facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البديل العربي لمستقبل غزّة


د.محمد ابورمان
10-12-2023 11:09 AM

تتنافس اليوم مقاربات وتصورات عدد من الحكومات ومراكز التفكير في العالم الغربي، بخاصة في كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، على تقديم مقترحات وتصورات لمرحلة اليوم التالي لما بعد الحرب في غزّة، ويعمل كل طرف على ترويج رؤيته التي تعكس مصالحه ومواقفه المختلفة، وكل ما نقرأه من تسريبات ووثائق من هنا وهناك ينشأ من مراكز سياسية ومراكز دراسات وتفكير يعكس مصالح تلك الدول.

أما تصور الدول العربية فلا يجرى الإعلان ولا الإفصاح عن أيّ شيء منه سوى تسريبات لصفقات ورغبات محتملة تحت الطاولة، في التساوق مع بعض الأفكار والتصوّرات الأميركية أو الإسرائيلية، بما في ذلك ما جرى تسريبه من الإعلام الأميركي من إبداء السلطة الفلسطينية استعدادها للعودة إلى قطاع غزّة بعد الحرب خلال لقاء الرئيس محمود عبّاس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت سابق خلال العدوان الإسرائيلي.

ثمّة، إلى حينه، سيناريوهان، إسرائيلي وأميركي، يزدادان وضوحاً، في مرحلة ما بعد الحرب. الأول، الإسرائيلي الذي أعلنه نتنياهو، ويقوم عملياً على إعادة احتلال قطاع غزّة وتفكيك حركة حماس، وبناء سلطة سياسية هناك محلية، مع رفضه القاطع عودة السلطة الفلسطينية بصيغتها الحالية، ومع الإصرار على إقامة مناطق عازلة وأن تكون غزّة منزوعة السلاح، مع تمكّن إسرائيل من القيام بعمليات دخول وخروج من غزّة كيفما تشاء إذا شعرت أن هنالك خطراً أمنياً.

يعترض نتنياهو على السلطة الفلسطينية بدعوى أنّها تساعد أهالي الأسرى الفلسطينيين، وتدرّس ما يدّعي هو أنّه إرهاب (بالطبع ينسى ويتناسى ما يدرّس في المدارس الصهيونية الدينية المنتشرة في الكيان الصهيوني). وبالتالي، لا يُخفي (نتنياهو) دعوته إلى إجراء ما أسماه "تغييراً ثقافياً" شبيهاً بما حدث بعد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهو أمر ارتبط بشروط الاستسلام. بمعنى أنّه لا يرى أي يوم تالٍ للحرب إلاّ بعد استسلام القطاع المحاصر المنكوب.

في المقابل، يعلن الأميركيون لاءات متعدّدة، بصورة متتالية وقطعية على لسان نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والرئيس نفسه ووزير خارجيته ومسؤولين عديدين؛ فهم يرفضون احتلال أي جزء من غزّة، ويرفضون المناطق العازلة، ويرفضون التهجير القسري، ويؤيدون عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزّة، وهو تصوّر عام يبدو أنّه يختلف عن موقف نتنياهو ويمينه المتطرّف.

يتحدّث الموقف الرسمي العربي المعلن فقط عن وقف العدوان العسكري على غزّة، وهو نداء لم يستمع إليه لا نتنياهو ولا البيت الأبيض، ولا يبدو أنّ هنالك نيّة لوقف العدوان، وليس من فيتو أميركي قوي وصلب ضد استمرار حرب الإبادة والتهجير والاحتلال الحالية. ومن الواضح من الفيتو الأميركي أول من أمس الجمعة على محاولة مجلس الأمن إصدار قرار يوقف إطلاق النار أنّ الأميركيين لا يعارضون المجازر الإسرائيلية، لكنهم يختلفون في مرحلة ما بعد العدوان.

يستغل نتنياهو هذا الفراغ الاستراتيجي في الموقف العربي، للمضي في مشروعه، وصولاً إلى تحقيق الهدف الحقيقي الجوهري، وهو تهجير الفلسطينيين وإبادتهم وإلغاء شروط الحياة الطبيعية في غزّة. وكلما استمر العدوان من دون وجود ما يردعه، ستكون النتيجة أكبر من نكبة الـ48، لأنّ حجم الخسائر الإنسانية والكلفة الباهظة، فضلاً عن المادية، غير مسبوق، وإذا كان العدد المعلن للشهداء الذين ارتقوا تجاوز 17 ألفاً، فإنّ العدد الحقيقي أكبر، وعدد الجرحى والمصابين الذين بترت أطرافهم وتعرّضوا لتشوّهات كبيرة هو بعشرات الآلاف، وهنالك مخاوف من المجاعة والأوبئة والأمراض وتداعيات كبيرة لا تقل كارثية.

إذاً، لا بد من تقديم أفق سياسي بديل، من الفلسطينيين والعرب، وأهمية ذلك الرئيسية إيقاف مخطّط نتنياهو، والدفع نحو وقف إطلاق فوري للحرب، وتقديم تصوّر لتوافق عربي مع حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وبرنامج سياسي لمرحلة ما بعد وقف العدوان. ومن الضروري أن تتبنّى هذا المشروع الأردن ومصر وقطر والسعودية، وتركيا أيضاً، وأن يجرى ترويجه عربياً وإسلامياً وعالمياً، بدلاً من انتظار نتنياهو حتى يُكمل مهمته الهمجية بحقّ الفلسطينيين في غزّة.

العربي الجديد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :