facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نريد بصلاً بلدياً


رمزي الغزوي
12-01-2011 03:02 AM

باستخدام هندسة الجينات الوراثية، أنتجت أستراليا بصلاً كبير الحجم، جميل المنظر، طيب المخبر. أطلقوا عليه اسم (بصل البنات الكبيرات)، في إشارة لأغنيتهم الشعبية التي ترى أن البنات الكبيرات في الحب، يذبحن أحباءهن بدم بارد، بلا أدنى دموع. وهذا ما يميز البصل الجديد، فهو لا يثير رغرغات الدمع، وفوق ذلك ليس له رائحة. فيمكنك أن تقضم منه ما شئت، ثم تكيل القبل لمن تحب، بلا حرج. ولهذا نال اسماً حركياً آخر هو (بصل البوسة الحلوة).

من التكتيكات المطبخية التي تفيد في تجنب انهمار الدموع عندما التعاطي مع البصل العادي، أن تقطعه تحت شلال ماء الحنفية، أو أن تتحصن بنظارات سباحة عند الغوص في هذه المهمة المبكية. أما أسلم الطرق التي استخدمتها شخصياً في سكن أيام الدراسة، فقد كنت أعتقل رأس البصل المغدور في فريزر الثلاجة، لفترة من الوقت، دون محاكمة عادلة، قبل أن أمعن بذبحه، بلا دموع!.

قبل وجعين أو أكثر، كنت أتساءل ببلاهة: لماذا يعمدون إلى تهجيج المحتجين والمتظاهرين وتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع؟!. فهل للدموع أثر ساحر به تجعل ذارفها يهرب ناسياً ما خرج إليه محتجاً. أم أن الدموع تضفي نوعاً من الراحة على المحتجين، فتجعلهم يشعرون بالسكينة، قبل أن يعودوا إلى بيوتهم دامعي العيون، كأنهم ذبحوا بصل الدنيا، وأفرغوا كبتهم.

ومن الطريف أن يكون (بصل البوسة الحلوة) غير مرغوب أحياناً. فالمتظاهرون الخبراء يحتاطون على بصل عادي في جيوبهم، وكأنه صواريخ مضادة. فكلما تعرضوا لقنبلة مسيلة للدموع، أكلوا بصلاً أو شموه. عندها تجف مآقيهم جفاف الحجر. سبحان الله.

أحد أصدقائي من الشقيقة تونس، بعث لي خبراً عبر (الفيس بك) يقول فيه أن المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة في بلادهم أكلت أطناناً من البصل العادي. وتساءل بخبث ومرارة: من يدفع ثمن البصل، الناس أم الحكومة؟!. فقلت له: يا أخي أنتم تتظاهرون بلا دموع، ونحن نتلوع باكين على حالكم (اليشبه) حالنا. اللهم أبدلنا حالنا خيراً من حالنا!.

لا نريد نظارات سباحة، ولا ثلاجات تبرد رؤوس بصلنا. بل نريد بصلاً لم تدجنه هندسةالجينات، بصلاً بلدياً مدججاً برائحة صاعقة دامعة. نأكله أكل الخيار، لنطبع قبلة على جبين عالم بات منزوع الرحمة، عل البصل يبكيه، على الأقل.ونرسل قبلة طائرةإلى من يتعامى عن أوجاعنا ومصاعبنا وهمومنا. عله يصحو ويفيق. وقبلة ثالثة نسجلها على قلوب باتت لا تعرف معنى الدموع، وفحواها وقيمتها.

ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :