نعم هكذا تُورَد الإبل.. نعم هذا هو الاردن العربي الاسلامي بمبادئه التي لا تتجزأ.. والذي يسطر بأحرف من نور كل امر يقدم عليه.. فلا يتردد في نصرة الاخ والصديق.. ولا يلتفت للناعقين والمثبطين والطابور الخامس والمرجفين والمشككين..

فالاردن المتزن في تحركاته.. والواثق من نفسه وقدراته.. يحسب كل صغيرة وكبيرة حتى في أحلك وادق المواقف.. ولا يتهاون في زرع القيم الفضلى.. ويراعي خصوصية من يطلب الفزعة.. ولا يبرر لنفسه -لا سمح الله- اي تجاوز للمعتقدات ولا الثقافات.. ويحترم الخصوصية حتى وان كان على حسابه.. او انه يقدم خدمة هي من أقدس الخدمات..

كنت قد كتبت في موضوع حشمة المرأة.. وطلبها لكوادر طبية من الاناث دون الذكور للتعامل مع حالتها.. وهذا في وقت الرخاء والتريث وامكانية البحث عن الطبيبة المختصة والقديرة.. وليس في الكوارث والازمات وانعدام الخيارات.. وللاسف غضب مني مَن غضب..

كلنا سمع عن نساء حرائر تم اخراجهن من تحت الردم والدمار.. ولم يقبلن الخروج حتى يضعن حجابهن.. ومنهن من طالبن باقل القليل من المساعدة من قبل الرجال حفاظا على حشمتهن.. متناسيات الآلآم والظرف والوضع الذي هن فيه.

وفي مجازر غزة التي يعملها الغاصب المحتل صبح مساء.. غير آبه بالنساء والأطفال.. لم ينسَ الاردن الاصيل هذا الامر.. فجهز المستشفى الميداني (2) بطواقم مؤهلة لنصرة الاشقاء اهل غزة.. وكان ضمن هذه الطواقم اناث متخصصات في الامور النسائية.. من قابلات وممرضات.. حتى لا تصاب نساء غزة الحرائر بالحرج من تلقي المساعدة في الولادة والرعاية..

حق لنا ان نفاخر الدنيا بالاردن لهذا النفس النشمي.. والحس المراعي للانسانية والحشمة والعادات والتقاليد وخصوصية من يطلب المساعدة.. في وقت عجز فيه الكثيرون لفعل ولو جزء يسير مما نقوم به..