facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مالك العثامنة وكلمتي "رفيق ونضال" والديمقراطي الاجتماعي


السفير الدكتور موفق العجلوني
28-04-2024 03:21 PM

جذب انتباهي الحوار الذي دار في الندوة السياسية التي انعقدت، يوم الاثنين الماضي، في مؤسسة عبد الحميد شومان، بعنوان "مستقبل الأحزاب في الأردن" وضمت كلا من الأمينة العامة للحزب الديمقراطي الأردني الأستاذة سمر دودين، والأمين العام لحزب الميثاق الدكتور محمد المومني، ومدير مركز الحياة "راصد" الدكتور عامر بني عامر، وبإدارة الصحفي والإعلامي الأستاذ مالك العثامنة، والذين اكن لهم كل تقدير واحترام .

ليس لي اعتراض على كل ما جاء من حوار حضاري بناء بخصوص الأحزاب، علماً انني لست عضواً في أي حزب. وأؤمن بالأحزاب استناداً الى رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وادعم كافة الاحزاب التي تقع ضمن هذه الرؤيا. ولكن استوقفني عبارتين او اصطلاحين في سياق الحوار هما: "النضال والرفيق ". وأحببت هنا ان أقف عند هاذين الاصطلاحين وما هي مدلولهما من تعريف من ثم من منظور أردني، وهذا الأهم، وخاصة اننا لا زلنا بين مد وجزر في موضوع الأحزاب الأردنية، وهنا اضع خط تحت الأردنية.

يعارض الأستاذ جمال القيسي والذي أكن له كل تقدير واحترام في مقاله المنشور في عمون الغراء بعنوان: دفاعاً عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني الانتقادات التي وجهت لاستخدام مفردة "النضال" وتعبير "الرفاق والرفيقات"، معتبرًا أن هذه المفردات جزء من تراث سياسي عالمي ولها مكانتها في البيئة السياسية الأردنية. يرى أنه يجب التركيز على المبادئ والبرامج والخطط التي تضمن تحقيق الصالح العام وتنمية الوطن، دون الانشغال بالجدل حول تلك المفردات. في النهاية، يدعو الأستاذ جمال إلى توحيد الجهود والعمل المشترك لبناء مستقبل أفضل للأردن، ويؤكد على أن الفوز في هذا السباق يعتمد على جهود الجميع وتضحياتهم في سبيل الوطن والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وهنا أحببت ان اعود الى كلمة "رفيق" والتي لها أصول تاريخية تعود إلى اللغة الفرنسية، حيث تأتي من الكلمة "camarade" التي تعني "رفيق" أو "صديق". وقد استُخدمت هذه الكلمة في سياق الحركات السياسية والاجتماعية في أنحاء مختلفة من العالم. ويعود ارتباط كلمة "رفيق" بالحزبيات والحركات السياسية إلى القرن التاسع عشر والحركات الاشتراكية والشيوعية في أوروبا وخاصةً في روسيا وفرنسا وألمانيا. وكانت كلمة "رفيق" تستخدم للإشارة إلى العضو في الحزب أو الحركة الذي يشترك في الهدف السياسي المشترك ويتبنى الفكر السياسي الذي يروج له الحزب.

استخدمت كلمة "رفيق" بشكل واسع في الحزب الشيوعي السوفيتي وكذلك في الحزب الشيوعي الصيني والحركات الشيوعية والاشتراكية في جميع أنحاء العالم. كما استخدمت في الحركات النضالية والثورات الشعبية، حيث كانت تشكل عبارة عن تعبير عن التضامن والوحدة بين الأعضاء

ومن ثم، انتقل استخدام كلمة "رفيق" إلى بعض الحركات السياسية والحزبيات في العديد من البلدان حول العالم، حيث تستخدم لتعزيز الانتماء والتضامن داخل الحزب أو المجموعة السياسية. ومع ذلك، يختلف الاستخدام والتأثير من حزب إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى.

أما كلمة "نضال" تأتي من الجذر العربي "نضل" الذي يعني "الكفاح" أو "الصمود"، وتستخدم للدلالة على الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق هدف معين، خاصة في السياق السياسي والاجتماعي. وكلمة "مناضل" تأتي من الجذر نفسه وتعني "الشخص الذي يشارك في النضال أو الكفاح"، وتستخدم لوصف الفرد الذي ينخرط في النضال من أجل قضية معينة.

أما في السياق الحزبي، يتم استخدام كلمتي "نضال" و"مناضل" لوصف الجهود والتضحيات التي يقوم بها أعضاء الحزب أو الحركة السياسية من أجل تحقيق أهدافها السياسية أو الاجتماعية. يعتبر النضال والمناضلون جزءًا أساسيًا من تاريخ الحركات السياسية والنضالية، حيث يكون لهم دور مهم في تحقيق التغيير والتحول في المجتمعات.

وتشير كلمة "نضال" إلى مفهوم الصمود والمقاومة، وتعكس الإصرار والعزيمة على مواصلة الكفاح حتى تحقيق الأهداف المرسومة. وكلمة "مناضل" تعكس هذا الدور النشط والمشاركة الفعّالة في النضال والكفاح من أجل التغيير الإيجابي في المجتمع.

ويعتبر استخدام كلمات "نضال" و"مناضل" جزءًا من لغة السياسة والحركات السياسية، وتعبر عن الالتزام والولاء للقضايا والأفكار التي يؤمن بها أعضاء الحزب أو الحركة.

أما في السياق الحزبي في الأردن، من وجهة نظري وما تناوله "مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية " من أبحاث ودراسات في هذا السياق، يمكن ربط مفهوم النضال بالجهود والمساعي التي يقوم بها أعضاء الأحزاب السياسية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها السياسية والاجتماعية. حيث يُستخدم مصطلح النضال لوصف الكفاح والمجهود السياسي المبذول من قبل الأعضاء والمناصرين للحزب في سبيل تحقيق التغيير والإصلاح. ومع ذلك، قد يكون هناك بعض المأخذ على استخدام مصطلح النضال في السياق الحزبي في الأردن، وذلك لعدة أسباب منها:

تبني الحوار والحوار السياسي: في ظل البيئة السياسية في الأردن، قد يكون الحوار والتفاوض أحد الوسائل الرئيسية لتحقيق التغيير والإصلاح. لذا، قد يُفضل البعض استخدام مصطلحات تعكس الحوار والتعاون بدلاً من مصطلحات تعبر عن الصراع والنضال.

السياق الوطني والثقافي: يمكن أن يُفهم مصطلح النضال في بعض الأحيان بشكل سلبي أو متشدد في السياق الوطني والثقافي في الأردن، حيث يمكن أن يُرتبط بصورة سلبية مع الصراعات والمشاكل السياسية.

الاستخدام الإعلامي: قد يقوم بعض الأحزاب أو الفرقاء السياسيين بتشويه مفهوم النضال لتحقيق أهدافهم السياسية، مما يؤدي إلى تشويه صورة النضال وتقديمه بشكل سلبي.

وبما أن الأحزاب الوطنية في الأردن تسعى إلى بناء الديمقراطية وتحقيق التنمية والتقدم بطرق سلمية وديمقراطية، فإنها قد تفضل استخدام مصطلحات تعكس الحوار والتعاون بدلاً من مصطلحات تعبر عن النضال والصراع. هذا لا يعني عدم وجود جهود نضالية، ولكن قد تكون تلك الجهود موجهة نحو تحقيق التغيير بطرق سلمية ومؤسسية.

وعلى الرغم من أن كلمة "رفيق" قد تكون لها تاريخ جذاب ومرتبطة بالحركات السياسية الشيوعية والاشتراكية في مختلف أنحاء العالم، إلا أن استخدامها في سياق الحزبية الأردنية قد يظهر بعض الانفصال عن الهوية الوطنية. حيث يكون التركيز على التضامن الوطني والوحدة الوطنية، قد يبدو استخدام مصطلح "رفيق" مثيرًا للجدل وقد يفسر على أنه مصطلح مستعار من ثقافات أخرى لا يتماشى مع الواقع الوطني. بالتالي، يمكن أن يثير هذا الاستخدام تساؤلات بشأن مدى تمثيل الحزب لقيم الوطنية والهوية الوطنية الأردنية.

وبالنسبة للأحزاب الوطنية في الأردن، من المهم أن يكون لديها لغة ورموز تعبر عن القيم الوطنية الأردنية، وتعزز الوحدة الوطنية بدلاً من استخدام مصطلحات تاريخية قد تكون محفوفة بالجدل أو غير مفهومة للجمهور الوطني. لذلك، يجب على الأحزاب الوطنية أن تكون حذرة في استخدام المصطلحات السياسية التي قد تكون مثيرة للجدل وتخرج عن الإطار الوطني المحلي.

وبالتالي المشوار أمام الاحزاب ليس ممهداً والطريق شاق ، كما اكد جلالة الملك ( مقالي المنشور بعمون الغراء بعنوان : الأحزاب الأردنية ورسائل جلالة الملك بتاريخ ٢٦/٦/٢٠٢٣)، هناك مسؤولية كبيرة أمام القيادات الحزبية يجب عليها لزاماً ان تعي جيداً رسائل جلالة الملك، حيث وضع جلالته يده على الجرح ويتطلع جلالته الى :" نريد أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة محطة رئيسة في تاريخ الحياة البرلمانية"، فإما ان تقوم الاحزاب بمعالجة هذا الجرح بالدواء الناجع والذي وصفه جلالة الملك -حفظه الله- وإما لا قدر الله ان يلتهب الجرح التهاباً مزمناً و نندم على اليوم الذي أسسنا به احزاباً والتحقنا بهذه الاحزاب لا قدر الله .

**مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :