facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. بين عبدالله الاول والثاني في رعاية الله


19-07-2007 03:00 AM

عمون ـ فايز الفايز -ستة وخمسون عاما مضت على استشهاد الملك المؤسس عبدالله الأول على عتبات الأقصى المبارك ...سنوات حمل فيها الاردنيون عشقا خالدا لال هاشم جيلا بعد جيل ..حملوا فيها بندقية ومعول...مضوا في طريق البناء والمدنية والحداثة بنهج ورؤية استباقية لقيادة تاريخية قيضها الله لابناء هذا البلد الطبيين.
وكما يعيش الأردن اليوم بقيادة الملك عبدالله الثاني بروح شبابية تتطلع الى مستقبل اكثر اشراقا وازدهارا ونموا ورفعة، وسط ملايين العيون الحاسدة ، والإنياب المشحوذة ، وبراميل البارود المنتصبة على طرقات السياسة الشرق أوسطية ، وحقول الألغام المسفلتة باتجاه بعض العواصم المحيطة . عاش الأردن بقيادة الملك عبدالله الأول نفس الحالة في وقت كان العرب بأمس الحاجة الى قيادة حكيمة تستمد شرعيتها من تاريخ نضالي ضارب في أعماق التاريخ العربي ، وهذا ماكان ، حيث كان الملك عبدالله بن الحسين بن علي طيب الله ثراه حكيما في السياسة ، والدا في الحكم ، أخ في مجتمعيات بلده ، زميلا في مجلسه الأدبي والسياسي .

وكانت التحديات التي واجهت الملك المؤسس هي ذات التحديات بل ان تأثيرها كان أقوى لشدة قبضة الدول الإستعمارية على الوطن العربي ، وتدني مستوى التعليم ، وعدم نضوج الفكر السياسي لدى الشارع العربي .
بل ان التحديات كانت أكبر في ظل المؤامرات والدسائس التي كانت تحاك ضد النظام العربي ، وخاصة ضد الهاشميين الذين عانوا كثيرا في سبيل تحقيق الإستقلال للعرب ، حيث دعمت فرنسا في ذاك الوقت كل الدسائس ومولت وغذت الحركات ضد الهاشميين في سوريا ، وتعرضوا لما تعرضوا له من إنقلاب على شرعيتهم ومحبة الشارع العراقي لهم ، والتي لا زالوا يتحسرون عليها حتى اليوم .

ولعل المشهد يستمر منذ فترة حكم الملك المؤسس حتى يومنا هذا ولكن في صور مختلفة ، فالتحدي الذي واجهه الملك المؤسس رحمه الله هو تأسيس وطن عربي متحرر من التبعية والإنصياع ، وله حدود معترف بها ، وشعب له خصوصية جميلة ، وتجانس وطني حميم ، حيث واجه العديد من القلاقل التي كانت تهدف الى وضع العصا في دولاب تلك الإمارة الفتية ، فسجلت ثورات لم تتعدى حدود قراها ضد التطور ووضع حد للإنفلات الشعبي ، وتحكم الأقوياء ، وضد الدفاع عن فلسطين والقدس ، وهي محور إهتمام القيادة منذ تأسيس الإمارة حتى اليوم .

فالأردن كان جزء من التركيبة العربية ، ولكنه امتاز بعدم احتلاله من قبل جيوش المستعمرين ، وكانت القبائل القوية هي التي تسيطر على أرضه ، وتتحكم في شراع مركبه ، حتى جاء الملك عبدالله الأول ليضع كل التناقضات والنزاعات العشائرية والإختلافات الإقليمية والعرقية والمصدات السياسية في سلة المحبة والسياسة الحكيمة وتبادل الأدوار ، فخرج الأردن بلدا ديمقراطيا مقارنة بدول العالم العربي التي اتضحت معالم خوارطها السياسية آنذاك .

ولو لاحظنا قليلا المشهد العربي منذ عبدالله الأول وحتى عبدالله الثاني ، لوجدنا إن الأردن لا يزال في مقدمة الدول العربية استقرارا ونموا وتأثيرا في السياسة الإقليمية والعالمية ، فلم تسل الدماء على صفحات القوانين أو القرارات الرسمية في عهد ملوك الهاشميين الأربعة ..

ولطالما كانت القضية الفلسطينية هي لب القضية الأردنية ، وهمّ الشعب الفلسطيني لا يزال على قائمة أولويات الدولة الأردنية ، ورغم التنافس الشعبي في فلسطين المتمثل بين عائلتي النشاشيبي والحسيني في ذلك الوقت ، وتزايد الكارثة في الإقتتال بين حركتي فتح وحماس اليوم ، لا تزال الحكومة هي الأقرب الى الروح الفلسطينية ، وقنوات الدعم مفتوحة من العاصمة عمان الى الأشقاء في فلسطين .

أما داخليا ، فلا يزال الملك عبدالله الثاني يحث الخطى في سبيل تحقيق حاضر ومستقبل مشرق ورغد للشعب الأردني ، رغم المعيقات التي تعترض الرؤية السامية ، والمتمثلة في تلكؤ السلطة التنفيذية في تحقيق رؤى وتطلعات جلالته ، وعدم استيعاب الجمهور المستهدف لرجاء الملك فيهم .

