facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من يأسف عليه؟


محمد خروب
13-02-2011 03:41 AM

قلّة هم الذين يستطيعون الكتابة في ذروة الانفعال, غضباً كان أم فرحاً, فالكلمات تغيب والافكار تتداخل وتختلط, حتى تبدو كالأهواء بعيدة عن المنطق والموضوعية والتدقيق, وللمرء أن يراقب الذين «تنقضّ» عليهم ميكروفونات الفضائيات والاذاعات, حتى اولئك المعروفون بقدراتهم التحليلية واللغوية وقراءة الاحداث بهدوء وبرود وايصال افكارهم الى من يشاهدهم أو يسمعهم أو يقرأهم.. ما بالك أن الحديث يدور عن ثورة شعبية سلمية استطاعت خلال ثمانية عشرة يوماً, أن تطيح أعتى نظام بوليسي في المنطقة, استطاع أن يُحْكم قبضته ليس فقط على ثمانين مليون مصري بل بما يتجاوز ذلك بكثير, لأن السياسات والدبلوماسية التي اتبعها منذ 25 ايار 71 (عندما نجح انور السادات في فبركة ما وصف وقتذاك بمراكز القوى) حتى هروب حسني مبارك الى شرم الشيخ «وربما خارج مصر», كانت أَمْنِيّة بامتياز, تضرب شعوب المنطقة بعصا الامبريالية الاميركية وارهاب الكيان الاسرائيلي..

كل ما سبق... لا يعفي مسؤولية مقاربة المرحلة الراهنة التي دشنها شباب مصر وثوارها, بعد أن بدا للجميع أن كل الدول العربية مرشحة للاصابة بالفيروس التونسي, إلاّ نظام مبارك, الذي لم يتوقف للحظة ومنذ أن جلس حسني مبارك على «الكرسي» في 6 اكتوبر 1981, عن ابراز عضلاته البوليسية متسلحاً على الدوام بقانون الطوارئ, الذي ازداد حضوراً - وبتأييد اميركي جارف - بعد أحداث الحادي عشر من ايلول 2001 واندلاع ما يسمى الحرب على الارهاب, فيما باشر سياسة مدروسة ومُدَقّقة في البنتاغون, لتجويف المؤسسة العسكرية المصرية المعروفة بوطنيتها ومهنيتها العالية, وافراغها من عقيدتها العسكرية القائمة في الاساس على اعتبار الخطر الحقيقي على الأمن القومي المصري قادم من الحدود الشرقية, ومستغلاً - وريث انور السادات - «تعهد» سلفه من على منصة الكنيست بأن تكون حرب اكتوبر آخر الحروب, لكنها لم تكن كذلك, بل قادها السادات ومبارك كي تكون أداة لضرب الدول العربية, تارة في ليبيا وطوراً في حفر الباطن ودائماً في ابعاد الجيش عن القاهرة وباقي المدن المصرية, والابقاء عليه في اماكن بعيدة (ليس فقط عن سيناء الممنوعة على الجيش المصري بفعل اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام) كي يسهل مراقبته وشلّ أي خطر على النظام..

ليس هذا مجرد تاريخ, بل هو في مجمله يشكّل البداية لفهم طبيعة النظام وعوامل القوة ومكوناتها, التي احتمى بها نظام مبارك طوال ثلاثة عقود لبناء ترسانة بوليسية وأجهزة بطش أمنية, تبدأ بقوات الامن المركزي ولا تنتهي عند مباحث أمن الدولة, التي كانت مهمتها وبعديدها الذي يتفوق بأربعة أضعاف على عديد الجيش المصري, التنكيل بالشعب المصري واذلاله وشل ابداعه وابقائه اسير لقمة العيش والجري خلف أبسط الخدمات, مثل المواصلات والماء والكهرباء والطبابة, على نحو لا تغدو فيه القوى السياسية والحزبية المعترف فيها سوى ديكور ملحق بالحزب الحاكم, الذي نشأ في احضان السلطة بقرار رئاسي, ما لبث أن اندمج في اجهزة الدولة, وغدت كل «الدولة» في خدمته وخدمة رئيسه الذي هو رئيس البلاد, فباتت الحياة السياسية مجرد ساحة مقصورة على الفاسدين ورجال الاعمال والطامحين للمناصب والجاه والثروة..

سيدخل الحادي عشر من شباط 2011 التاريخ المصري من أوسع أبوابه, في التصاق بذلك اليوم العظيم 25 يناير/ كانون الثاني 2011, الذي فجّر فيه شباب مصر غضبهم على ديكتاتور ظن أن اجهزته البوليسية والرعاية الصهيواميركية ستضمنان, له ولابنه الاصغر, الأمان والاستمرارية, لكنه «مكر» التاريخ أو قل ارادة الشعوب, فكان أن راوغ وماطل واشتكى واستدر العطف ولعب على عواطف الشعب المصري الطيب والعظيم, لكن «اللعبة» وصلت الى نهاياتها ولم تفلح كل السيناريوهات في انقاذ الطاغية من الذهاب المحتوم الى مزبلة التاريخ..

ستتواصل الروايات والحكايات والتسريبات عن الساعات الاخيرة في حياة حسني مبارك السلطوية, ولن يكون ما نشرته واشنطن بوست يوم امس عن خطة الجيش المصري لاعفاء مبارك يوم الاربعاء الماضي, وتغيير مبارك للسيناريو في آخر لحظة وخروجه على الناس بخطاب أغضب الجماهير (والبيت الابيض على ما تقول الصحيفة) ثم (وهنا ذروة الدراما) انضمام عمر سليمان الى الجيش في وقت متأخر من ليل الخميس, ما أوصل الامور بالتالي الى بيان سليمان بـ (تخلّي) الطاغية عن الحكم..

ثمة رواية أكثر جدية وأكثر كشفاً ومثقلة بالدلالات والاشارات, التي تضيء على الجوانب الحقيقية لشخصية وتفكير الطاغية, الذي خدع جمهوراً لا بأس به وعبر رهط (الشهود الزور) من الاعلاميين والمهرجين السياسيين بأنه بطل اكتوبر وصاحب الضربة الجوية, وغيرها من الترهات والاحبولات والفبركات التي ثبت للجميع أن الغالبية الساحقة من المصريين (دع عنك العرب) لم «يقبضوها» جدياً.

الرواية الاسرائيلية:

نقل بنيامين بن اليعازر (الصديق الصهيوني الاقرب الى حسني مبارك) ان الرئيس المخلوع تحدث له ليلة هروبه وعلى مدى (20) دقيقة بقسوة عن الولايات المتحدة التي تخلت عنه مستطرداً – بن اليعازر – ان مبارك اعطاه درساً في الديمقراطية وقال: ها نحن نرى الديمقراطية التي قادتها الولايات المتحدة في ايران ومع حماس في غزة وهذا هو مصير الشرق الاوسط، اضافة الى ما نسبه بن اليعازر لمبارك بأن الجيش «خذله».

هل يمكن بعد هذه الرواية (الاقرب الى التصديق) الاعتقاد بان الرئيس المخلوع كان في كامل قواه العقلية والنفسية طوال حكمه لمصر او على الاقل بعد ان وصل الى هذه السن؟ روبرت فيسك ادرك هذه الحقيقة مبكراً عندما كتب قبل 24 ساعة من تنحي الطاغية «.. رجل يمكن القول انه على حافة الجنون».

طوى الشعب المصري صفحة الطاغية.. ولن نجد من يأسف عليه الا الذين يتحسسون رؤوسهم الان!!

Kharroub@jpf.com.jo

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :