عمون - شيخ القراء أبو بكر بن مجاهد البغدادي وضع معايير هامة للقراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وسماها "شروط القراءة الصحيحة". قدّم تعليمًا دقيقًا لطلابه حول القراءات القرآنية واختار سبع قراءات معينة تنسب إلى سبعة قراء من مناطق مختلفة مثل الحجاز والعراق والشام. وقد أثار اختياره لهذه القراءات انتقادات من بعض العلماء، الذين اعتبروا أنه تجاهل قراءات أخرى ذات مكانة مهمة وليست مختلفة عن القراءات السبع المختارة من حيث الضبط والشهرة والصحة.
شروط القراءة الصحيحة تشمل موافقة القراءة للغة العربية، حيث نزل القرآن الكريم بلغة عربية فصحى. ولذلك، يجب أن تتبع القراءة قواعد وأصول اللغة العربية، ولا ينبغي أن تخالف القواعد النحوية للغة العربية. ومع ذلك، هناك من يرى أن أهم شرط للقراءة الصحيحة هو صحة الإسناد وليس ضرورة مطابقة قواعد اللغة.
توافق القراءة مع المصاحف العثمانية أمر مهم، حيث تعتبر هذه المصاحف مرجعية أساسية للقراءات القرآنية. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الرسم العثماني يختلف في بعض القراءات عن القراءة الشائعة، مثل استخدام "مالك" دون "مَالِك" في الفاتحة. وهناك اعتقاد بأن اختلاف الحروف ليس تحريفًا في القرآن بل مجرد اختلاف طفيف.
صحة السند أمر مهم آخر في تقدير صحة القراءة، حيث يجب أن يكون السند موثوقًا وينقل العدل والصدق والأمانة. إذا لم تكن الرواية من مصادر موثوقة، فإن القراءة لا تعتبر صحيحة.
بشكل عام، يمكن القول أن صحة الرواية هي الشرط الأساسي لقبول القراءة كصحيحة، بالإضافة إلى مراعاة توافقها مع اللغة العربية والمصاحف العثمانية.