حتى رأينا انتقادات الملك الى المجلس التشريعي ، والى بعض سياسات الحكومات المتعاقبة ، وخروجه مباشرة الى مواقع أردنية عديدة للإطلاع عن كثب على واقع الأمر ، معالجة الأخطاء التي ترتكب عن قصد أو عن غير قصد .. وكذلك مشاركته في توفير احتياجات المواطنين من تعليم وسكن وصحة وغذاء وحرية تعبير ورفاهية مجتمعية .

ولو عدنا الى ذكرى استشهاد الملك المؤسس طيب الله ثراه وبين عينيه أسوار القدس ، فلنا ان نقرأ في سيرته ملامحه العربية الهاشمية الأصيلة .

فقد ولد الملك عبد الله بن الحسين بن علي عام 1882، وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي شريف مكة وملك الحجاز عام 1917 ، وتلقى رحمه الله تعليمه الأولي في إسطنبول حيث كان يقيم مع والده، ثم راح يثقف نفسه عن طريق التعليم الذاتي.

وكان الملك عبد الله الأول صاحب حجة قوية ولديه القدرة على الإقناع. وكان يعتبر مجيء اليهود إلى فلسطين طوال العشرينيات والثلاثينيات تهديدا للتركيبة الديموغرافية للسكان في فلسطين وبأنها ستحول العرب هناك من أغلبية إلى أقلية محكومة في بلادهم.

وكان يصف مزاعم اليهود التاريخية في فلسطين باللامعقول وبأنها ستغير من خريطة العالم السياسية إذا ما أقرتها الدول الغربية. وكان يرى أن الغرب مغيب عن معرفة حقيقة ما يجري في فلسطين والبلدان العربية بسبب سيطرة اليهود على وسائل الدعاية والإعلام وقلة الوجود العربي الفعال هناك. ولم يعترض على حق اليهود الأصليين في فلسطين ان يعيشوا فيها كأقلية تبقى تحت الحماية العربية كما كان حالها في الماضي.

حياته السياسية

عين عبد الله الأول شريفا على مكة عام 1908 وفي عام 1912 انتدب نائبا عن مكة في البرلمان العثماني الذي كان يسمى مجلس "المبعوثان"، واختير في ما بعد نائبا لرئيس المجلس، وفوضه والده المغفور له الحسين بن علي في التباحث مع المعتمد البريطاني في مصر عندما زارها في طريق عودته من إسطنبول إلى مكة، وهي المفاوضات التي عرفت بمراسلات الحسين- مكماهون.
و شارك عبد الله الأول في الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الشريف حسين ضد الدولة العثمانية عام 1916. وبعد مناداة الشريف الحسين بن علي ملكا على الحجاز عام 1917 اختاره وزيرا للخارجية ومستشارا سياسيا له.

الإمارة ثم المملكة

عندما هاجم الفرنسيون دمشق وأسقطوا حكم الملك فيصل بن الحسين هناك في سوريا ، قام عبدالله الأول بحشد جيش لاسترداد العرش الهاشمي، ووصل إلى عمان عام 1921.حيث التفت حول رايته جميع الزعامات الوطنية الاردنية والعربية ونادت به لتأسيس دولة عصرية تضم مختلف الأطياف
واعترفت بريطانيا بشرقي الأردن إمارة مستقلة ضمن الانتداب البريطاني للشرق العربي
وفي مشاركة الأمير عبد الله في الاجتماع التأسيسي لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أعلن نفسه ملكا على إمارة شرق الأردن في مايو/ أيار 1946 وقد حصلت على استقلالها من قبل ، وسميت المملكة الأردنية الهاشمية.
اختير الملك عبد الله قائدا عاما للجيوش العربية التي دخلت فلسطين عام 1948، وفي عام 1949 عقد مؤتمرا بأريحا حضره عدد من وجهاء فلسطين أعلنوا فيه ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية، وتم انتخاب مجلس نواب جديد وقسمت مقاعده مناصفة بين الضفتين.

شهدت فترة حكم الملك عبد الله حرب 1948 التي شارك فيها الجيش الأردني واستبسل مع الجيوش العربية، واتحدت الضفة الغربية وهي ما تبقى من فلسطين مع الأردن. وقد اغتيل الملك عبد الله في القدس وهو يدخل المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في 20 تموز 1951

واليوم لا تزال ذكرى الملك المؤسس خالدة ، والإرتباط بين الشعب والقيادة في أبهى صوره ، رغم كل العواصف التي تجتاح المنطقة ، وعلى لحمة الشعب وعهد الأخوة مع القيادة الهاشمية ، وكما ان الأردنيين كانوا مع قيادتهم في العشرينات والعقود التي تلت من القرن الماضي ، فلا زالوا معها ، وهم يتطلعون الى مستقبل مشرق ، مليء بفضاءات الحرية والإستقلالية والسلام والأمن ، يأمنون على بيوتهم وعلى لقمة عيشهم ، كما هو عهدهم . فعين الله تحرس الأردن وترعاه اليوم وكل يوم منذ عهد الملك المؤسس وحتى عهد الملك المعزز حفظه الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :