facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نتحاور حين نختلف؟


د. ربا زيدان
08-07-2023 08:07 AM

"أَنْتَ مِنْ وِين؟" الاِعْتِيادِيَّة وَالَّتِي تَرْسُمُ مَلامِحَ الحِواراتِ الأُولَى فِي المُجْتَمَعاتِ البَشَرِيَّةِ مُنْذُ وَجَدَت اللُغَةَ تَبْدُو سُؤالاً بَدِيهِيّاً فِي أَيِّ مَحْفِلٍ اِجْتِماعِيٍّ أَوْ تَجَمُّعٍ بَشَرِيٍّ مُخْتَلِطِ النَسَبِ وَالمَنْشَأِ خُصُوصاً هٰذا الجُزْءَ مِن العالَمِ.

وَبَعِيداً عَنْ اللَهْجَةِ وَاللَكْنَةِ الَّتِي يُلْقَى بِها السُؤالُ " المِفْتاحِيّ الهادِفُ لِمَعْرِفَةِ الآخَرِ"، إِلّا الإِجابَةُ عَلَيْهِ تَرْسُمُ بِصُورَةٍ أَوْ بِأُخْرَى مَعالِمَ الحِوارِ القادِمِ، وَلَعَلَّها تُحَدِّدُ فِي كَثِيرٍ مِن الأَحْيانِ خَطَّ سَيْرِ النِقاشِ الَّذِي نَعْتَزِمُ القِيامَ بِهِ.

" مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟" الاِعْتِيادِيَّةُ تَلْقَى فِي مَقْهىً أَوْ قاعَةِ دَرْسٍ أَوْ بِيئَةِ عَمَلٍ قَدْ تَحْمِلُ فِي قَلْبِها بُذُورَ الإِقْصاءِ النَفْسِيِّ الفَوْرِيِّ حِينَ نَكْتَشِفُ أَنَّ المُقابِلَ يَخْتَلِفُ عَنّا فِي الايدلوجيا أَوْ الاِعْتِقادِ الدِينِيِّ أَوْ التَوَجُّهاتِ السِياسِيَّةِ أَوْ حَتَّى فِي الأَصْلِ وَالجِنْسِيَّةِ رَغْمَ أَنْ لا يَدَ لَه فِيها .

وَهُنا، وَلِتَجَنُّبِ التَمَتْرُسِ المُباشِرِ خَلْفَ صُفُوفِ المُعْتَقَداتِ وَأَسْماءِ المَذاهِبِ، تَظْهَرُ الحاجَةُ لِلحِوارِ ، بِنُسْخَتِهِ الأَرْقَى، ذاكَ القائِمِ عَلَى رَغْبَةِ حَقِيقَةٍ فِي الفَهْمِ وَالاِسْتِماعِ النَشِطِ لِمَنْ نُجاوِرُهُ, مَوْقِعاً جُغْرافِيّاً أَوْ نُشارِكُهُ مَكانَ عَمَلٍ أَوْ نَكُونُ مَعَهُ مِساحَةَ عَيْشٍ مُشْتَرَكٍ، فَالحِوارُ هُوَ صُورَةٌ لِلعَقْلِ ، يَظْهَرُ لِلآخَرِ كَيْفَ نُفَكِّرُ وَبِماذا ، يُفْتَحُ لِلآخَرِينَ نَوافِذَ عَلَى عَوالِمِنا الداخِلِيَّةِ وَيَمْنَحُهُمْ صُورَةً أَوْضَحَ عَمّا يُحَرِّكُنا وَيَسْتَثِيرُنا وَعَمّا يُشَكِّلُ نِظامَ القِيَمِ لَدَيْنا ، رُؤْيَتُنا الشَخْصِيَّةُ لِلعالَمِ الأَوْسَعِ. كَما أَنَّهُ يَمْنَحُنا فُرْصَةَ مَعْرِفَةِ دَواخِلِنا وَمُواجَهَةِ قَناعاتِنا قَبْلَ وَضْعِها عَلَى الطاوِلَةِ، وَهُوَ وَحْدَهُ مُكْتَسَبٌ عَظِيمٌ.

بِالحِوارِ وَحْدَهُ أَيْضاً يُمْكِنُنا نَبْذُ الطائِفِيَّةِ وَالعَصَبِيَّةِ ، وَالاِبْتِعادُ عَن التَحَيُّزِ الأَعْمَى لِمُعْتَقَداتِنا الدِينِيَّةِ وَعاداتِنا الاِجْتِماعِيَّةِ ضِدَّ الآخَرِ الَّذِي قَدْ نَشْتَرِكُ مَعَهُ فِي اللُغَةِ وَالتارِيخِ وَالعُمْقِ الجُغْرافِيِّ وَالقِيَمِ المُشْتَرَكَةِ فِي كَثِيرٍ مِنْ الاِحْيانِ .

لِهٰذِهِ الأَسْبابِ مُجْتَمِعَةً، وَتَحْتَ سَقْفٍ واحِدٍ، ضَمٌّ أكْثَرَ مِن٣٤ صِحافِيّاً وَصَحافِيَّةً مِن أَدْيانٍ وَخَلْفِيّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ مِن حَوالَيْ ١٥ دَوْلَةً عَرَبِيَّةً عَقَدَ مَرْكَزُ المَلِكِ عَبْدِ اللّٰه بِن عَبْدِ العَزِيز العالَمِيِّ لِلحِوارِ بَيْنَ أَتْباعِ الأَدْيانِ وَالثَقافاتِ – كايسيد، زَمالَتَهُ لِصَحافَةِ الحِوارِ لِلعامِ الثانِي عَلَى التَوالِي فِي العاصِمَةِ الأُرْدُنِيَّةِ عَمّانَ بِحُضُورِ مُدَرَّبِينَ مِن عِدَّةِ دُوَلٍ عَرَبِيَّةٍ يَشْغَلُهُم هُم مُشْتَرَكٌ وَهُوَ تَذْلِيلُ الصِعابِ فِي مُواجَهَةِ خِطابِ العُنْفِ وَالكَراهِيَةِ المُوَجَّهِ لِلآخَرِ فَرْداً أَوْ شُعُوباً ، يَحْدُوهُم أَمَلٌ وَرَغْبَةٌ واضِحَةٌ فِي تَشْكِيلِ نَواةٍ مِن الصَحَفِيِّينَ القادِرِينَ عَلَى إِنْتاجِ مَوادَّ إِعْلامِيَّةٍ مُتَوازِنَةٍ وَمُنْضَبِطَةٍ وَتَحْتَفِي بِالاِخْتِلافِ الَّذِي يُغَنِّي وَلا يُفَرَّقُ. خَمْسُ أَيّامٍ فِي عَمّانَ نَجَحَت كايسيد مِن خِلالِها فِي جَمْعِ نُخْبَةٍ مِن المُشْتَغِلِينَ فِي الفَضاءِ العامِّ مِن مَعْدِي أَخْبارٍ وَصَحافِيِّينَ وَأَكادِيمِيِّينَ وَمُذِيعِينَ وَقادَةِ تَغْيِيرٍ يَرَوْنَ أَنَّ السَبِيلَ الوَحِيدَ لِلاِرْتِقاءِ بِصاحِبَةِ الجَلالَةِ " مِهْنَةُ الصَحافَةِ" هُوَ مَدَّ أَيْدِيَهُم بِاِتِّجاهِ الآخَرِ، مُحاوِلِينَ فَهْمَهُ. وَعَبْرَ هٰذِهِ الزَمالَةِ الرائِدَةِ ، تَأَمَّلَ كايسيد، أَنْ تُعَزِّزَ مِن فِكْرَةِ أَنَّ الحِوارَ هُوَ فِي الأَصْلِ نَهْجٌ دِينامِيكِيٌّ وَتَشارُكِيٌّ مَطْلُوبٌ لِلعَمَلِ الإِعْلامِيِّ ، يَهْدِفُ فِي الأَساسِ إِلَى الاِنْخِراطِ فِي مَساراتٍ بَنّاءَةٍ تُعَزِّزُ التَعاوُنَ بَيْنَ الصَحافِيِّينَ وَباقِي القُوَى الفاعِلَةِ فِي المِنْطَقَةِ مِن مُؤَسَّساتٍ مُجْتَمَعِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ وَصُنّاعِ سِياساتٍ بِهَدَفِ إِثْراءِ ثَقافَةِ التَنَوُّعِ وَبِناءِ مُجْتَمَعاتٍ أَكْثَرَ تَماسُكاً وَاِسْتِقْراراً، مَطْلَبُ مَشْرُوعٍ، وَحَتْمِيٌّ، ضِمْنَ سُعارِ تَشْوِيهِ الآخَرِ، وَتَمْجِيدِ الأَنا الَّذِي تَشْهَدُهُ الساحَةُ الإِقْلِيمِيَّةُ وَالدَوْلِيَّةُ.

مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟
لَعَلَّنا نُحَوِّلُها إِذاً لِمُناسَبَةٍ مَحْمُودَةٍ لِلتَقَرُّبِ مِنْ الآخَرِ، وَمُحاوَلَةِ فَهْمِ الصِراعاتِ الَّتِي يَعِيشُها عَلَى المُسْتَوَيَيْنِ الفَرْدِيِّ وَالجَمْعِيِّ، وَفُرْصَةٍ لِلعَيْشِ الحَقِيقِيِّ المُشْتَرَكِ، لا التَعايُشِ المَزْعُومِ الَّذِي نُنادِي بِهِ مِنْ بابِ التَزَيُّنِ المُجْتَمَعِيِّ وَمُتَطَلَّباتِ صُنْعِ الصُورَةِ عَلَى المِنَصّاتِ التَفاعُلِيَّةِ، وَنُلْقِي بِهِ وَراءَ ظُهُورِنا فِي اللَحْظَةِ الَّتِي تَتَعارَضُ فِيها مَصالِحُنا الشَخْصِيَّةُ مَعَ حَقِّ الآخَرِينَ فِي حَياةٍ حُرَّةٍ، وَكَرِيمَةٍ، وَذاتِ قِيمَة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :