نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية
22-07-2023 11:50 AM
عمون - الأنثروبولوجيا الثقافية نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكان لها صلة وثيقة بالعصر الاستعماري. خلال هذه الفترة، كانت نظرية التطور مسيطرة على العلوم الاجتماعية الحديثة. ولم يكن علماء الأنثروبولوجيا الأوائل مستقلين عن هذه النظرية، بل تأثروا بها بشكل كبير.
كانت الأنثروبولوجيا الثقافية تتطور بواسطة علماء مثل لويس هنري مورغان الذي عمل مع المجتمعات البدائية وصنف الثقافات وفقاً لمستوى تقدمها التكنولوجي والمادي. ونظرًا لتفوق الأوروبيين تقنيًا في تلك الفترة، فقد صُنِّفت الثقافات الأخرى بأنها بدائية أو غير متقدمة، وكان هذا التصنيف غير عادل على الإطلاق.
في الفترة التالية، بدأ علماء الأنثروبولوجيا الثقافية في التحقيق في المجتمعات والثقافات المعروفة بأنها بدائية وفقًا للتقارير الأوروبية. هذا التطور أدى إلى توسع مجالات الأنثروبولوجيا الثقافية لتشمل الدراسات عن الإنسان المعاصر وثقافته المتطورة.
تُعرف الأنثروبولوجيا الثقافية بأنها فرع من علم الإنسان يهتم بدراسة ثقافة الإنسان من مختلف الجوانب. وهي ترتبط بعلم الآثار بسبب اعتبارها مصدرًا رئيسيًا لمعرفة ثقافة الإنسان في العصور القديمة، بالإضافة إلى اهتمامها بدراسة التراث المعنوي والفلكلور والتباينات والقواسم المشتركة بين ثقافات الشعوب.
تُدرس الأنثروبولوجيا الثقافية عادة من خلال جانبين:
الدراسات الأفقية والمتزامنة: وتشمل دراسات المقارنة بين الثقافات المختلفة واستنتاج الفروقات بينها.
الدراسات التتبعية: وهي دراسات تهدف إلى تتبع نمو الثقافات والعوامل التي أدت إلى نشوءها.
من بين العلماء الذين ساهموا في نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية: إدوارد تايلور، الذي يعد من مؤسسي علم الأنثروبولوجيا وركز في أعماله على مفاهيم الثقافة والتطور، وفرانز بواس، الذي يُعتبر مؤسس الأنثروبولوجيا الأمريكية وأسهم في دراسة ثقافات المجتمعات الهندية في الولايات المتحدة.
يمكن القول إن نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية كانت جزءًا من تطور العلوم الاجتماعية وتوسعها في تفسير الثقافات الإنسانية بطرق أكثر شمولية واحترامًا لتنوع الثقافات. وازدهار هذا العلم يستمر حتى يومنا هذا في تحديد العوامل التي تشكل الثقافات وتؤثر فيها وتدرس الاختلافات والتشابهات بين شعوب العالم.