facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن الأكثر قربا لفلسطين


د.حسام العتوم
21-01-2024 10:41 AM

لم يشهد التاريخ المعاصر أكثر قربا لفلسطين وللقضية الفلسطينية العادلة من الأردن وسط بلاد العرب الواسعة. فمنذ الحراك الصهيوني لمؤتمر ثيودر هرتزل عبر مؤتمرهم في بال في سويسرا عام 1897، ومنذ توجيه الجيش السوفيتي بقيادة الزعيم جوزيف ستالين نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد المحرقة اليهودية (هولوكوست)، وغيرهم كثر.

وبعد التفاف الصهيونية من جديد على الأمم المتحدة عام 1947 و انتزاعها قرارا قضى بتقسيم فلسطين الى دولتين عبرية، وقامت فعلا، و اطلق عليها إسم إسرائيل ،و عربية سرابية توقعت مسبقا رفض العرب لها بسبب قدسية كامل فلسطين . و الأردن داخل حلقة الحدث الفلسطيني ،ولم يغادر المشهد حتى الساعة . وفي كل الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد العرب ما بين ( 1948 و 2024) و التي هي مستمرة حتى الان في غزة و كان الأردن دوما في قلب حدث المعارك و غبارها ووهجها وسط قضية فلسطين . وهو المعني بحلولها النهائية . و انتصر الاردن في معركتي الكرامة عام 1968و الجولان 1973 بالمساهة بتحرير مساحات من مدينة القنيطرة ، ووقع سلاما عام 1994 السلام لخدمة الشقيق الفلسطيني أيضا بعد مصر عام 1979 . وتدحرج السلام حتى شمل الأمارات و البحرين و المغرب عام 2020، و عين إسرائيل على السعودية التي لن تقبل بالسلام السهل بل بشروط القانون الدولي المطوق للاحتلال .

وتخطيء إسرائيل الليكود المتطرف ، و عبر تصريح جديد لوزير دفاعها السابق أفيغادور ليبرمان المتطرف أيضا ، بأن الاردن يقود حربا ضد إسرائيل لمجرد تحركه لإجراء مرافعة في محكمة العدل الدولية اسنادا لخطوة جنوب أفريقيا الشجاعة بعدما تقدمت للمحكمة لإدانة الأبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة ، و التي لا زالت بالمناسبة مستمرة ، حيث بلغ من ارتقى الى السماء من الشهداء قرابة 25 الفا جلهم من الأطفال .

وتكرر إسرائيل الخطأ عندما تعتقد بأن حماس – حركة التحرر و الأيدولوجيا ، هي من بدأت الهجوم عليها في السابع من أكتوبر 2023 ، متناسية 75 عاما من الأحتلال و فتح السجون و الاعتقالات و التعذيب ، و التطاول على الأقصى . و عندما أطلقت حماس الباسلة على هبتها طوفان الأقصى عنت ما أرادت ، و رمت لتحرير كل فلسطين ، و عدلت ميثاقها و قبلت بحدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، و بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة و عاصمتها القدس الشرقية .

وتكرر إسرائيل خطأها عندما تنعت حماس بالإرهاب، و تقود خلفها الغرب الأمريكي ليردد بطريقة ببغائية بأن حماس وكل حركات التحرر العربية ارهابية . و تحول إسرائيل نفسها لغرفة عمليات لحلف " الناتو " للإنقضاض على المقاومة العربية المتحركة و المساندة لأهل فلسطين – أهلنا ، في جنوب لبنان ، و في اليمن ، و في العراق . وسوف يسهل عليها و على ( الناتو ) الاصطدام بأي دولة عربية أو تحالف عربي يواجهها ، و لديها نفس الجاهزية لشن عدوان على ايران – المساندة عسكريا و تقنيا و لوجستيا لحركات التحرر العربية .و النهج العدواني نفسه موجه الان لروسيا عبر العاصمة الأوكرانية " كييف " . و رسالة الرئيس جو بايدن لإيران حملت طابعا استخباريا إسرائيليا و غرب أمريكي ، ردت طهران عليها بذكاء بأن قرار حروب المقاومة العربية ميداني لا علاقة لها به .

ومعاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية بالذات ، و التي قبلت بها إسرائيل بعد قبول مثلها المصرية جاءت بعد معارك طاحنة لم تكن كلها لصالحها ، خاصة عامي 1968 و 1973 ، والتي عنت استمرار الوصاية الاردنية الهاشمية التي اطلق عنانها ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي عام 1924 على المقدسات في القدس ، وهو مفجر ثورة العرب الهاشمية عام 1916 التي رمت لتوحيد العرب في دولة واحدة ، و جيش واحد ، و اقتصاد و احد ، و عملة واحدة ، و علم واحد .و في وقتنا المعاصر العرب محتاجون لعاصمة واحدة مثل القاهرة بحكم موقعها الوسطي وكثافة سكانها . و الأردن معني بملف القضية الفلسطينية و بحلولها النهائية ، كيف لا ، ونحن دولة تماس . و الفلسطينيون أهلنا و أكثر، يعيشون بيننا و في الجوار , و ما يصيبهم يصيبنا .

والحقيقة لا تغطى بغربال ، و إسرائيل لا ترى نفسها في عيون الرأي العام ، و نشاهدها تشن حربا خارج أرضها التي زورها التاريخ لها عامي 1947/ 1948 ، و تقارع المقاومة الفلسطينية داخل حدود عام 1967 التي يطالبها القانون الدولي عبر قراره رقم 242 بمغادرتها و القبول بدولة فلسطينية كاملة السيادة تكون القدس الشرقية عاصمة لها ، مع تجميد المستوطنات غير الشرعية ، و ضمانة حق العودة . و جلالة الملك عبد الله الثاني يبذل جهودا مضنية في كافة المحافل المحلية و الاقليمية و الدولية لإيجاد مخرج للحرب الجارية في غزة و توقيفها . و يقدم الاردن المساعدات الانسانية و يفتح المستشفيات العسكرية في فلسطين ، في غزة و الضفة الغربية . و يبحث عن سلام عادل منصف .

لا تملك إسرائيل حق الدفاع عن النفس و فلسطين باقية عربية . و لا تملك حق العدوان ، وتملك المقاومة العربية كامل حق مقارعة المحتل الإسرائيلي حتى تبزغ شمس الحرية . و إسرائيل مطالبة بإحترام السلام مع الاردن و العرب بوقف الحرب العدوانية التي تشنها ضد الفلسطينيين المسالمين أولا قبل المسلحين . و سياستها في القتل ستولد مزيدا من العنف بوجهها ، و الاحتلال زائل عاجلا أم أجلا .

ويتجه العالم اليوم و بتوجيه من روسيا الاتحادية الدولة و القطب العملاق تجاه تشكيل عالم متعدد الاقطاب يمثل شرق وجنوب العالم ، ويبقي الابواب مواربة لإنضمام الغرب و انسلاخها عن رأسها أمريكا . و التوجه الجديد ينذر بتلاشي أحادية القطب تدريجيا ، و لا مستقبل للبشرية الا بالتمسك بالقانون الدولي و بإلغاء شريعة الغاب .

ليس أمام إسرائيل سوى خياران ، الاعتراف بحقوق الفلسطينيين و العرب الخاضعين تحت الاحتلال ، أو تفكيكها لنفسها و الرحيل الى من حيث قدم يهودها ، من بارابيجان . و ثمة خيارات تاريخية و معاصرة أمامها للرحيل من منطقتنا التي عانت سنين طويلة من وجودها الاحتلالي و الاستيطاني غير الشرعي ، تماما كما اقترح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين عام 1950 ، بترحيل اليهود الى القرم و سخالين .

وأمامهم اليوم فرصة اختيار اقليم الاسكا الأمريكي - الروسي الأصل ، و امكانية بناء هيكل سليمانهم هناك ممكنة ، لأن البحث عنه في ديارنا سرابي أكيد ، و يعشعش في مخيلة العقلية الإسرائيلية العفنة فقط .

لا توجد منطقة في العالم تعاني من الاحتلالات كما منطقتنا العربية ، و هي واضحة كما وضوح الشمس ، و يصعب مقارنتها بأية احتلالات وسط الكرة الأرضية . وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة شعار سبعينيات القرن الماضي القومي و للزعيم جمال عبد الناصر ، وقد يعود يوما ، و الظلم ظلمات . و في عصرنا هذا استبدلناه بقوة السلام ، ووجدنا بأن إسرائيل لا تحترم السلام ، و تعمل على تقسيم العرب الى مسالمين و ارهابيين، و تستهدف المسالم قبل حامل السلاح ، بينما تعفي ذاتها من صفة الارهاب و التي هي حقيقة منذ زمن عصابات ( شتيرن ، و الهاغاناه ، و الأرغون ) الإرهابية بإمتياز.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :