من الذي وضع النقاط على الحروف
29-08-2023 02:49 PM
عمون - تأتي اللغة العربية كواحدة من اللغات السامية القديمة والتي حافظت على أهميتها وانتشارها على مر العصور. واستمرت في أن تكون اللغة الأولى عالمياً، ومن أهم جوانبها أنها لغة القرآن الكريم. كانت المخطوطات والنصوص التي وصلتنا قد كتبت باللغة العربية، وفي البداية كانت تكتب الحروف بدون وضع نقاط أو تشكيل. هناك تناقض في البحث بخصوص ما إذا كان العرب في الجاهلية كانوا يستخدمون الإعجام، والذي يشير إلى وضع النقاط على الحروف لتمييزها.
بعض الباحثين يقولون إن العرب كانوا يعرفون الإعجام منذ الجاهلية، ويستندون إلى أن الصحابة في العصر الإسلامي قد أمروا بإزالة النقاط والتشكيل من المصحف. ومن جهة أخرى، يعتقد آخرون أن اللغة العربية لم تكن تعرف الإعجام، وهذا مدعوم بمصحف العثماني في بداية العهد الإسلامي.
مع اتساع انتشار الإسلام وانضمام ثقافات مختلفة، بدأت الشعوب تقرأ القرآن بطرق مختلفة تناسب لهجاتهم ونطقهم. هذا أثار قلقاً بين المسلمين من التلاعب بالقرآن، ولحفظ كلماته دون تغيير، دعا الحجاج بن يوسف للعمل على حل هذه المشكلة.
لم تتوحد الآراء بشأن من وضع أول نقاط على الحروف. بعض العلماء يقولون إن علي بن أبي طالب هو الذي فعل ذلك، بينما يعتقد آخرون أن أبو الأسود الدؤلي هو المسؤول، وتشير بعض الروايات إلى نصر بن عاصم الليثي. يهدف كل منهم إلى حماية لغة القرآن من الأخطاء.
يُعتقد أن أبو الأسود الدؤلي وضع الحركات (التشكيل) على الحروف كضمة وكسرة وفتحة. أما وضع النقاط للتمييز بين الأحرف المتشابهة، فقد تم بمساهمة نصر بن عاصم الليثي الدور الكبير في ذلك، وهو تلميذ أبي الأسود الدؤلي وخبير باللغة العربية.
نصر بن عاصم الليثي، من قبيلة بني كنانة، كان فقيهاً ولغوياً وعالماً باللغة العربية. كان من تلامذة أبي الأسود الدؤلي، وهدفه الرئيسي كان حفظ وصون لغة القرآن. أُلقى عليه بالليثي معرفته باللغة والنحو، وتلاميذه شملوا أشخاصاً معروفين مثل عبد الله الحضرمي.