العلاقات الصحية والداعمة يمكن أن توفر الراحة والسعادة وتزيد الإحساس بالراحة والسكينة، بحياة الإنسان، ومع ذلك، قد تنشأ الصراعات والمشاكل، دون تخطيط أو قصد، ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي وأكثر حدة، بسبب عمق الاتصال والتوقعات التي لدينا وبالذات في العلاقات الاجتماعية القريبة، والوثيقة.


بالعلاقات الإنسانية غالبا ما يحدث الخلاف، نتيجة للتراكمات، أو ظروف خارجية، تسلب حدوث المشاكل والتي بدورها قد تسبب ضربة قوية ومكلفة لجميع الأطراف.
بغض النظر عما إذا كان الأذى مباشرا أو غير مباشر، فالحقيقة هي أن فكرة الخذلان من الأشخاص الذين نحبهم قد تحدث ألما شديدا . 

وقد يصبح الأصدقاء المقربون أهدافا للعداوة غير المباشرة، بمعنى إيذاء شخص ما من خلال شيء ما أو شخص آخر، مثل نشر الشائعات، وتدمير الممتلكات، والنميمة وما إلى ذلك، أو التصرف السلبي، مثل التجاهل، والانسحاب، والمماطلة، والمعاملة الصامتة. 

عندما يؤذى شخصا قريبا منك، فإنه في النهاية يطالك الأذى، وقد يصاحبك الشعور بعدم الراحة والخوف والقلق لفترة طويلة. 

معظمنا يميل إلى بذل قدر كبير من الوقت والطاقة والعواطف في علاقاتنا الوثيقة. ونتيجة لذلك، عندما تنشأ صراعات أو مشاكل، يمكن أن يكون التأثير أكثر حدة ومشحونا عاطفيا مقارنة بأولئك الذين ندعوهم المعارف أو الغرباء.

غالبا ما تكون لدينا توقعات وثقة أعلى في علاقاتنا القريبة، وعندما لا يتم تلبية هذه التوقعات أو عندما يتم كسر الثقة، يمكن أن يكون ذلك بمثابة صدمة كبيرة، تتحدى أساس العلاقة بالعمق.

نحن نشارك المقربين التفاصيل الشخصية والأسرار ونكشف عن ذواتنا الحقيقية لهؤلاء الأفراد. ونتيجة لذلك، فإن أي أذى أو خيانة منهم يمكن أن يكون أكثر إيلاما ويكون له تأثير أكبر علينا لفترة طويلة.


غالبا ما تنطوي العلاقات الوثيقة على مستوى عال من الاعتماد المتبادل، حيث نعتمد على بعضنا البعض لتلبية الاحتياجات المختلفة والدعم والمنافع المتبادلة. ولذلك، فإن أي صراع أو سلوك سلبي من الأشخاص الأقرب إلينا يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى على مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك الجوانب العملية والعاطفية.

ما أصعب أن تفقد عينيك التركيز على منطق الحياة السلمية لشخص ما، وتتبنى رؤية ووجهات نظر الآخرين، دون أن تدرك حجم الأذى الذي تسببه أفعالك أو كلماتك، من خيبة أمل وحزن. 

والمؤسف أن العديد من الأشخاص يفعلون ذلك عن غير قصد، وكل الأمر في الواقع يعود إلى عدم الفهم.
تنسى كأنك لم تكن، تنسى كمصرع طائر، ككنيسة مهجورة تنسى كوردة في الثلج، تنسى!

هذا ما قاله درويش في بداية قصيدته (تنسى كأنك لم تكن). 

التعاطف هو مهارة مكتسبة، وتتشكل من خلال البيئة المحيطة وتجاربنا الحياتية. قبل أن تحكم على أحد اسأل نفسك ما هو الجانب الآخر من القصة؟ لماذا كان رد فعل الشخص الآخر بهذه الطريقة؟ أين أخطأت؟ هل كنت غير متسامح؟
الإجابة الصادقة من شأنها أن تمنحك السلام، وتحافظ على علاقةً صحية.

تعلم أن تسامح دون أن تحيد عن طريق الحق والأخلاق. لا يوجد شيء مثالي في الحياة، أحيانا تكون خسارة اليوم بمثابة انتصار أكبر للغد.