facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاقتصاد العالمي وتفاقم المخاطر والتحديات .. سؤال برسم الإجابة للسفير الصيني


السفير الدكتور موفق العجلوني
28-01-2024 12:19 PM

لا اعرف حقيقة السر في العلاقة التي تربطني بسفراء جمهورية الصين الشعبية. وتعود بي العلاقة حقيقة لأكثر من ٣٠ عاماً حيث كنت اتردد بين الحين والأخر بزيارة سفراء الصين المعتمدين في الأردن وخارج الأردن اثناء عملي الدبلوماسي في كل من استراليا وفرنسا وتشيلي وإيطاليا وأوزبكستان وأذربيجان، وقد تشرفت بترأس الوفد الأردني لمنتدى التعاون العربي الصيني عام ٢٠٠٩ عندما كنت مدير الدائرة العربية والشرق أوسطية في وزارة الخارجية. وفي شهر نوفمبر من العام ٢٠١٥ التقيت بسعادة السفير الصيني قاو يوشينغ قبل مغادرته عائداً الى بكين بسبب انتهاء مهمته في الأردن، وكان حقيقة يتقن اللغة العربية بدرجة ممتازة، وكآنه من تلاميذ سيبويه، وكان لي جلسة مطولة في مكتبه للوداع في السفارة الصينية، خرجت في اليوم التالي بمقال مطول عن سعادته بعنوان: لقاء مع صديق صيني منشور في وكالة عمون الإخبارية بتاريخ شهر ١١ نوفمبر من العام ٢٠١٥.

وها انا اليوم التقي مع سعادة السفير الصيني لدى المملكة السيد تشن تشواندونغ من على صفحات جريدة الغد الغراء بمقاله المنشور بتاريخ ٢٤/١/٢٠٢٤ بعنوان :

China's economic surge could potentially recover the global economy
Chen Chuandong, Chinese Ambassador to Jordan

تناول سعادة السفير تشن تشواندونغ الوضع الاقتصادي العالمي والتحديات التي يواجهها العالم لأسباب وجيهة. وأردت هنا ان اتوقف عند بعض المحطات التي تناولها سعادته والتي تحتاج حقيقة الى وقفات من الدول التي ترتبط بالصين سواء بعلاقات اقتصادية مشتركة او من خلال منافسة اقتصادية، او من خلال عوامل جيوسياسية، او حتى من باب الهيمنة على الاقتصاد العالمي. و سوف اترك للقارئ الحكم، خاصة و نحن نعيش ظروف الغدر الوحشي الإسرائيلي المدعوم بدعم لا محدود من قبل الولايات المتحدة الأميركية الصديق و الحليف الأكبر ليس للأردن فحسب و انما للعالم العربي و الإسلامي، و المفروض ان يكون هذا الحليف الى جانب القضايا العربية والإسلامية لا ان يشن الحروب و التدمير الجماعي للبشر والحجر. في الوقت الذي نري في جمهورية الصين الشعبية تتعامل بكل الود و الصداقة والدعم الاقتصادي و بناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتقدير سواء مع الأردن او العديد من دول العالم حتي مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول الافريقية ...و العالم العربي او الإسلامي ، و لم يذكر في التاريخ ان قامت الصين باحتلال دول عربية او تدمير دولة عربية كما حدث في العراق و فلسطين و قطاع غزة ، او اقتطاع أراضي عربية و منحها لمستوطنين، او اعتداء على اي من الدول العربية و الإسلامية رغم ان الصين ليست بحليف الى العالم العربي والاسلامي و لكن تربطها علاقات ممتازة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .

من هنا اردت ان اتوقف عند كلام سعادة السفير الصيني تشن تشواندونغ، علماً انني كنت أتمنى ان اتوقف عند كلام اخر لكل من سفراء الدول الصديقة وعلى رأسها الدول الحليفة كالولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة والمانيا، المعتمدين لدى الأردن وغيرها من الدول التي وقفت مع إسرائيل بوحشتيها بانتهاج سياسة الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة.

وهنا أجد نفسي في حالة عصف ذهني مع حديث سعادة السفير الصيني تشن تشواندونغ والتوقف عند المعطيات التالية:

الارتفاع الاقتصادي في الصين يمكن أن يساهم بشكل كبير في استعادة الاقتصاد العالمي. ولكن استعادة الاقتصاد العالمي تظل عملية بطيئة التحسن، و خاصة مع تفاقم المخاطر والتحديات بفعل النزاعات الجيوسياسية، وارتفاع الأحادية وحماية الصناعات، وتزايد الخطاب حول "الفصل" و"تخفيف المخاطر". وباعتبار الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فهي تجذب السيرة الاقتصادية الصينية انتباه العالم بأسره.

