عمون - الخليفة محمد الأمين وُلِدَ محمد الأمين بن هارون الرشيد في سنة 170 هجريًا. وكانت أمه زينب بنت جعفر ابنة عم هارون الرشيد. كان محمد الأمين هاشميًا من الأب والأم، وظهرت قدراته الذهنية واللغوية منذ صغره. قام والده بتعيين قطربٍ نحويٍ كمعلم له لينمّي قدراته. سعت أمه وأقاربه جاهدةً لدعمه والترويج له ليكون وريثًا للخلافة.
كان لأنّ محمد الأمين هاشمي النسب من الأب والأم، فكان ذلك سببًا يؤهله بنظر أنصاره ليكون خليفة. وهذا النوع من النسب لم يحدث لبقية خلفاء بني العباس. تم تنظيم حفل بيعة له، شهدته شرائح متعددة من المجتمع، من الأمراء والقواد ورجال الحاشية إلى العلماء والفقهاء.
اندلعت الصراعات بين محمد الأمين وأخيه المأمون بعد توليه الخلافة. تصاعد التوتر والصراع بينهما، وشهدت المعارك العديدة انتصارًا لقوات المأمون. انتهت الفتنة بقتل محمد الأمين بعد فترة من الصراع، واستولى المأمون على الحكم ودخل بغداد.
الخليفة عبد الله المأمون هو ابن هارون الرشيد، وُلِدَ في سنة 198 هجريًا. كان يعتبر أحد أفضل خلفاء بني العباس، متمتعًا بذكاء كبير وعلم واسع. عرف عصره بالتقدم والازدهار في مختلف المجالات، سواءً دينيًا أو دنيويًا. تزامن عهده مع محنة "خلق القرآن" التي انخرط فيها العديد من العلماء، منهم الإمام أحمد بن حنبل.
كان المأمون ذا خبرة وفهم عميق في سياسة الحكم. كان يتمتع بشهامة كبيرة وقوة جسيمة في مواجهة الكفار، خاصة الروم الذين واجههم في معارك متعددة. كان يستمع للنصائح ويرجع للحق إذا انحرف عنه. كما كان محترفًا في الأدب ومميزًا في الشعر والنثر.
أما الخليفة محمد المعتصم، فهو ابن هارون الرشيد، وُلِدَ في سنة 179 هجريًا. على الرغم من كراهيته للتعليم ونشأته دون تعليم رسمي، تولى الخلافة بعد وفاة أخيه المأمون. أحد أبرز أحداث فترته الخلافة كان فتحه لعمورية (أنقرة حاليًا)، بناءً على طلب امرأة مسلمة تعرضت للظلم في أرض الروم. استجاب المعتصم لنداء المرأة قائلة "وامعتصماه" وقاد جيشه لفتح عمورية. هذه المعركة أُثريت بها قصائد الشعر كما في قصيدة أبو تمام المشهورة.