عمون - استخدم الإنسان الطاقة الكهرومائية منذ آلاف السنين، قبل اكتشاف الكهرباء. وقد قام أسلافنا بابتكار طرق مبتكرة للاستفادة من تدفقات المياه في جميع أنحاء العالم. في بلاد ما بين النهرين القديمة واليونان القديمة، قاموا بتطوير أجهزة الري، مثل الساعات المائية، وكانوا يستخدمون قنوات مائية لتوجيه المياه للزراعة والاستخدام المحلي.
كان الإغريق والرومان قد طوّروا أيضًا طواحين مائية لطحن الحبوب وتشغيل أفرانهم. وفي فرنسا في القرن الأول بعد الميلاد، كانت هناك مستوطنة تستخدم طواحين مائية لطحن القمح. كانت هذه التكنولوجيا واحدة من أوائل مصادر الطاقة المتجددة في التاريخ البشري.
مع مرور الزمن، انتشر استخدام طواحين المياه في العديد من الصناعات الأخرى، مثل قطع الأخشاب والرخام. في الصين، استخدمت لدفع منفاخ الصهر وعمليات صناعية أخرى. أصبحت تكنولوجيا الطاقة الكهرومائية جزءًا أساسيًا من حياة المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
ثم جاءت الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقد أدت إلى تطورات هامة في مجال الطاقة. تم اختراع التوربينات المائية والتي أصبحت وسيلة مهمة لتوليد الكهرباء. تم تطويرها بشكل أساسي في القرن الثامن عشر بواسطة مهندس هيدروليكي فرنسي يُدعى برنار فوريست دي بيليدور. كما تم إنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الكهرومائية في إنجلترا في عام 1878.
في نياجرا، بدأت أول محطة لتوليد الكهرباء على نطاق واسع في العالم في عام 1890. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الطاقة الكهرومائية مصدرًا رئيسيًا لتوليد الكهرباء في العديد من الدول.
في القرن العشرين، شهدنا تقدمًا سريعًا في تصميم مرافق الطاقة الكهرومائية. تسببت سياسات الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في بناء العديد من المشاريع متعددة الأغراض مثل سد هوفر، وأصبحت البرازيل والصين وكندا والولايات المتحدة وروسيا من أكبر منتجي الطاقة الكهرومائية في العالم.
رغم أن الطاقة الكهرومائية تعرضت لركود في أواخر الثمانينيات والتسعينيات بسبب القيود المالية والمخاوف البيئية والاجتماعية، إلا أنها استعادت زخمها في العقود الأخيرة، خاصة في آسيا وأمريكا الجنوبية.
تمت إضافة كميات كبيرة من القدرة الإنتاجية للطاقة الكهرومائية في العقود الأخيرة، وأصبحت هذه الطاقة مصدرًا هامًا لتوليد الكهرباء على مستوى عالمي. أكبر منتجي الطاقة الكهرومائية يشملون الصين والبرازيل وكندا والولايات المتحدة وروسيا.