تشير أحدث البيانات من الهيئة الوطنية للإحصاء في الصين إلى أن الاقتصاد الصيني، رغم الضغوط الخارجية والتحديات الداخلية، يتحسن باستمرار، مما يلعب دورًا حيويًا في دعم استعادة الاقتصاد العالمي. وهنا تستمر الصين في أن تكون المحرك الرئيسي للتنمية العالمية في عام 2024 ، حيث يشهد الاقتصاد الصيني نموًا قويًا بنسبة 5.2٪، مساهمًا بزيادة تعادل الإنتاج الاقتصادي الإجمالي لبلد متوسط الحجم . وتفوق هذه النسبة بشكل كبير على التوقعات العالمية المتوقعة بنحو 3٪، مما يعزز مكانتها في مقدمة الاقتصادات الكبرى. وعلى مدى العقد الماضي، استمرت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي فوق 30٪ بثبات.

الصين هي الدولة الوحيدة التي تشمل كل الفئات الصناعية في التصنيف الصناعي للأمم المتحدة. تمثل القيمة المضافة لصناعتها التصنيعية حوالي 30٪ من المجموع العالمي. وتقوم الصين الآن بتعزيز التحديث الحديث بنمط صيني على جميع الجبهات من خلال التنمية عالية الجودة، مما يدخل أكثر من 1.4 مليار شخص في عصر متطور وبالتالي يوفر قوة دافعة مستدامة للتنمية العالمية. وتظهر الإنجازات في تحقيق التنمية الاقتصادية عالية الجودة في الصين بالتركيز على تحسين وترقية البنية الاقتصادية، وتنفذ الصين استراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار.

اكتسبت صناعة الخدمات والاستهلاك أهمية، كدافعين رئيسيين للنمو الاقتصادي، مع تمثيل القيمة المضافة في قطاع الخدمات نسبة 54.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023. وشهدت عطلة رأس السنة لعام 2024 ، 135 مليون رحلة سياحية داخلية بحلول نهاية عام 2023،

كانت الطاقة المتجددة قد تجاوزت نصف الطاقة الإجمالية المثبتة لتوليد الكهرباء. تصدرت إنتاج ومبيعات المركبات ذات الطاقة الجديدة على مستوى العالم، مع زيادة بنسبة 67.1٪ في صادرات السيارات الكهربائية. وفقًا لتقرير الوكالة الدولية للملكية الفكرية (WIPO) السنوي، ارتفع ترتيب الابتكار العالمي للصين إلى المرتبة الثانية عشرة. يتحول "توزيع الديموغرافيا" في الصين إلى توزيع المواهب.

تستمر سياسة الافتتاح الصينية على مستوى عالٍ، لقد تم خفض المستوى الجمركي العام في الصين إلى 7.3٪، مقارنة بالمستوى الذي تمتلكه الدول الأعضاء المتقدمة في منظمة التجارة العالمية (WTO). وتلتزم بتعزيز بيئة أعمال من الدرجة الأولى تكون موجهة نحو السوق وتعتمد على القانون وتتسق مع المعايير الدولية.

خلال الخمس سنوات الماضية، بلغ معدل عائد الاستثمار الأجنبي في الصين حوالي 9٪، مما يجعله يحتل مرتبة متقدمة على مستوى العالم. في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2023، زاد عدد الشركات الأجنبية المؤسسة حديثًا بنسبة 36.2٪ عن العام السابق. وأصبحت الصين شريكًا تجاريًا رئيسيًا لأكثر من 140 دولة ومنطقة.

على الرغم من التحديات مثل انخفاض الطلب الخارجي، استمرت حصة الصين في التجارة العالمية في العام الماضي بالاستقرار. حيث نمت الإجمالية التجارية مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق بنسبة 2.8٪، ممثلة 46.6٪ من إجمالي حجم التجارة. ونجحت الصين في استضافة معرض الاستيراد الدولي (CIIE) ومعرض التجارة في الخدمات (CIFTIS) ومعرض كانتون، حيث شهد CIIE زيادة بنسبة 6.7٪ في مبلغ الصفقات المقصودة مقارنة بالنسخة السابقة.

تترجم آفاق الاقتصاد الصيني المشرقة إلى فرص عالمية حيث يتجاوز السكان الحاليون في الصين من طبقة الدخل المتوسط 400 مليون شخص، ومن المتوقع أن يتضاعف ذلك في العقد القادم تقريبًا. كل عام، يسافر أكثر من 100 مليون شخص إلى الخارج، مما يزيد باستمرار من الطلب على السلع والخدمات. تبلغ نسبة التحضر 66.16٪، وهي أقل بكثير من المتوسط في الدول المتقدمة.

كل عام، يهاجر أكثر من 10 مليون نسمة من الريف إلى المناطق الحضرية، مما يخلق طلبًا كبيرًا في مجالات مثل تجديد الحضرة وتحديث البنية التحتية في النقل والاتصالات، والإسكان، والتعليم، والخدمات الطبية، ورعاية المسنين.

تعزز الصين بنشاط البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء ووسائل النقل الخضراء، ونمط حياة خضراء، مع تقديرات قيم الاستثمار والاستهلاك في السوق تصل إلى تريليونات اليوان سنويًا.

دعوة الرئيس الصيني شي جين بينج للتعاون على نطاق واسع في مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية قدمت أكثر منصات التعاون الدولي شمولية وواسعة. ستواصل الصين توسيع وارتفاع أبوابها.

نتطلع إلى عام 2024، ونحن ندرك أن البيئة الخارجية للتنمية الاقتصادية تظل معقدة وتحمل تحديات كبيرة. وتستمر قضايا مثل الطلب المحلي غير الكافي وزيادة القدرات في بعض الصناعات.

تظل الصين قوية ولديها إمكانيات هائلة وديناميات نابضة بالحياة. الأساسيات على المدى الطويل تظل إيجابية. لدينا الثقة والظروف والقدرة على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية السنوية بنجاح، مما سيوفر دافعًا لاستعادة الاقتصاد العالمي.

بتوجيهات القيادتين الحكيمتين في كل من الصين والأردن، تطورت العلاقات الصينية الأردنية بشكل صحي وثابت في السنوات الأخيرة، مع نتائج مثمرة في التعاون العملي، بما في ذلك التجارة والاستثمار. وفي نهاية العام الماضي، وقعت الصين والأردن مذكرة تفاهم (MOU) حول تعاون مبادرة الحزام والطريق، فاتحة آفاقًا أوسع للتعاون المتبادل بين البلدين. نحن نتطلع إلى استغلال هذه الفرصة، ومزامنة استراتيجيات التنمية والتدابير السياسية مع الأردن، والعمل معًا لحقن زخم جديد في العلاقات الثنائية والمضي قدمًا بيد واحدة في رحلاتنا الجديدة نحو التحديث.

وهنا اعتقد ان سعادة السفير تشن تشواندوغ برأي الشخصي ومن خلال ما تفضل بها من استعراض للواقع الاقتصادي الصيني فهو يوجه رسالتين: يبدو أن الرسالة التي يحاول إيصالها للعالم، هي التركيز على دور الصين في دعم استعادة الاقتصاد العالمي والمساهمة الفعّالة في التنمية الاقتصادية العالمية. بنفس الوقت فهو يستعرض تحديات الاقتصاد العالمي ويشير إلى الأثر الإيجابي الذي قد يكون للنمو الاقتصادي الصيني على الاقتصاد العالمي. وذلك من خلال تقديم الإنجازات الاقتصادية الصينية في مجالات مثل الصناعة، والخدمات، والسياحة، والطاقة المتجددة. من ناحية أخرى، يحاول تسليط الضوء على التطورات الاقتصادية الإيجابية والتحسينات التي تقوم بها الصين في مختلف القطاعات. كما يشير إلى دور الصين في تعزيز التنمية العالمية من خلال الابتكار والتحديث الحديث، ويؤكد على فتح السوق الصينية والتزام الصين بتعزيز بيئة أعمال من الدرجة الأولى.

وبشكل عام، يعكس حديث سعادة السفير تشن تشواندونغ توجه الصين نحو التعاون الدولي والمشاركة في بناء اقتصاد عالمي مستدام ومتوازن، ويبرز الصين كشريك يتسم بالاحترام المتبادل والتعاون الفعّال مع دول العالم . والتحديات التي تواجه الصين، مثل انخفاض الطلب الخارجي وزيادة القدرات في بعض الصناعات. واستمرار الصين في تعزيز البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء ووسائل النقل الخضراء، ويعرب عن التفاؤل إزاء آفاق الاقتصاد الصيني المشرقة. ونجاح الصين في جذب المزيد من الشركات الأجنبية. والى دور الصين كشريك تجاري رئيسي للعديد من الدول وخاصة الأردن، وكيف ستظل الصين تحتل موقعًا بارزًا في التجارة العالمية

أما الرسالة الثانية، فهي رسالة خاصة وتقدير واحترام للبلد المعتمد لديه ، و هو الأردن، والعلاقة التي تربط قيادتي البلدين الصديقين فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين. فسعادته هنا يُسلط الضوء على عائدات الاستثمار بين البلدين . في ضوء توجيهات قيادتي البلدين لتطوير وتعزيز العلاقات الصينية الأردنية بشكل صحي وثابت، مع تحقيق نتائج مثمرة في التعاون العملي، بما في ذلك التجارة والاستثمار. حيث تم في نهاية العام الماضي، التوقيع على مذكرة تفاهم (MOU) حول تعاون مبادرة الحزام والطريق بين البلدين، وهذه خطوة، لفتح آفاقً أوسع للتعاون المتبادل بين البلدين. حيث تتطلع الصين إلى استغلال هذه الفرصة، ومزامنة استراتيجيات التنمية والتدابير السياسية مع الأردن، والعمل معًا لحقن زخم جديد في العلاقات الثنائية والمضي قدمًا بيد واحدة في خطوات الجديدة نحو التحديث.

في الختام، عبّر السفير تشن تشاندونغ عن الثقة في قدرة الصين على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاولويات تعزيز التعاون بين الصين والأردن، خاصةً في إطار مبادرة الحزام والطريق، مع التطلع إلى تحقيق نجاح جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.

* السفير الدكتور موفق العجلوني /المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :