facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة .. تحتاج مواقف لا مخزونا لغويا


نيفين عبد الهادي
21-01-2024 12:30 AM

أكاد أُجزم أن جميعنا يملك مخزونا لغويا ضخما للحديث عن أهلنا في غزة تعاطفا وتضامنا، ووصفا «حنونا» دافئا، فما يحدث في غزة استفز فينا جميعا مهارات الكتابة والتعبير، والقول البليغ المليء بمشاعر الحبّ والتضامن والدعاء لأهلنا في غزة بلمسات أخوية حتى أنستنا الكثير من تفاصيل حياتنا تحديدا تلك المتعلقة بمساحات الفرح.

كلّ هذا شكل من أشكال الدعم سيما إذا ما تضمنت كلماتنا نقل وقائع وحقائق وحشية الاحتلال الإسرائيلي على الأهل في غزة، ولكن يبقى كل هذا بما فيه شعارات تُرفع تضامنا مع الأهل في غزة، تبقى حفنة من رماد كلمات يذهب مع أول هبّة ريح وما أكثرها خلال الفترة الحالية، ما يجعلها مؤثرة في حينه، لا أعني انها ليست مفيدة ولا أثر لها في حياة أهلنا في غزة، لكنها متواضعة التأثير، ولمدة قصيرة، إضافة لكونها وسيلة أصبحت تُغفل أدوارا حقيقية تقدّم لصالح الأهل في غزة، وإجراءات عملية تعمل لإيصال العون السياسي والاجتماعي والصحي والاقتصادي.

في كل فيديو أو تسجيل صوتي أو مشهد تلفزيوني والتي بتنا جميعا نكرّس حياتنا بانتظارها، نتساءل ماذا نقدّم للأهل في غزة، كيف ندعمهم، والأهم وما يجب أن نسعى ونفكّر به جميعا كيف ندعم صمودهم وثباتهم على أرضهم، لمواجهة خطط التهجير الإسرائيلية، سؤال يفرض نفسه كيف ندعم، دعما عمليا حقيقيا يلمسه الغزيون، ويعيشون تفاصيله، في ظل حرب تجاوزت المئة يوم، وأن لا نكتفي بالشعارات والقول البلاغي وتبادل فيديوهات لا نقدّم لها سوى دموعا، فمهما كانت ردود فعلنا تضامنية تبقى مجرد عاطفة آنية أيّا كانت صورتها قولا أو كتابة أو تعبيرا، فما يصل للأهل في غزة «إن وصل» مجرد كلمات!.

الأهل في غزة يحتاجون دعما حقيقيا ملموسا بمواقف حقيقية وعملية، تقدّم لهم عونا صحيا وغذائيا وإغاثيا، إضافة بالطبع للدور الهام جدا الخاص بالجانب السياسي والذي يسعى بجديّة لوقف الحرب والسعي لدخول المساعدات الإنسانية بسرعة كبيرة، وبتدفق كبير، هذا ما يحتاجه الغزيون، وهو لبّ وحقيقة الموقف الأردني الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني منذ السابع من تشرين الأول الماضي، دور عملي باتت به المساعدات الأردنية حاضرة في حياة أهلنا في غزة، وباتت عبارة «صُنع في الأردن» موجودة على مائدة الغزيين وعلى أدويتهم، وموادهم الإغاثية، وخلال الفترة الحالية هذا ما يحتاجه الغزيون.

ولا نغفل بهذا الشأن الدور الأردني الدبلوماسي الهائل الذي يقوده جلالة الملك لوقف الحرب وتحقيق السلام، وايصال المساعدات من خلال أكثر من معبر، وأكثر من وسيلة، وهذا الدور هو الأهم خلال المرحلة الحالية، وجوهر ما يحتاجه الأهل في غزة، أن يعيشوا بسلام بعيدا عن حرب أنهكت نفوسهم وقلوبهم وأرواحهم، وهو جهد أردني خارق يقوم به الأردن وصولا لعدالة أطفال ونساء ومدنيي غزة.

لا يغيب عن ذاكرتنا وقلبنا للحظة، مشهد الطفل الذي عاد بالإناء الذي أتى به لملئه بالطعام، عاد به فارغا والدموع تخالط ضحكته واصفا الوضع بأنه موت وموت وموت، جوعا أو بردا أو مرضا أو شهيدا أو غيرها من أشكال الموت في غزة، أو مشهد الفتاة العشرينية التي دمر القصف وجهها ولم يبق سوى بعض تفاصيله، أو الطفلة التي تحمل شقيقها الرضيع تحاول اسكاته بالنوم حتى لا يطلب الطعام لأنها لن تتمكن من جلبه له، ومشاهد تبدأ ولا تنتهي من أشكال المعاناة والظلم والقهر التي يعيشها الأهل في غزة، ومساعدتهم بها لا تقف عند شعارات أو كلمات تأخذ القضية برمتها لمكان بعيد لا علاقة له بخطورتها وجوهرها، أو شعارات يرفعها البعض حقّا لا يحتاجه الغزيون ولن تقدّم لهم أي عون، ما يحتاجه الغزيون وقفة حقيقية كما هو الأردن تعين بشكل حقيقي.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :