facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سلامات .. يا عزت جرادات


د. صبري ربيحات
09-03-2024 05:18 PM

معالي الدكتور عزت جرادات هذا التربوي الانيق صاحب النظرة الحادة الفاحصة والشخصية القيادية المشعة يرقد اليوم على سرير الشفاء في احد مستشفيات عمان.

منذ ايام تعرض الصديق جرادات وأسرته الى حادث حريق منزلي مؤسف افقده رفيقة عمره واصاب جسده وروحه الجميلة باضرار نسأل الله أن يزيل آثارها ويعجل شفاءه ويمنحه المزيد من العافية.

تعود معرفتي بالاخ الكبير الدكتور عزت جرادات الى صيف عام ١٩٧٣ . وقتها كان الاستاذ عزت جرادات احد اكثر رجالات التربية حيوية واناقة وسلطة لاتخاذ القرار.

فإلى جانب توليه موقع الرئيس لقسم البعثات العلمية تمتع عزت جرادات بسمات اخرى بلورت نجوميته. فقد اكسبه الطول ورشاقة القوام والنظرة الحادة و صغر تدويرة عينيه وحرصه على تصفيف الشعر الاسود على طريقة النجوم الهولوديون اطلالة مختلفة عن كل المدراء ورؤساء الأقسام في الطوابق الأربعة للجناح الأيسر من مبنى وزارة التربية والتعليم.

كان عزت جرادات واحدا من الموظفين العمومين القلائل الذي يحمل شنطة السمسونايت الجلدية. في طيات شنطته جميع اسماء المرشحين للبعثات الداخلية والخارجية وكتب التوصية التي يرسلها الوزراء والمتنفذون وشيوخ العشائر وموظفو الديوان والقيادة العامة وعلى مكتبه تتكلم الملفات التي يقوم على اعدادها واستكمال محتواها ثلاثة موظفين أذكر منهم الاستاذ محمد جمعة واخر اسمه عثمان.

في تلك الفترة انهيت الثانوية العامة وجرى ترشيحي لبعثة تعليمية الامر الذي دفعني لمراجعة الوزارة..على مدار ثلاثة أيام كنا نحن القادمون من مدارس الجنوب ننتظر عند مداخل الوزارة وصول عزت جرادات الى مكتبه.

فهو الوحيد الذي يملك التوقيع على كتب ايفادنا للجامعة وتحديد التخصص الذي سنلتحق به ..كان عزت جرادات يدخل الوزارة بخطى سريعة تقترب من الهرولة ..خطى لا نقوى على مجاراتها ....وقد كان يتلقى التحايا من كل من يصادفه دون توقف او تباطؤ..

اعداد الذين يتتبعون خطى الاستاذ رئيس قسم البعثات كانوا بالمئات ..فامام الوزارة حشود اكثر من اي تجمع عمالي او مظاهرة شعبية في تلك الأيام..

كان عزت جرادات يتصرف كقائد سرية يلقي تعليماته على مساعديه ويوزع عليهم الكشوفات التي اعدها ويطلب اليهم الإشراف على الطباعة والتدقيق تمهيدا لتوقيعها وإرسالها للجهات ذات العلاقة..

الصورة العالقة في الذهن عن تلك الأيام صورة مشرقة وايجابية لموظف يتمتع بكفاءة عالية وزهو واضح وحيوية متدفقة وسلطة كافية لاتخاذ القرار وإدارة العاملين تحت إدارته..

بعد سنوات الجامعة التحقت بكلية الشرطة الملكية متدربا وتخرجت ضابطا ليتم تعييني مدربا فيها ومسؤولا عن العلاقات العامة وشؤون الدارسين وقد أعددت حينها برنامجا توعويا خارج اوقات الدوام الرسمي ندعو عليه الكتاب وأهل الفكر والعلم والثقافة كان المرحوم العقيد حينها غازي بيك جرار مديرا للكلية.. تواصلت مع الاستاذ عزت جرادات وقد اصبح الدكتور عزت جرادات ليقدم لنا محاضرة في الإدارة التربوية يحضرها الضباط والمتدربون وقد كان عددهم بالمئات.. يومها رحب الدكتور جرادات بالدعوة ولباها واذكر ان الجميع أثنى على الموضوع والمحاضر.. بعد تلك المناسبة التقينا مرارا.

في حكومة دولة الاستاذ عبدالرؤوف الروابدة جاء الدكتور جرادات وزيرا للتربية والتعليم حيث لم يكن اختياره صدفة فاادكتور الروابدة شغل حقيبة التربية سابقا وعرف رجالاتها وقدراتهم نعم لقد عجم ابو عصام اعواده فوجده انسبها.

بعد رحلة الدكتور جرادات في التدريس الجامعي والعمل الوزاري تقاعد ليصبح احد اهم القامات الاردنية التي اعلنت بموضوع الشؤون الدولية.. لقد عمل في الإدارة واللجان ونهض ببعض مهمات التنسيق مع الأخوة غربي النهر وبقي مخلصا لمهنته ورفاقه وقضايا أمته.. الشفاء العاجل للصديق جرادات والعزاء له وللاسرة برحيل رفيقة دربه في هذا الحادث المؤسف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :