عمون - الاستفتاء الشعبي هو عبارة عن تقليد ديمقراطي يستند بشكل مباشر إلى إرادة الشعب للتعبير عن رأيه في موضوع عام، سواء كان ذلك الموضوع قانونيًا أو دستوريًا أو سياسيًا. يتم طرح السؤال أمام الناخبين المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء، ويمكن للشعب التصويت بالموافقة أو الرفض على السؤال المطروح. يعتبر الاستفتاء وسيلة لتعبير الشعب ومشاركته في اتخاذ القرارات الهامة التي تؤثر في حياتهم.
عادةً، يتم تحديد من هم أهل الاستفتاء الشعبي وهم المواطنين الذين يتمتعون بحقوق سياسية ويتوافر فيهم شروط الناخبين وتتضمن قاعدة الانتخابات النيابية. يجب أن يتم تطبيق الاستفتاء الشعبي لعرض موضوع عام على الشعب والسماح له باتخاذ قرار بالموافقة أو الرفض.
تاريخياً، يمكن تتبع جذور الاستفتاء الشعبي إلى النظام الإسلامي الذي نفذ مبدأ الشورى والبيعة، حيث كان الرأي العام يلعب دورًا مهمًا في تحديد المصير السياسي للخلفاء. وقد تم استخدام الاستفتاء الشعبي في العصور القديمة بالفعل، كما في حالة ملكة سبأ التي استشارت أهلها في قراراتها.
أول استفتاء شعبي في العصر الحديث تم في سويسرا في القرن الخامس عشر، وتم استخدام نظام الاستشارة الشعبية لتقييم قوانين الدولة وقراراتها. لاحقًا، انتشرت فكرة الاستفتاء الشعبي في العديد من دول أوروبا في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة للتزامها بالديمقراطية ورغبتها في إصلاح النظام النيابي وزيادة مشاركة الشعب في صنع القرارات.
بشكل عام، يُعتبر الاستفتاء الشعبي أداة هامة لتحقيق مبادئ الديمقراطية والشفافية، وتمكين الشعب من المشاركة في تحديد مستقبلهم واتخاذ القرارات الحاسمة.