facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حقائق ما بعد جنين


رجا طلب
09-07-2023 08:07 PM

لم يكن بنيامين نتنياهو بحاجة لضغط سياسي من حلفائه المتطرفين في الحكومة ليأخذ القرار بالعدوان على محيم جنين ، فهو يدرك ان عملا متطرفا ودمويا من هذا النوع سيخدمه شخصيا باتجاهين :

الاول : تحويل الانظار عن قضية التعديلات القانونية التي مازالت تعد القضية الاخطر لدى الجمهور العلماني داخل دولة الاحتلال .

الثاني : تعزيز صورته لدى الجمهور اليميني المتطرف كرئيس وزراء قوى في مواجهة ما يسمى " بالارهاب " .

وبالمحصلة باع نتنياهو شركاءه قرار الهجوم على مخيم جنين وأشعرهم انه اتخذ القرار بعد اخذ ورد وجدل مع المؤسسة العسكرية .

عملية " بيت وحديقة " كما اطلق عليها لم تحقق الانتصار للاحتلال ، و لم تلحق الهزيمة بالمقاومة ، العملية وقياسا بالحجم اللوجيستي وقوة النيران المستخدمة من قبل جيش الاحتلال ( مشاركة 1000 جندي اسرائيلي ، استخدام سلاح الجو ، استخدام المسيرات الذكية والانتحارية ، ومشاركة كل صنوف الجيش والاجهزة الامنية بالعملية التي سارع الاحتلال الى انهائها خلال 48 ساعة لكي لا يتورط بحجم خسائر بالارواح او وقوع جنوده في الاسر ) قد تعد اخفاقا ، فقد اخذت طابعا تدميريا بحتا لايقاع اكبر ضرر ممكن في المخيم وبنيته التحتية المتهالكة وسكانه من اجل كسر ارادة سكان المخيم واضعافه بصورة كبيرة " كبيئة حاضنة للمقاومة " ، وهو امر سرعان ما اتضح انه مجرد وهم وغباء استراتيجي ، فهذا المخيم بات رمزا للصمود والتضحية ، حيث انه وبعد 21 عاما من صموده امام " الجرافة ارئيل شارون " وعملية السور الواقي ، يعود مرة اخرى كاحد اكبر التحديات الامنية للاحتلال .

وفي كل الاحوال فقد انتجت معركة مخيم جنين عددا من الحقائق باتت ملموسة ومن اهمها على صعيد الاحتلال ما يلي :

• تعزيز الدور السياسي لليمين المتطرف وتحديدا في فرض ارادته على المؤسسة العسكرية – الامنية حيث كانت تلك المؤسسة متحفظة لدرجة كبيرة على العملية ، واذعان " العسكر بهذا الشكل للمستوى السياسي " المتطرف " تعد حالة من الحالات القليلة وهو ما ينذر بمزيد من التقسخ في دوائر صنع القرارات الاستراتيجية داخل الاحتلال .

• تعزيز دور نتنياهو في نظر الجمهور الاسرائيلي كرئيس للوزراء قادر وقوى وفقا لاستطلاعات الراي مقابل تراجع مكانة غانتس في تلك الاستطلاعات .

• موت شبه كامل لما يسمى بقوى اليسار الاسرائيلي وقوى السلام وتقليص فاعليتها في التصدي لعنصرية الاحتلال .

على الصعيد الفلسطيني ما يلي :

• تآكل صورة السلطة الفلسطينية كسلطة وطنية بشكل مريع لدى الجمهور الفلسطيني وتعزيز صورتها كسلطة تابعة للاحتلال وذلك وفقا لاستطلاعات الراي الاخيرة ( استطلاع مركز خليل الشقاقي ) .

• تزايد الشعور الجماهيري لدى الشارع الفلسطيني بغياب الرئيس عباس ودوره في المنعطفات الوطنية الحادة كمعركة جنين وغيرها ( 88 عاما ) ، وتزايد الخوف من ان يتسبب غيابه بتفجر صراع فلسطيني داخلي وتحديدا داخل مركزية حركة فتح يزيد من حالة الانقسام وذلك في ظل غياب كامل للاليات القانونية والدستورية لخلافة الرئيس عباس .

• موت الاطار التاريخي لنضال الشعب الفلسطيني المسمى منظمة التحرير الفلسطينية .

• تزايد الحضور السياسي والمعنوي واللوجيستي لحركتي الجهاد الاسلامي وحماس على حساب ( فتح السياسية وليس كتائب الاقصى ) في الضفة الغربية بالاضافة لقوة حضور الحركتين عسكريا في قطاع غزة .

على صعيد عملية السلام او العملية السياسية ما يلي :

• لاول مرة ومنذ بدء عملية السلام عام 1994 وتوقيع اتفاق اوسلو ، تتضح الصورة العملية والواقعية لحالة الصراع الذي كان يتغطى بمشروع التسوية او ما اسميه " عملية تبريد السخونة " ، اما الصورة الان فهي احتدام الصراع وبدرجة دموية اكثر من اي وقت مضى ، فالطرف الفلسطيني الذي تمثله حماس والجهاد والكتائب المسلحة في الفصائل الفلسطينية ، لا يؤمن بالتسوية وتحديدا مع منظومة من العنصرين القتلة وخياره هو السلاح والمواجهة ، فيما الطرف الاخر المتمثل بنتنياهو واحزاب الصهيونية الدينية فهو لا يؤمن الا بسحق الطرف الفلسطيني وابادته .

• من المؤكد ان الحديث عن " حل الدولتين " قد بات شيئا من الماضي ، كما ان الحديث عن حل الدولة الواحدة في ظل هذه المعادلة الصراعية الدموية غير وارد ولسنوات طويلة قادمة وان كان ممكنا ، اقول غير وارد الان وذلك بحكم ان اليمين الديني الصهيوني هو من يمسك بزمام القرار في دولة الاحتلال .
•تراجع كبير لدور واشطن في ضبط ايقاع هذا الصراع بعد سنوات طويلة من رعايتها لمجمل الحالة .

• يقترب الاحتلال الاسرائيلي من خيار ضم الضفة وضم غور الاردن وهو امر بات وشيكا ، كما بات خيار ترحيل المناضلين الفلسطينيين وعوائلهم خارج الضفة خيارا مطروحا وبقوة على طاولة الحكومة الاسرائيلية المصغرة والترحيل باتجاه غزة او الاردن ولكن الى الاردن بارقام محدودة وبطرق ملتوية .

الخلاصة : من مجمل الصورة السابقة ، الصراع بات مستعرا ومن الصعب التنبؤ في ظل المعادلة الحالية بتسوية او تهدئة ، وعلينا في الاردن الانتباه لمسالة غياب ابو مازن وفراغ السلطة وما سيترتب عليها ، وما جرى في غزة عام 2007 وامكانية سيطرة حماس على اجزاء كبيرة من الضفة امر وارد جدا وبالتالي زيادة تماسنا المباشر بالشان الفلسطيني الداخلي ، وهذا سيكون تحديا علينا الاستعداد له.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :