facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مفهوم الاغتراب في الفلسفة


19-07-2023 01:56 PM

عمون - يُشير مفهوم الاغتراب إلى النزوح عن الوطن والعيش في بلد آخر، ويمكن أيضًا أن يشير إلى الزواج خارج الأقارب. وتتعدد المعاني المرتبطة بالاغتراب، بما في ذلك المعاني النفسية والدينية والاجتماعية والحقوقية والقانونية. يوجد أنماط مختلفة للاغتراب تبعًا لمعايير مختلفة، وقد اختلف الكتاب في تصنيف هذه الأنماط، خاصةً في القرنين التاسع عشر والعشرين.

في الفلسفة، يُعتبر الاغتراب الذاتي أحد أهم مفاهيم الاغتراب وأكثرها تعقيدًا. وقد تنوعت آراء الفلاسفة في تعريف الاغتراب، فمثلاً يرى سيجموند فرويد أن الاغتراب يعكس الانفصام والصراع بين القوى اللاوعيّة في الذات والذات الواعية. أما غوين نيتلر، فيروى الاغتراب على أنه حالة نفسية تشعر بها الفرد بأنه غريب في مجتمعه أو أنه أصبح مرتبطًا بمجتمع لا يقبله بسبب اختلاف ثقافته. ويعتبر موري ليفن الصفة المميزة للاغتراب هي شعور الفرد بعدم قدرته على تحقيق هدفه الحقيقي في مجتمعه.

أما إيريك وماري جوسفسون، فهما يرون الاغتراب على أنه شعور فردي أو حالة انفصال عن الذات وبالتالي انفصالٌ عن الآخرين والعالم بأسره. بينما يروي جين كالفز أن الاغتراب هو تعبير عن موقف استنكار أو نمط ذاتي للعالم الواقعي المادي. أما جان بول سارتر، الفيلسوف الوجودي، فيروي الاغتراب على أنه حالة طبيعية في عالم فاقد للهدف والغاية، ويعتبر اللامعقول مفهومًا أساسيًا بالنسبة للفلاسفة الوجوديين، وخاصةً سارتر.

بالنسبة للفلاسفة الاجتماعيين مثل إميل دوركهايم وفريديناند تونز وماكس فيبر وجورج سيمل، يرى أن مكان الاغتراب هو المجتمع نفسه. يشرح دوركهايم فكرة تحلل الفرد من كل رباط قانوني ويعتبر الاغتراب تحللاً للروابط الاجتماعية الناشئة عن التصنيع وتغير مظاهر المجتمع التقليدي. ويركز فيبر على التحول نحو الصورة والعقلنة في التنظيمات الاجتماعية والتأثير الناجم عنه على العلاقات الاجتماعية والبيروقراطية. أما سيمل، فهو يتحدث عن التوتر الذي أثر على الحياة الاجتماعية بين الشخصية والذاتية من جانب والغير شخصي والموضوعي من جانب آخر.

فيما يتعلق بفلاسفة العقد الاجتماعي مثل هوبز ولوك وروسو، فقد وصفوا فقدان الفرد بعض حقوقه في المجتمعات الحديثة غير التقليدية، حيث يروى روسو أن المجتمع المنظم - سواء كان تقليديًا أو حديثًا - هو مكان لإلغاء شخصية الفرد وحقوقه الطبيعية.

وقد تعددت أنماط الاغتراب حسب الباحثين المختلفين، فعلى سبيل المثال، رصد فريدريك ويلز ثلاثة أنماط للاغتراب، بينما رصد إرنست سكاشل أربعة أنماط، وكان لملفين سيمان خمسة أنماط. وذكر لويس فيور ستة أنماط تتضمن العجز، واللامعنى، والعزلة الثقافية، واللامعيار، والغربة الذاتية.

تطور مفهوم الاغتراب في الفكر الغربي عبر التاريخ، ويمكن تتبع أصول هذا المفهوم في العهد القديم للوثنية وكتابات أفلوطين، بالإضافة إلى التأثير الذي أحدثه المذهب المسيحي من خلال الحديث عن فكرة الخطيئة والخلاص. وقد تطرقت القديس أوغسطين ومارتن لوثر كنج إلى فكرة الاغتراب. وكان الاغتراب في تلك الفترة يشير إلى الجهاد من أجل تحقيق الفصل بين الذات الإنسانية ونواقصها وجعلها في حالة هوية مع الإله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :