عمون - كشفت مجلة فرنسية عن خبايا جديدة للساعات الأخيرة للرئيس التونسي المخلوع برفقة عائلته قبيل مغادرته الأراضي التونسية، حيث تعرض للإهانة من قبل زوجته ليلى الطرابلسي على سلم الطائرة في مطار قرطاج الدولي حينما أخبرها أنه لا يريد أن يغادر تونس.

وقال مجلة "نوفيل اوبزيرفاتير" الفرنسية إن الرئيس السابق رفض أن يستقل الطائرة التي كانت تنتظره في مطار قرطاج الدولي لنقله مع أسرته إلى المملكة العربية السعودية حينما وصل برفقة زوجته إلى سلمها، فما كان من هذه الأخيرة إلا أن صرخت في وجهه: "اخرس واصعد إلى الطائرة أيها الأهبل، قضيت حياتي كلها وأنا أدفع ثمن غبائك وأخطائك الفادحة".

ونقلت المجلة عن مصدر في سلاح الجو التونسي حجبت هويته قوله إنه كان شاهد عيان على الحادثة وأن بن علي (74 عاما) الذي حكم بلاده بيد من حديد على مدى 23 سنة حتى سقوطه في 14 من الشهر الماضي أصدر ردة فعل لا تتناسب وحجم السلطة التي كان يتمتع بها بأي شكل من الأشكال.

وقال الضابط الجوي إن الرئيس السابق وقف على مدرج الطائرات وهو يحمل حقيبة صغيرة ظل يؤرجحها بيده ورد على زوجته قائلا بصوت ضعيف أقرب الى التوسل: "اتركيني لحالي رجاءً ليلى، لا أريد الذهاب، أفضل البقاء هنا والموت في سبيل بلدي".

وكان قائد الحرس الرئاسي الجنرال علي سرياتي يقف إلى جانب ليلى فنزل إلى بن علي وراح يدفعه على ظهره قائلا: "هيا اصعد بحق السماء.." ثم تفوه بكلمات نابية في حق بن علي، عندها إنصاع وصعد إلى الطائرة لينضم إلى زوجته وابنه محمد وابنته حليمة وخطيبها وكبير خدم الأسرة وخادمتين فلبينيتين.

وقال الضابط الذي رافق الرئيس السابق إنه خلال الرحلة الجوية، كان بن علي يتوجه إلى غرفة القيادة كل عشر دقائق ليسأل القبطان: "بعد وصولنا إلى جدة، ستأخذني معك في رحلة العودة إلى تونس، أليس كذلك؟".

وذكرت مصادر مقربة من أسرة بن علي، إنه كان طوع بنان زوجته التي لقبها الشعب "ليدي ماكبيث قرطاج"، وكان يخشى سطوتها ويأتمر بأمرها في كل صغيرة وكبيرة، وبعد إصابته بسرطان البروستاتا في 2009، عبر عن رغبته في التنحي، لكن ليلى (53 عاماً)، التي كانت تعمل سابقاً مصففة شعر، رفضت رغبته هذه.

وأكدت هذه المصادر أن أمنية عقيلة بن علي كانت هي استمرار زوجها في الرئاسة حتى يكبر ابنهما محمد، رغم صغر سنه، ويرثه على "عرش تونس".
السبيل