facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذكرى المئوية لميلاد زعيم أذربيجان الوطني حيدر علييف


السفير الدكتور موفق العجلوني
11-05-2023 10:05 AM

يحتفل الشعب الأذربيجاني هذه الأيام بيوم ميلاد الزعيم القومي ومؤسس أذربيجان الحديثة حيدر علييف -المولود في 10 مايو/أيار عام 1923 ، و الذي قاد الشعب الأذربيجاني الى بر الأمان وأصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في ذاكرة شعبه، وحمى أذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، و بالتالي أصبح الزعيم التاريخي الخالد ومؤسس نهضة أذربيجان الحديثة.بنفس الوقت فقد شكَّل الزعيم الراحل حيدر علييف” صمام الأمان للوحدة الوطنية، وحال بحكمته وبعد نظره من قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني.

حياة هذا الزعيم تحتاج إلى موسوعة كاملة لتوثيقها، فكل جانب من سيرته الحافلة بالعطاء بمثابة إرث وطني ومفخرة للشعب الأذربيجاني، فقد صنع التاريخ المعاصر لأذربيجان. و قد تشرفت يوم امس بالمشاركة في الاحتفال الذي اقامه سعادة سفير جمهورية أذربيجان لدى الأردن السيد ايلدار سليموف بهذه المناسبة الوطنية و بحضور شخصيات اردنية و سفراء و ممثلين عن الحكومة و القطاع الخاص و افراد من الجالية الأذربيجانية في الأردن . و بهذه المناسبة فقد تم التوقيع على كتاب قيم للمستشار محمد صالح الملكاوي بعنوان :" مئوية ميلاد حيدر علييف ( ١٩٢٣ – ٢٠٢٣ ) .

لن ينسى الشعب الأذربيجاني إنجازات هذا القائد العظيم في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة والتي لا مثيل لها في دول الاتحاد السوفييتي السابق، فضلا عن افتتاح المراكز العلمية والثقافية وإنشاء المدن والقرى والحواضر الجديدة.

لقد أدرك الزعيم حيدر علييف رحمه الله أن الاستثمار الحقيقي يكمن في الشباب الاذربيجاني، فهم أمل المستقبل والثروة الحقيقية لأي شعب، ومن هنا كانت من أهم أولوياته رحمه الله تأمين التعليم للشبات وتمثل ذلك لهم في إنشاء المعاهد والجامعات في الاتحاد السوفييتي السابق، وقد أصبحوا الآن علماء وأساتذة يساهمون في نهضة بلادهم.

في شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 1982 انتخب حيدر علييف عضوا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي وعين في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفييتي، وشكَّل ذلك نقلة نوعية كبيرة في تدرجه السياسي وأصبح يشغل منصبا مهما في الحزب الذي لا يقل عدد أعضائه عن 22 مليون شخص وبعد ذلك تم انتخابه عضوا للقيادة العليا للحزب من بين 21 عضوا. وشكَّل انتخاب أول أذربيجاني للمكتب السياسي حدثا مهما في تاريخ الشعب الأذربيجاني.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي حصلت جمهورية أذربيجان على استقلالها مرة أخرى، وتم انتخاب حيدر علييف رئيسا لبرلمان أذربيجان في 15 يونيو من عام 1993، وفي 24 من نفس الشهر وبدأ بقرار من البرلمان بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام في أكتوبر من نفس العام، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية الثانية في عام 1998.

انتقل الى رحمته تعالى في عام 2003 عن عمر ناهز 80 عاما. وعلى الرغم من مرور ٢٠عاماً على رحيل الزعيم القومي حيدر علييف إلا أنه ما زال وسيبقى بكل أعماله وإنجازاته في ذاكرة ووعي الشعب الأذربيجاني، لان تمسك الشعب الأذربيجاني بتخليد ذكراه نابع من تعلق هذا الشعب به.

