عمون - المنطق الفلسفي هو فرع من الفلسفة يتعامل مع العقل والتفكير والاستنتاج. يعتبر الإنسان الوحيد في المخلوقات القادر على التفكير والاستدلال العقلي، وهذا يجعل العقل أشرف شيء في الكون بالنسبة للإنسان. ومع ذلك، لا يؤدي تفكير الإنسان دائمًا إلى نتائج صحيحة، فقد يخطئ أو يسهو من دون إدراك. يعود ذلك إلى عدم دراسة المسألة بشكل شامل وعدم التأمل في أماكن الخطأ الناتجة عن الاستنتاجات العقلية.
يعتبر المنطق واحدًا من الوسائل التي تساعد على تنمية وتطوير القوى العقلية وتدريبها، وتساعد على اكتشاف طرق التفكير السليم من خلال دراسة المفاهيم والمسائل والمناقشات والأدلة. يتضمن المنطق الفلسفي التأمل في الألفاظ والقضايا والقوانين والبراهين، وينصب اهتمامه على استكشاف مواطن الخطأ الناجمة عن الاستنتاجات العقلية.
يمكن لأي شخص ذو تفكير متوسط أن يشارك في الفلسفة ويتفلسف، حيث يبحث في جوهر الأشياء وأصولها وعلاقاتها. وكما قال أرسطو: "الدهشة هي الدافع الأول للفلسفة". عندما يواجه الشخص حيرة فكرية، يبدأ في التفكير الفلسفي والبحث وراء تساؤلاته المليئة بالأسئلة التي لا تنتهي. بعض موضوعات الفلسفة المحورية تشمل ما بعد الطبيعة والميتافيزيقا وفلسفة الطبيعة وعلم النفس والروح وعلم المنطق وعلم الجمال والأخلاق وفلسفة القانون وعلم الاجتماع وفلسفة التاريخ.
بالنسبة للعلاقة بين المنطق الفلسفي والمنطق الصوري، يُعتبر المنطق الفلسفي نوعًا من المنطق الصوري، ويُطلق عليه أيضًا اسم "المنطق الرمزي الجديد". في المنطق الصوري القديم، كان التصور هو الفكرة الأساسية، بينما في المنطق الجديد، يعتقد أن التصور ليس عملية بسيطة في العقل، بل هو عملية معقدة تعتمد على عملية سابقة وهي الحكم.
لا يمكننا القول أن المنطق كان صوريًا بشكل كامل. فالمنطق الصوري هو تلك النظرية التي اهتم بها هاميلتون، حيث قال: "المنطق في معناه الصوري هو علم اتفاق الفكر مع نفسه"، والفكر هو قاعدة ضرورية وهو قاعدة عدم التناقض.
تم تطوير هذا النوع من المنطق الصوري بواسطة الفيلسوف الشهير برتراند راسل والفيلسوف وايتهيد، اللذان كانا مهتمين بمزج المنطق والرياضيات. وتتكون المنطق الفلسفي الحديث من أربعة أقسام رئيسية، وهي: منطق القضايا ومنطق المحمولات ومنطق الفئات ومنطق العلاقات.
فيما يتعلق بالعلاقة بين المنطق والفلسفة، فإنهما وجهان لعملة واحدة. المنطق هو علم العقل الذاتي والعقل الموضوعي في نفس الوقت، ويمكن اعتبار العقل هو موضوع المنطق. ولذلك، يُمكن استنتاج أن العقل هو محور المنطق. يقع المنطق في ثلاثة دوائر رئيسية من المقولات الفلسفية، وهي مقولات الوجود ومقولات الماهية ومقولات الفكرة الشاملة.
لا يُعد غريبًا أن يتداخل المنطق مع الفلسفة في جميع أشكال المعرفة والفكر. فكل علم يحتوي على منطقية خاصة به، ويُلاحظ في نهاية المصطلحات العلمية والفلسفية انتهاءها بكلمة "لوجي" أو "نسق"، وهي تشير إلى التنظيم المنهجي لمجالات الدراسة وقواعدها.
يُمكن الاستدلال على ذلك من خلال الاعتماد على مبدأ العلية أو السببية، الذي يعتمد عليه المنطق العلمي وعملية الاستقراء. كما أن المنطق الأفلاطوني أو الجدل يشكل أساسًا للديالكتيك عند هيجل في تفسيره للمجتمع والظواهر التاريخية.