بن صقر من عمّان: السعودية لا تنظر الى الأردن من بوابة التبعية
29-01-2024 11:34 AM
* بن صقر: التقيت الرئيس الخصاونة وهناك تنسيق يومي خلال الحرب على غزة
* لا علاقة اقتصادية بين إسرائيل والسعودية
* دعم السعودية للسلطلة الفلسطينية لم يتوقف
* انتقلنا إلى مرحلة حرب استخباراتية بين إسرائيل وإيران
عمون - قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، انه التقى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة صباح اليوم، مشيرا الى أن هناك تنسيق يومي بين الأردن والسعودية خلال الحرب على غزة.
وأضاف بن صقر خلال مشاركته في محاضرة "محورية العلاقة الاردنية السعودية في ظل الأزمات الإقليمية" في مركز مشورة للدراسات بعمان الاثنين، أن القضية الفلسطينية محورية بالنسبة للمملكة العربية السعودية ولا يمكن التنازل عن هذا المبدأ أبدا وهذا ما اكدته القيادة السعودية في كل لقاء.
وأدار الحوار في المحاضرة الدكتور عامر السبايلة والذي قدم بن صقر، فيما رحب بالمحاضر مدير مركز مشورة الزميل مالك العثامنة.
وأشار بن صقر، إلى انه بالرغم من انه كان هناك مفاهمة بين الجانب السعودي والامريكي قبل أحداث 7 اكتوبر تركزت على 3 نقاط محورية تحدث عنها ولي العهد السعودي في جميع مقابلاته ولقاءاته وهي مفهوم الامن في المنطقة ونوعية الحماية الامنية المطلوبة بمعنى الامداد الذي تحتاجه المنطقة اكثر من الدفاع عن الاصدقاء من قبل القوات الخارجية، والجزء الثاني مشروع استخدام البرنامج النووي للاستخدامات السلمية، والثالث كنتيجة لما سبق "التطبيع مع اسرائيل اذا قبلت بحل الدولتين" وكان الشرط واضحا في هذا الجانب ولا يقبل المساومة، منوها الى ان البعض اعتقد للاسف الشديد بأن السعودية ربما ستترك القضية الفلسطينية نافيا ذلك جملة وتفصيلا ومؤكدا تمسك المملكة بالقضية الفلسطيني ولن تقبل أي حل لا يرتضيه الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الرأي الأساسي في هذا الأمر.
وتحدث بن صقر، أنه نتيجة لهذه الظروف تطور مفهوم الجريمة المنظمة وأصبحت الأردن والمملكة السعودية ودول المنطقة تعاني من قضايا الجريمة والتحديات التي تتبعها، فاليوم أصبحت العصابات تستخدم الدروع لكي تلقي بالمخدرات وكانت في السابق مصانع الادوية وأصبحت الان تستخدم لصناعة الكبتاغون وإدخالها إلى سوريا وتركيا ويقية المنطقة والان أصبحت تصنع في أماكن وتباع بارقام فلكية تصل لنحو 10 مليار دولار بالسنة، وعند النظر إلى المحاولات التي تم ضبطها بالسعودية تبين أن كميات المخدرات مهولة، ولكن تم التعامل معها وبمساعدة دول الجوار نستطيع أن نواجه هذه الآفة.
وأشار الى أن هناك تحديات مهمة مثل السلوك الإيراني في المنطقة، فالسعودية سعت بتدخل وضمانة من الصين أن يكون هناك إعادة بناء للعلاقة مع إيران ولكن يجب أن تقسم إلى مراحل الأولى هي إعادة العلاقة الدبلوماسية واخذ الضمانات لحماية المنشآت والدبلوماسيين السعوديين في إيران وبالفعل تم إعادة ترتيب هذا الجانب بإعادة فتح السفارتين، والنقطة الثانية ضبط الاعتداءات والتدخل والسعودية عانت من التدخل الإيراني المباشر وغير المباشر، المباشر بضربها منشآت نفطية كلفت المملكة 5 مليار دولار وأثرت على خفض انتاجها واستطاعت خلال شهر إعادة الإنتاج ، كما تدخلت طهران بالشأن الداخلي وخاصة في البعد الطائفي لذلك على إيران أن تقدم ضمانات بعدم التدخل بالشأن الداخلي أو الاعتداء المباشر .
وبالنسبة للنقطة الثالثة تحدث بن صقر عن أن إيران رغبت أن تؤجل مصالحها واجنداتها الخاصة والإقليمية التي تبدأ بالتهديدات على قطاع الطاقة وتهديدات على الأمن البحري باستخدام البعد الطائفي بالتدخل بالشؤون العربية وتحريك الجماعات المسلحة ودعمها وأبعدت القضايا الإقليمية ولم تدخلها في الاتفاقية، وشخصيا أعتقد أن ايران اتجهت إلى التهديد البحري لما له من تأثير كبير وتكلفة قليلة وقالها الحوثي :"ان ضرباتنا قليلة التكلفة".
وأضاف أن نوعية الاستخدام العسكري ونوعية الصواريخ وربط الدخل البحري قضية تحظى بتأييد عربي في العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرا الى ان الرئيس الامريكي جو بايدن قال في قمة جدة :"نحن أوجدنا فراغ وسنعمل على تعبئة هذا الفراغ"، ولكن ما هي الأسس التي يريد تعبأة الفراغ؟ وكما اراد بايدن ان يطرح اربعة قضايا رئيسية بالنسبة له وكان واضحا بما طرحه بشأن أوكرانيا، وسألت وزير الخارجية الأمريكية بلينكن: نحن لا نقر مبدأ استخدام العنف بالصراع الروسي الاوكراني ونؤكد على وحدة الأراضي الأوكرانية وساهمنا بإطلاق سراح سجناء ونحاول أن يكون لدينا موقف دبلوماسي ولكن ليس بالضرورة قطع العلاقة مع روسيا ولقد استخدم مصطلح :"جميل (لا يوجد توازن مع استخدم العنف)، وأنا أدعوه إلى تطبيق هذا المبدأ في قطاع غزة .
وتابع بن صقر: الرئيس بايدن أكد عند زيارته أن لا توسع مع الصين، ولكن الصين بلد مهم لنا وحجم العلاقة السعودية الصينية يصل إلى 2 مليون برميل من النفط يوميا ونحو 20 % من نفط الصين يأتي من المملكة ولذلك العلاقة مهمة، متسائلا: هل وصلنا لمرحلة الاستغناء عن الوجود الأمريكي بالمنطقة لأنه هو الوحيد الذي لديه 80 ألف جندي بالمنطقة الشرق الأوسط ؟.
وأكد أن العلاقة الاقتصادية الأردنية السعودية قوية واليوم بلغت التبادل التجاري بين البلدين 14 مليار دولار وهناك اتفاقيات عديدة سجلت عند زيارة الملك سلمان في عام 2017 ويجب التركيز على استخدام العنصر البشري وهناك 250 الف مقيم أردني بالسعودية، ولكن لم تصل العلاقات الاقتصادية إلى رضا الشعوب ونحتاج أن ندعم القطاعات الاقتصادية، مشددا على ان كل دولة لها نظامها السياسي المستقل
وحين بدأ ولي العهد السعودي وتقلد سلطاته قام بجهد قوي وتطورت المملكة العربية السعودية وفي عام 2023 استقبلت 100 رئيس دولة وعقدت قمما كبيرة وخطط التنموية بالمملكة تأخذ بعين الاعتبار هذا التقارب بين القطاع الحكومي والخاص.
وقال بن صقر: " لا اعتقد بأن السعودية تنظر للأردن بنظرة التعبية وأن المملكة الأردنية لها استقلالها وهناك علاقة قوية بيننا وهناك 16 ألف طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة موجودين بالأردن ".
وزاد، أن رؤية 2030 السعودية تحتاج إلى جهد كبير وقوانين ناظمة واستغلال الطاقات البشرية ويجب الترحيب باستثمارات خارجية والامر ليس فقط بالتمويل ودفع الأموال، بل استغلال للطاقات المحلية وننظر إلى تقدير جلالة الملك عبدالله في محاربة إيران التي اختارت أن تدعم حزب الله والحوثيين باليمن وتكوين خلايا بالكويت والسعودية وهي لا تريد أن تتعاون، فبالأمس تم إطلاق مسيرة وقتل عدد من الجنود الأمريكيين ولكن الان يجب عليهم أن يستعدوا لردة الفعل وما نراه اليوم في البحر الأحمر يدفع ثمنه الشعب اليمني، مؤكدا اننا
لسنا مشجعين لحرب باردة جديدة ولا أحادية القطبية، بل تعدد الأقطاب ومثال ذلك الصين التي لديها 320 مليار علاقات اقتصادية .
واكد أن دعم المملكة العربية السعودية للسلطلة الفلسطينية لم يتوقف، واختارت المملكة أن تتعامل مع الممثل للشعب الفلسطيني وهي السلطة الفلسطينية، ويجب أن يكون أن هناك تنسيق بين الفصائل الفلسطينية ولا اعتقد بان 7 أكتوبر قللت من العلاقة الفلسطينية السعودية، منبها انه لا توجد علاقة اقتصادية بين إسرائيل والسعودية حتى يتم إيقافها، فإسرائيل من مصلحتها إدخال إيران بالصراع متوقعا حدوث عمليات اكثر في سوريا.
وختم بن صقر حديثه: " انتقلنا إلى حرب استخباراتية بين إسرائيل وإيران .. ودورنا كإخوة أن نوصل صوتنا بشكل مسموع ونعمل سويا على إيصاله للصناع القرار".