facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نوافذ للذكرى، وسط القتام !


د. نضال القطامين
01-05-2024 07:27 PM

لن أتحدث عن الإنتخابات اليوم، مؤكدٌ أن اللافتات والصفحات الإلكترونية ستقدم في قادم الأيام حلولاً كاملة على الورق، ستحتشد الأوابد التاريخية في روافع المرشحين، وسيستأنف الناس اجتماعاتهم التي توقفت منذ سنين أربع، حيث ستعبأ الميادين بكلام يلقى على عواهنه، وحيث ستُملأ الدواوين والمقرات بطالبي الدبس، بعيداً عن خططٍ ناجعة لمواجهة ما يحاك في الظلام، لهذا البلد ولمواقفه ومبادئه وتضحياته.

سأترك الحديث في المجلس القادم الذي سيدخله الحزبيون ببرامج ورؤى يفترض أن تكون شاملة وواقعية وقابلة للتطبيق، لوقتٍ لاحق، ذاك أني وفق تناسل الخيبات، حيث اقتضى العروبي أن يكون في سفوحها كَاسِفٌ كَمِدٌ لَهِيف سأفتح نوافذ الذكرى، وأبواب الزمن الجميل، ذاك الذي أضحى في منتصف هذا القتام، هذا الدَيْجُور، هذه الدُجْنَة، محض ذكرى، محض آيبٍ لن يعود، بعين يمتزج فيها الدمع بالجفون....

أعود لبيروت، الغنية بالثقافة والمعبأة بالجمال، فأرى الأخطل الصغير على طول الإطلالات الخلّابة، يقرأ بصوت يسمعه الناس بشغف، لبنان يا وله البيان أذاكرٌ أم لم تذكر نجدتي وكفاحي، ثم أراه يبتسم ساخرا من الظلم قائلا:

طلت يا ليلي أو لم تطل
مثلك الفجر الذي سوف يلي..

ما يفيد النور في إشراقه
إن يكن أطفئ نور الأمل…

ثم نزار، على شرفات القلوب
يعتلي المنصة، فيقرأ رثاءً لبلقيس، ولكأنه يقرأ رثاء عروبتنا: والموت .. في فنجان قهوتنا ..وفي مفتاح شقتنا ..
وفي أزهار شرفتنا ..وفي ورق الجرائد ..
والحروف الأبجدية ..ها نحن .. يا بلقيس ..ندخل مرةً أخرى لعصر الجاهلية ..

ها نحن ندخل في التوحش ..
والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة ..ندخل مرةً أخرى .. عصور البربرية ..

حيث الكتابة رحلةٌ
بين الشظية .. والشظية
حيث اغتيال فراشةٍ في حقلها ..
صار القضية ..

ثم أنثني لدمشق، للياسمين الذي ينبت على مهل، ويطلع مبتسما بعد أن دُفن في شرفات الجروف وفي سبخات الإرهاب، وأقرأ مع الجواهري لها:

شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا
وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا..

وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً
إلاّ إليكِ، ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا..

كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ
نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا..

وكان قلبي إلى رُؤياكِ باصِرَتي
حتى اتَّهَمْتُ عليكِ العينَ والحَدَقا…

ثم بغداد وصنعاء وطرابلس، وتونس والخرطوم وبقية العواصم الثكلى، وقد غابت شموس المعرفة فيها، وأخمدت نيران العروبة طوعاً وكرها، واختلف الناس فيها ليس على مبادىء القومية ولا على إعادة إنتاج التاريخ المجيد، بل على من يمتطي منهم ركائب الشرق والغرب ومن منهم يمهد للمعسكرين الطريق.

أمّا غزة، التي تواجه وحدها قراع الخطوب، ومآزق القتل والجوع والتشريد، وقد اختزل صبرها على الألم والوحدة والضياع، كل ما واجهته الأمم المقهورة على مر التاريخ، فتلك ملحمة يتوجب تأليفها، ثم تقديمها لسجلات التاريخ، عن شعب يئن ويصرخ، يقاتل جزارين امتهنوا على مر التاريخ، القتل الممنهج، يستقبلوا قذائف الطائرات والمدافع، بصدور عارية وبطون خاوية، لكنهم يعلّموا الدنيا، كل يوم من أيام نكبتهم، كيف يكون الصبر والجلد ، وكيف تصنع الجسارة والجراءة والحماسة والإقدام…





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :