عمون - خلق الله تعالى الكائنات الحية المتنوعة على سطح كوكب الأرض، وجعل كل منها يتكيف بالطريقة التي تتناسب مع البيئة التي يعيش فيها. كما جعل أبناء الصنف الواحد من هذه الكائنات الحية تتعايش معًا، وتفهم بعضها البعض بطرق مختلفة تتناسب مع طبيعتها. الإنسان هو جزء من هذه الكائنات الحية وله طرق خاصة للتواصل والتفاهم مع أفراد مجتمعه. يتم التواصل بين الأفراد في المجتمعات الإنسانية عادةً عبر الحديث والكلام، وهو الوسيلة الرئيسية للتفاهم.

يمكن أن يكون الحوار أحد أنواع الحديث التي يستخدمها الإنسان. الحوار هو الحديث الذي يجري بين طرفين أو مجموعة من الأطراف في جو من الهدوء والود، ويهدف إلى الوصول إلى الرأي الأصوب أو الأقرب إلى الصواب، دون التعصب أو الصراخ أو الإكراه. يختلف الحوار عن الجدال، حيث يتضمن الجدال خصومة ومحاولة إجبار الطرف الآخر على قبول رأي معين دون الاستماع إلى آرائه.

هناك آداب يجب اتباعها في الحوار، منها الالتزام بالهدف من الحوار وتجنب التعصب لرأي معين، واستخدام أسلوب حواري راقي يشمل استخدام الألفاظ الحسنة والإيجابية دون التجريح أو الاتهامات. يجب أيضًا الاستماع جيدًا لرأي الطرف الآخر والانصات إليه بجدية، دون الاستهزاء أو التشويش أثناء حديثه. وينبغي أن يكون الحوار مبنيًا على ثبات وجهة نظر واحدة دون التردد في تغيير الآراء بشكل متكرر.

تتضمن أساليب الحوار العديد من النهج، بما في ذلك:

الأسلوب الوصفي التعبيري: حيث يتم عرض مشاهد حوارية بسيطة للتوصل إلى الرسالة المرادة من الحوار، ويستخدم هذا الأسلوب لتوضيح المفاهيم من خلال القصص والأمثال.

الأسلوب البرهاني الحجاجي: حيث يتم طرح أسئلة تحفز على التفكير والبحث عن إجابات تعزز الإيمان بوحدانية الله تعالى، ويشجع القارئ على التأمل في الكون وقدرة الله تعالى.

الحوار التشخيصي الاستنتاجي: حيث يتم طرح مشكلة أمام الناس لجذب انتباههم وتحفيزهم على التفكير واقتراح حلاً مناسبًا.

بهذه الطرق، يمكن للحوار أن يكون وسيلة فعالة للتواصل والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات.