عمون -علم التاريخ هو العلم الذي يدرس الأحداث والزمن وتوثيقها. يعتبر مصطلح "تاريخ" مشتقًا من الفعل العربي "أرَّخَ"، الذي يعني تحديد زمن الأحداث وتوقيتها. يختلف العلماء حول أصل كلمة "تاريخ"، حيث يعتقد البعض أنها من أصل عربي والبعض الآخر يرونها من أصل فارسي، وهناك آراء أخرى أيضًا.
في المفهوم العام، يعني علم التاريخ تحديد زمن الأحداث وتوقيتها. يهتم المؤرخون بالبحث والتحقيق في المصادر التاريخية لفهم الأحداث الماضية. ومن بين أهم مصادر التاريخ تشمل:
المكتبات ودور الكتب: حيث توجد العديد من المصادر التاريخية في الكتب والمخطوطات المحفوظة في المكتبات.
المحفوظات الوطنية: تشكل مصدرًا هامًا للبحث التاريخي في الدول، حيث يتم توثيق الوثائق والمستندات المهمة التي تتعلق بتاريخ الدولة.
محفوظات الدول الأخرى: يتم الاستفادة من محفوظات الدول الأخرى التي لها صلة بتاريخ الدولة المدروسة.
أرشيف وزارات الخارجية: تحتوي وزارات الخارجية في العديد من الدول على وثائق تاريخية تتعلق بالعلاقات الدبلوماسية والأحداث الدولية.
الكنائس والأديرة: قد تحتوي على مصادر تاريخية مهمة تتعلق بالحياة الدينية والاجتماعية.
الشخصيات العلمية: يمكن أن تكون للعلماء والباحثين الذين يهتمون بموضوع البحث دراسات سابقة ومصادر تاريخية تساعد في فهم الأحداث.
الأشخاص ذوو الصلة: قد يكون لدى أشخاص معينين صلة بالأحداث المدروسة أو بأسرهم مصادر تاريخية تكون ذات قيمة.
يوجد العديد من العوامل التي ساهمت في اتساع مفهوم علم التاريخ عند العرب، بما في ذلك:
الاهتمام بتدوين سيرة النبي محمد وأحاديثه من أجل فهم القرآن الكريم وتأصيل التشريع الإسلامي.
الرغبة في فهم الأمم السابقة المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل المماليك واليهود والمجوس وغيرهم.
الاطلاع على سياسات الملوك السابقين لفهم سياسات الدولة الإسلامية، وكان الخلفاء الراشدين مهتمين بهذا الأمر.
تقدير الجزية والخراج وتحديد كيفية افتتاح الأراضي وتسوية الصلحات.
نظام العطاء والجند وترتيبهم وفقًا للأنساب والأسبقية في الدخول للإسلام.
التعامل مع أمم وشعوب أخرى ذات تاريخ، مما أثار الرغبة في إظهار قدرة العرب على الفهم والإدراك.
ازدهار حركات التأليف والترجمة.
حدوث الخلافات والفتن بين المسلمين، مثل الخوارج وسقيفة بني ساعدة، واهتمام بدراستها وتوثيقها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك صفات ومهارات ينبغي للباحثين في التاريخ أن يتحلى بها، مثل الصبر والأمانة والدقة والنزاهة والحياد. يجب عدم استعمال التعميم المسبق والالتزام بالحقيقة المجردة واستخدام المنهجية في التصنيف والتنظيم. يجب أيضًا قبول الرأي الآخر والاستدلال والاهتمام بالتحليل والنقد البناء. ينبغي أن يكون الباحث متواضعًا وموضوعيًا ويتمتع بالمعرفة الزمنية الجيدة للأحداث.