عمل الرئيس حيدر علييف طوال فترة حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان وقد كان عهده يمثل بحق فترة التغيرات والتحولات الجذرية على طريق بناء الدولة الحديثة، وما تم فيها من أحداث جذرية على السياسة الداخلية والخارجية ضمن أسس واضحة ومحددة، وبذلك دخلت أذربيجان بقيادة حيدر علييف مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت دولة فاعلة في المجتمع الدولي ولفتت أنظار العالم إلى هذه الدولة الصاعدة في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين.

تلعب أذربيجان اليوم دورا محوريا في كل القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.

وها هو الشعب الاذربيجاني يحتفل اليوم في الذكرى المئوية لميلاد الزعيم الوطني للشعب الاذربيجاني حيدر علييف، حيث نشارك نحن في الأردن جمهورية أذربيجان الشقيقة بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الشعب الاذربيجاني الشقيق ، والتي ترتبط بالأردن بعلاقات تاريخية منذ عهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك حسين واخية فخامة الرئيس حيدر عليف رحمه الله ، و استمرت هذه العلاقة تنمو اكثر فأكثر في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله و أخيه فخامة الرئيس الهام علييف حفظه الله .

فالعلاقات بين البلدين حقيقة علاقات تاريخية وقد بدأت هذه العلاقات على أسس راسخة وقوية، وعلى قاعدة أساسية متينة من أجل تطوير هذه العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، فهي علاقات قوية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويتطلع كل من البلدين الصديقين لتطويرها في مختلف المجالات وخاصة في المجال التجاري والاقتصادي والسياحي، وتبادل الزيارات على كافة المستويات الرسمية والقطاع الخاص.

ومن المعلوم، بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها المرحوم فخامة الرئيس حيدر علييف و سار على نهجه فخامة الرئيس الهام علييف، أصبحت تتمتع جمهورية أذربيجان باقتصاد قوي و مزدهر وتم الانتهاء من تنفيذ الكثير من المشاريع الاقتصادية الجديدة التي تعود لمجالات الطاقة والبتروكيماويات والمواصلات والتقاني المتقدمة. حيث تتمتع اليوم أذربيجان بديناميكية حيوية في جميع النواحي الاقتصادية، و هذا يعود الى الرؤية الحكيمة لفخامة الرئيس إلهام علييف والإصلاحات التي حققتها الحكومة سيراً على نهج الوالد حيدر علييف، حيث لا بد الى الإشارة الى المناقب والخدمات التي قدمها الزعيم الوطني الراحل حيدر علييف أثناء رئاسته لأذربيجان في السنوات المعقدة في مطلع التسعينيات و سار على هديه الرئيس من بعدة الهام علييف.

وتتميز أذربيجان عن غيرها من بعض دول العالم منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي بالانفتاح علي العالم الخارجي، حيث تقيم علاقات متوازنة مع جميع دول العالم لما تتمتع به من سيادة واستقلال في قرارها السياسي، حيث تترسخ بها قواعد الديمقراطية باعتبارها من أقدم الدول الديمقراطية في الشرق منذ قيام جمهورية أذربيجان الحديثة .

يصادف اليوم العاشر من شهر مايو أيار الذكرى المئوية لمولد رجل عظيم وزعيم قومي للشعب الأذربيجاني العريق المرحوم حيدر علييف، حيث ولد فخامته رحمه الله في مدينة ناخيتشيفان في جمهورية أذربيجان. وهو واحد من أعظم الرجال في تاريخ أذربيجان لا بل في تاريخ وسط اسيا. فقد كان رحمه الله السياسي البارز ورجل الدولة العصري ومؤسس جمهورية أذربيجان المستقلة والذي كرس طول حياته لتطوير أذربيجان وتحقيق مستقبل واعد لها. واخذها الى معارج التقدم والازدهار.

واذا عدنا الى الى حقبة الاتحاد السوفيتي سابقاً حيث كانت أذربيجان احد دول الاتحاد فقد شارك الزعيم حيدر علييف بشكل فعال كعضو في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وكنائب أول لرئيس مجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في تطوير العلاقات الدولية للبلاد، وقام بزيارات عمل لمختلف الدول و خاصة الدول العربية و الإسلامية. كما شارك في المفاوضات والمباحثات السياسية للاتحاد السوفياتي مع قادة دول الشرق الأدنى والشرق الأوسط، وكان في كثير من الأحيان رئيس الوفود التي تزور هذه البلدان.

