إسرائيل واعوانها تتحدث عن ماذا بعد حماس والاصح ان تتحدث عن ماذا بعد هذا المخاض العسير لها من حربها مع حماس ؟

وكيف اصبح مستقبلها بعد السابع من اكتوبر ؟

ترى هل ايقن ساستها ان نظرياتهم السياسية لدولتهم والمبنية على العقيدة الامنية والعربدة على الفلسطينيين والعنجهية والغطرسة قد اودت بهم الى عاصفة الطوفان واصبحت احلامهم اوهام ؟

على إسرائيل ومفكريها ومنظريها ان يستفيقوا اليوم من غفلتهم ويغيروا رؤيتهم للمستقبل الٱت وقد حدد الفلسطينيين رؤيتهم بان لا امن لاسرائيل ان لم تأمن حياة الفلسطينيين ٠

لذلك على ساسة إسرائيل ان لايضيعوا الفرصة من بين ايديهم ان ارادوا السلام لمستقبل اجيالهم القادمة وان يذعنوا اليوم لحقوق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة المطلقة وفقا لاتفاقية اوسلو وقرارات الشرعية الدولية ٠

هذه الحرب على غزة وهذا المخاض العسير لإسرائيل الذي تقاسيه اليوم يجب ان يولد من رحمه دولة فلسطين ولن تخرج إسرائيل من مأزقها السياسي وانفاق حماس وهذا الصراع الا بدخولها بمفاوضات مع الفلسطينيين والاطراف الدولية التي توكلت بعملية السلام واعتقد انه لامجال لاسرائيل اليوم الا بقبول هذا الخيار ٠

اعتقد ان امريكا داعمة إسرائيل قد اتعظت اكثر من حليفتها بان الطوفان بات رمز للحق الفلسطيني ونضالهم اليوم ولسنين وقرون قادمة، لذلك فقد تكون اليوم اكثر حماسا من اي وقت مضى لاقامة الدولة الفلسطينية وستحاول اقناع حليفتها انه الخيار الاكثر نفعا وامنا لها ٠

ما اعتقده ان تشهد الحقبة القادمة تغيرا سياسيا عميقا في المنطقة يطال اعادة هيكلية وتشكيل السلطة الفلسطينية وترتيبات العلاقة السيادية بينها وبين إسرائيل برعاية دولية وبمشاركة واسعة من اطياف الطيف السياسي الفلسطيني بما فيها حماس

لابد من مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط يحدد فيه الحدود وتترتب الحقوق وتولد من رحمه دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وتتوقف فيه اسرائيل عن الاستيطان والقتل والتهجير والاعتداء على المقدسات وفي مقدمتها الاقصى الشريف

لطالما اوهام إسرائيل بتهجير الفلسطينيين بدت سرابا وبما ان الامعان بالقتل والتوسع بالاستيطان لن يجلب لإسرائيل الا الوهن والهوان وفقدان الامان لذلك اصبح وجوبا عليها ان تتغير فقد تغير تاريخها .