عمون - هرقل هو اسم ذُكر في التاريخ الإنساني كواحد من أعظم الزعماء وأكثرهم حنكة وبراعة في السياسة والحكم. تم تسمية عدة ملوك باللقب نفسه في سلالة حكمت الإمبراطورية البيزنطية في مراحل مختلفة من تاريخها. واحد من أشهر من حمل هذا اللقب هو الإمبراطور الذي حكم في الفترة منذ سنة 600 ميلادًا، والذي شهد ظهور الإسلام في الجزيرة العربية. لنتعرف على هرقل العظيم بشكل أفضل، إليكم تفاصيل حياته وإنجازاته وعلاقته بالإسلام:

نشأة هرقل ومولده:
هرقل وُلد باسم "أفلافيوس أغسطس هرقل" في سنة 575 ميلادًا. وكان والده هرقل الأكبر من مؤسسي سلالة الهيرقليين. قام والده بتأسيس هذه السلالة وحصل على نفوذ كبير لدى الإمبراطور البيزنطي موريوس الذي عينه نائبًا على مملكته في شمال إفريقيا.

إنجازات هرقل:
هرقل تولى السلطة في بداية القرن السادس الميلاد، وفي تلك الفترة كانت هناك مواجهات حادة بين الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية الساسانية. نجح هرقل في إعادة هيكلة الجيش وتعبئة الموارد واستعادة الأراضي التي فقدها الروم. هاجم الفرس في المنطقة الشامية واستعاد معظم أراضيهم ووصل إلى عاصمتهم تبريز وهزمهم في معركة عقر دارهم في سنة 629 ميلادًا. هذا الانتصار أعاد للإمبراطورية البيزنطية قوتها وأسهم في نجاحها.

هرقل والدعوة الإسلامية:
بعد ظهور الإسلام، بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسائل لزعماء العالم، بما في ذلك هرقل. في رسالته إلى هرقل، دعاه النبي للإسلام وعرض عليه أن يكون مسلمًا ووعده بالمكافأة. وصلت الرسالة إلى هرقل وقتما كان متواجدًا في بيت المقدس. استدعى هرقل أبو سفيان بن حرب ليستجيب لاستفساراته حول النبي والإسلام. وفقًا للتقارير التاريخية، كان هرقل قريبًا من قبول الإسلام والإيمان برسالة النبي، لكنه خاف من رد فعل القساوسة والمحيطين به الذين كانوا يكرهون العرب. هرقل توفي في سنة 641 ميلادًا بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك وانسحابهم من الشام في سنة 636 ميلادًا.

إن هرقل كان شخصية تاريخية هامة في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية، ولعب دورًا مهمًا في استعادة نفوذها وتوحيد أراضيها. وقد ارتبط اسمه أيضًا بمرحلة مهمة في تاريخ الإسلام عندما تلقى دعوة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.