وقد تواصلت زياراته إلى كل من الأردن ومصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن وباكستان ودول إسلامية أخرى خلال الفترة 1982-1987 مشهود له رحمه الله كواحد من القادة السياسيين البارزين في العالم الإسلامي بأسره.

وبعد نيل الاستقلال في عام 1991 أصبح تعزيز التضامن الإسلامي في العالم إحدى القضايا ذات الأولوية في سياسة أذربيجان الخارجية، وقد كانت منظمة التعاون الإسلامي أصبحت أول منظمة دولية انضمت إليها جمهورية أذربيجان في 8 ديسمبر 1991، وبالتالى، تم انشاء علاقات دبلوماسية مع الدول الأعضاء.

ولم يتوانَ الاردن آنذاك تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، عن تبوؤ مكانة خاصة بها في قلب الشعب الأذربيجاني وذاكرته التاريخية حينما جاء الأردن الصديق في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال وسيادة جمهورية أذربيجان وذلك في 28 ديسمبر عام 1991.

وبعد هذا التاريخ المشهود، بدأت أول الاتصالات بين البلدين في شتى المستويات الدبلوماسية والسياسية التي أسفرت في المحصلة النهائية عن تأسيس العلاقات الدبلوماسية في 13 فبراير عام 1993 التي دفعت بعجلة تطوير العلاقات الثنائية والتعاون المتبادل على جميع الأصعدة.

لقد قدر الزعيم الوطني حيدر علييف عالياً أنشطة منظمة المؤتمر الإسلامي لدعم فكرة التضامن الإسلامي على الساحة الدولية، وأشاد في قمة رؤساء دول وحكومات منظمة المؤتمر الإسلامي في 13 ديسمبر 1994 في الدار البيضاء بالمغرب بأعمال منظمة المؤتمر الإسلامي حيث قال "يمكننا أن نفتخر بأن منظمة المؤتمر الإسلامي تخدم هذه الأهداف النبيلة على وجه التحديد".

وهناك علاقات تعاون مثمر من المستوى الرفيع تشكلت بين أذربيجان والدول العربية وعلى رأسها الأردن ومع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي. وقد انطلق تطور العلاقات الأذربيجانية في عهد الرئيس حيدر علييف، و سار على خطاه فخامة الرئيس الهام علييف ، وقد سبق لي الشرف ان كنت المستشار السياسي في مركر الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية أذربيجان . ونظراً للعلاقات المميزة بين الأردن وأذربيجان هذه العلاقات التي أسسها كل من المرحوم جلالة الملك حسين واخية فخامة الرئيس حيدر علييف.

وتجدر الإشارة هنا ان بعد النظر في السياسة للزعيم الوطني لرئيس حيدر علييف استمرت بنفس النهج و بعد النظر لفخامة الرئيس بنجاح تحت القيادة الرشيدة للرئيس إلهام علييف.

وستبقى السيرة العطرة والانجازات الكبيرة للزعيم الوطني حيدر علييف محفورة في قلوب وذاكرة الشعب الأذربيجاني. وبفضل مجهوداته غير المسبوقة فإن جمهورية أذربيجان المستقلة بعد ان حصلت على مكانة مرموقة على الساحة الدولية من خلال تنفيذ «استراتيجية النفط»، وتبنى إصلاحات منهجية وكذلك إقامة علاقات تعاون متبادل مثمر مع المنظمات الدولية وبلدان العالم تحت قيادة الرئيس إلهام علييف تسير على طريق التنمية والتطور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

رحم الله الرئيس حيدر علييف وادام الله الامن والأمان والتقدم والازدهار على جمهورية اذربيجان والشعب الاذربيجاني الشقيق بقيادة فخامة الرئيس الهام علييف.

السفير الدكتور موفق العجلوني
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :