عمون - الكهرباء الساكنة هي نوع من الكهرباء تنشأ نتيجة لتراكم الشحنات الكهربائية على سطح مادة ما بسبب الاحتكاك بين مواد مختلفة. هذا التراكم يؤدي إلى اختلال توازن الشحنات في الذرات داخل المواد، حيث يحمل السطح المشحون إما شحنة موجبة أو سالبة. يحدث هذا التراكم عندما تنتقل الإلكترونات من مادة إلى أخرى خلال عملية الاحتكاك، مما يجعل إحدى المواد مشحونة موجبًا والأخرى مشحونة سالبًا.
تاريخيًا، لاحظ البشر ظاهرة الكهرباء الساكنة منذ قرون. في القرن الـ6 قبل الميلاد، لاحظ الناس أن العنبر يكتسب شحنة كهربائية عند فركه. في القرن الـ17، صنع العلماء أدوات بسيطة لإنتاج الكهرباء الساكنة، ومن ثم تم تطوير هذه التجارب بواسطة علماء آخرين.
تُستخدم الكهرباء الساكنة في العديد من التطبيقات العملية، مثل آلات الطباعة الليزرية، ورش المحاصيل الزراعية بالمبيدات، وطلاء السيارات، وتنقية الهواء من الجسيمات والملوثات. كما تلعب دورًا في ظواهر طبيعية مثل ظاهرة البرق أثناء العواصف الرعدية.
ومع ذلك، تحمل الكهرباء الساكنة أيضًا بعض المخاطر، مثل احتمالية حدوث شرارات كهربائية في أماكن خطرة قابلة للاشتعال، ومخاطر تلقي صدمات كهربائية عند لمس مواد مشحونة بالكهرباء الساكنة، واحتمال تلف الأجهزة الإلكترونية الحساسة. هذه الظواهر يمكن التحكم فيها وتجنبها من خلال توخي الحذر واتباع الإجراءات الأمانية المناسبة.
يُظهر البحث الحديث أن الكهرباء الساكنة ليست مجرد ظاهرة فيزيائية بحتة، بل يمكن أن تكون أيضًا ظاهرة كيميائية تنشأ نتيجة لحركة الأيونات خلال العمليات الكيميائية. هذا يوسّع فهمنا لهذه الظاهرة ويشمل جوانب أكثر تعقيدًا.