عمون - في ظل المنافسة العالمية بين الدول لتحسين جميع قطاعاتها وتحقيق تفوقها في الأسواق العالمية، أصبح مفهوم التنمية المستدامة أساسيًا لتمكين الدول اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وعسكريًا وديموغرافيًا. يسعى الدول إلى تحقيق التنمية المستدامة داخل حدودها الوطنية للحفاظ على سيطرتها على مواردها واستقلاليتها ومنع التدخل الخارجي.
تعرف التنمية المستدامة على أنها جهد شامل يشمل جميع القطاعات، سواء في القطاع العام أو الخاص أو على مستوى الأفراد. تهدف هذه الجهود إلى تحسين الواقع الحالي من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتطبيق التغييرات اللازمة لتحقيق التطور والتقدم. تشمل هذه العملية تحليل الماضي والتعلم منه والتخطيط للمستقبل بشكل جيد.
التنمية المستدامة ليست مقتصرة على مجال واحد بل تشمل مجموعة واسعة من المجالات مثل الاقتصاد والسياسة والبيئة والتكنولوجيا والتعليم. الهدف الرئيسي هو تحسين مستوى حياة الأفراد وضمان معيشة أفضل للأجيال القادمة.
من وجهة نظر منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، التنمية المستدامة تعني إدارة مستدامة للموارد الطبيعية وتوجيهها نحو التغيير التقني والمؤسسي لضمان تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية دون إلحاق ضرر بالبيئة. تهدف إلى حماية الثروات الطبيعية مثل الأرض والمياه والموارد الوراثية والحيوانية والنباتية وتحقيق التوازن في البيئة.
خصائص التنمية المستدامة تشمل النظر في الأمور بالنسبة للأجيال القادمة، وتلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان دون التأثير الضار على التنوع البيولوجي، والحفاظ على عناصر البيئة كمكونات متكاملة، وضمان التوازن بين الاستخدامات المختلفة للموارد الطبيعية. هذه الخصائص تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة تستمر على المدى البعيد وتحمي البيئة وتلبي احتياجات الإنسان.