب، بل يشمل أيضًا الاختلافات الاجتماعية والعقلية التي تتجلى في شخصياتهم وسلوكهم وتعاملهم مع الآخرين واستجابتهم للبيئة المحيطة بهم. تحدث كل هذه التغييرات بشكل منظم، ومع ذلك، يمكن أن تختلف مستويات التقدم بين الأطفال.
النمو البدني يشير إلى زيادة الطول والوزن والتغيرات الجسدية الأخرى التي تحدث مع نضج الطفل، مثل نمو الشعر والأسنان وغيرها. يجب ملاحظة أن هذا النمو ليس ثابتًا طوال فترة الطفولة. في السنة الأولى من حياة الطفل، يكون النمو سريعًا ويبدأ في التباطؤ بعد سنة واحدة.
التغذية والنمو تلعب الغذاء المناسب دورًا هامًا في صحة الطفل ونموه العقلي. قد يعاني الطفل من نقص في الطاقة والشعور بالتعب إذا لم يتلقَ الكمية الكافية من التغذية. تختلف احتياجات الطفل الغذائية حسب مراحل نموه وتطوره. في مرحلة الرضاعة، يحتاج الطفل إلى سعرات حرارية أكثر من الطفل في مرحلة متقدمة. العلاقة بين التغذية والصحة والتعلم قوية للغاية وتُعتَبَر واحدة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على نمو الطفل. يؤثر كلٌ من الجينات والبيئة على النمو والتطور.
خصائص النمو عند الأطفال يستخدم مصطلح "التنمية" لوصف التغييرات في النمو الجسدي وقدرة الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية والسلوكية والتفكير، بالإضافة إلى التواصل اللازم لاستمرار حياته. تترابط هذه الجوانب معًا وتتأثر ببعضها البعض. في السنوات الأولى من عمر الطفل، يتطور عقله بشكل أسرع وأكثر من أي وقت مضى في حياته. تعمل التجارب المبكرة والعلاقات والمحيطات السمعية واللمسية والتذوقية على تحفيز عقله وتشكيل ملايين الروابط. تُعَدّ هذه المرحلة أساسًا للتعلم والصحة والسلوك السليم للطفل طوال حياته.
تقسم مراحل نمو وتطور الأطفال إلى أربعة أجزاء رئيسية، وهي: مرحلة الرضاعة، والطفولة المبكرة، والطفولة المتوسطة، والطفولة المتأخرة. تحدث العديد من التغييرات والتطورات في كل مرحلة، وتختلف سرعة التطور والنمو بين الأطفال.
مرحلة الرضاعة هي المرحلة الأولى والتي تشهد العديد من التغييرات الجديدة والسريعة. ينمو كل طفل بطريقة مختلفة وبوتيرة متفاوتة. يتتبع الأشياء والأشخاص من حوله بعينيه ويتبسم أحيانًا. يبدأ في النظر إلى الوجوه ويفضل الألوان الزاهية. ينتبه إلى الأصوات ويستمع لها، ويمكنه الغرغرة أيضًا. يستطيع الوصول إلى قدميه ويديه والأشياء المحيطة به. يصبح أكثر اجتماعية ويتحدد لديه هدف لكل حركة. يمكنه حمل ألعاب ومسك الشعر ونفخ الفقاعات. يضحك أكثر ويصرخ عندما يكون سعيدًا وينام لفترات أطول. يستطيع الجلوس واللعب ووضع الأشياء في فمه ومص الإبهام.
مرحلة الطفولة المبكرة تشهد تطوير العواطف والمهارات الاجتماعية للطفل. يبدأ في التعبير عن استقلاليته من خلال الغضب والتصرفات الأخرى. يصبح أكثر وعيًا بالعالم من حوله ويشير إلى الأشياء التي تجذب انتباهه. يصبح الجسم وأفراد الأسرة والحيوانات الأليفة أكثر تألقًا بالنسبة له. يتعلم المشي في السنة الأولى من عمره، بدءًا من المساعدة وصولًا إلى الوقوف على أطراف أصابع قدميه ثم الركض. يقلد بعض الأصوات ويبدأ في تعلم كلمات بسيطة مثل "لا" و"نعم" و"بابا" و"ماما" وغيرها، ويمكنه بناء جمل بسيطة من كلمتين أو ثلاثة. تكون ذاكرته محدودة. وعند بلوغه السنة الثانية، يمكن البدء في تدريبه على استخدام المرحاض. تتوسع مخيلته ويبدأ في رسم أشياء بسيطة وتلوينها، ويتعلم كيفية ارتداء ملابسه بمفرده وعادة ما يكون عكس الجهة المناسبة. يزداد اهتمامه بالأرقام والحروف ويبدأ في حب القراءة والكتابة بمفرده.
مرحلة الطفولة المتوسطة هي المرحلة التي يبدأ الطفل في تطوير مهاراته تدريجيًا. قد تكون مرحلة ما قبل المدرسة التي ليست سهلة. تتراوح هذه المرحلة من سن ثلاث سنوات حتى الخامسة. يبدأ الطفل في تطوير شخصيته المميزة والتعبير عنها. يحدث تغييرات كبيرة في قدراته الاجتماعية والعاطفية والفكرية. يبدأ في استكشاف العالم من حوله ويشير إلى الأشياء التي تثير اهتمامه. يصبح المفاهيم الجسدية وأفراد العائلة والحيوانات الأليفة مألوفة لديه. يتعلم المشي بالفعل والقيام بالواجبات المنزلية البسيطة ويساهم فيها. يتعلم ببطء كلمات وجمل بالتكرار من التلفزيون ويبدأ في تشكيل جمل معقدة قليلاً. قد يكون ذاكرته محدودة. يكتسب فهمًا للأرقام والحروف والوقت، ويستطيع وضع الأفكار والمفاهيم في الكلمات. يظهر اهتمامه بالأنشطة والألعاب التي يمارسها البالغون. يستخدم الكلمات للتعبير عن نفسه والتفاعل مع الآخرين.
مرحلة الطفولة المتأخرة هي المرحلة التي يدخل فيها الطفل الحضانة أو المدرسة. يستطيع التواصل بشكل أفضل مع أصدقائه ومعلميه. تحدث التغيرات الجسدية بسرعة ويكون الطفل مستعدًا لاكتشاف مزيد من نفسه. تمتد هذه المرحلة من سن الخامسة حتى بلوغه مرحلة المراهقة. يبدأ الطفل في تطوير شخصيته وتنميتها، ويبدأ في التعبير عن مشاعره والتغلب على مرحلة البكاء. يمكنه اتباع التوجيهات البسيطة والمساعدة في القيام بواجبات المنزل البسيطة، ويصبح أكثر قدرة على المشاركة وتقاسم الأشياء مع الآخرين. يبدأ في فهم المفاهيم الأكثر تعقيدًا ويتعرف على فصول الحياة والناس من حوله. يظهر اهتمامه بالأرقام والحروف، ويبدأ في حب القراءة والكتابة بمفرده. تتزايد ثقته بمهاراته الجسدية، ويستمتع بالأنشطة والألعاب التي يشارك فيها مع البالغين. يستخدم الكلمات للتعبير عن نفسه والتفاعل مع الآخرين.
هذه هي بعض النقاط الرئيسية حول نمو الطفل وتطوره في مراحله المختلفة. يجب أن يتم مراعاة احتياجات وقدرات كل طفل على حدة، فكل طفل فريد ويتطور بوتيرة مختلفة، ومن المهم تقديم الدعم والرعاية اللازمة لتعزيز نموه الصحي والعقلي والاجتماعي.