facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كل عام وانتم بخير .. بقلم : المطران سليم الصائغ


24-04-2011 04:28 AM

العيد مع المعوقين أحلى ..

عيد الفصح المجيد يضعنا وجها لوجه امام سر الحياة والألم والموت, وامام كرامة الانسان التي لا يقضي عليها الموت لان القيامة من القبور ستكون من نصيبه, فالله يحب الانسان وهيّأ له سعادة ابدية, وعلى الانسان ان يسلك طريقها فيتعاطى مع ذاته ومع الاخرين, بما يحق له ولهم من حرمة وقدسية ومصير. وقد وجه السيد المسيح دعوته الإلهية الى الجميع ليحبوا بعضهم بعضا, وعلمنا مثل السامري الرحيم ان قريبنا هو كل انسان يحتاج الى محبتنا ورحمتنا وخدمتنا. فالمحبة التي تُرضي الله, في مفهومها الانساني والايماني الاصيل, هي محبة شاملة, ليس لها حدود ولا قيود, ولا تستثني من الناس احدا, ولا تنحصر في الاقارب والمعارف والاصدقاء, ولا تنحصر في اهل الدين الواحد والعشيرة الواحدة والوطن الواحد, ولا يحجبها ما يضع الناس بينهم من حواجز وحدود. المحبة حقيقة سامية ترفع الانسان الى الاعالي وتربطه بالله الخالق محب البشر, وهي في النتيجة خلاصة الاديان والعبادات كلها.
عيد الفصح عندنا هذه السنة, في مركز سيدة السلام لذوي الاحتياجات الخاصة, يختلف عنه في السنين الماضية, لاننا نحتفل به مع اخوتنا المعوقين. فالناس عادة, يعتبرون المعوقين اقل حظا من غيرهم, لان وضعهم الصحي والاجتماعي يدعو الى القلق الموصول ولا يريح احدا من ذويهم. الا ان هذا المقياس يصف واقع الانسان في شؤونه وحياته الخارجية, ولا يطال شؤونه وحياته الداخلية حيث تقاس السعادة بما يتحلى به الانسان من محبة صادقة لله وللبشر, ومن خُلق كريم وضمير مستقيم.
هذا الكلام الجميل ليس وهما ولا خيالا, وليس شعرا ولا سفسطات فلسفية لا شأن لها بواقع الحياة. بل يُعبر عن خبرة الكثيرين في العالم, من اهل الديانات الذين يعيشون الحب الجميل لله وللبشر, ويكونون في الحب سعداء لانهم يبذلون من اجل الاخرين, ويجودون على اهل الجوع والحرمان, ويعتبرون الناس كلهم اخوانا, وان اختلفوا دينا وايمانا, ويتعاملون معهم برفق وحنان, ويلبسون في تعاملهم معهم ثوب الانسانية الجميل, والصدق في التقوى والرأفة والعطاء.
لجان مرك سيدة السلام منتشرة في محافظات المملكة. وهي تسعى الى توعية الاسرة والمجتمع على ما يحق للانسان المعوق من الكرامة والاحترام, والعمل والتعليم والرعاية الصحية والاندماج في المجتمع. وقد حققت اللجان نجاحا عظيما, ولا تزال تتابع جهودها الخيرة وتقوم بشتى النشاطات لتحقيق اهدافها الانسانية.
المعوقون عقليا يتألمون اكثر ما يتألمون. من شعورهم بانهم منبوذون, وانهم غير محبوبين, وانهم عبء على الاخرين, وانهم لا قيمة لهم عند الناس, الا ان شعورهم هذا سرعان ما يتبخر ويزول امام المحبة والصبر والعطف الذي يحيطهم به ذووهم واصدقاؤهم الذين يساعدونهم على النمو وعلى الاستقلال في امور حياتهم اليومية قدر المستطاع. في الاردن عشرات الالوف من المعوقين. ولا تخدم المؤسسات الحكومية والخاصة سوى النزر القليل منهم. نحن نعيش في هذه الايام مرحلة حرجة في تاريخ الوطن وحياة المواطنين, حيث الكثيرون يعتقدون ان حقوقهم مهضومة, ويطالبون بحقوقهم. مَن مِن الناس يطالب بحقوق المعوقين؟ من يُطالب بحقهم على الحياة الكريمة, وعلى العلاج, وعلى الاندماج في المجتمع, وعلى الاحترام, وعلى تنمية قدراتهم ومواهبهم الابداعية؟ انهم لا يسيؤون الى احد. انهم عاجزون عن المطالبة بحقوقهم التي تبخل بها عليهم الاسرة والمجتمع والدولة. انهم ملائكة في اجساد محطمة, وهم اقرب الى الله من الاصحاء, ولسان حال كل منهم يقول لكل مواطن: «انا بحبك ليش انت ما بتحبني؟».
كثيرون يختبرون السعادة الروحية نتيجة قبولهم لابنهم المعوق واهتمامهم به وخدمتهم له بحب وحنان. كل من الوالدين يكون للمعوق أبا وأما, واخا واختا, يحمل همه في قلبه, يتضامن معه ويبادله الحب واللطف والصبر والحنان. فيطمئن الانسان المعوق بأنه محبوب, ويتعلم منهم ان يحب, ويشعر بقيمته الانسانية وبكرامته التي لا تقل عن كرامة الاصحاء. فبالرغم مما يعانيه المعوق من اعاقة في جسده وعقله, فان السعادة تملأ قلبه وقلوب الاقارب والاصدقاء من حوله. تلك حقيقة راهنة يعيشها الكثيرون من اهالي المعوقين ومن اصدقائهم ومعارفهم. الحب الصادق ينبع من القلب ولا يحتاج علما ولا مالا, ويطال الحياة كلها.
ونقول للجميع ان التجربة هي اكبر برهان. فاذا كنت صادقا مع ذاتك ومع الله ومع الاخرين, فانك تحترم المعوقين وتحبهم, وتعتبرهم مساوين لك في الانسانية, وتخدمهم وتبذل من ذاتك في سبيلهم على قدر المستطاع, وتلبس في تعاملك معهم ثوب الانسانية الجميل. وفي النتيجة, ترى انك تحصد اهم ما تحتاج اليه في الحياة الا وهو «السعادة الحقة» التي هي اقرب الى سعادة اهل السماء منها الى سعادة اهل الارض, ويضيء الحب دربك في ظلمات حياتك, وتكتشف جمال هويتك الانسانية وانتمائك الديني الاصيل.
ولذلك فالعيد مع المعوقين احلى.





  • 1 د. طارق مقطش 24-04-2011 | 05:15 AM

    كل عام و انت يألف خير يا سيادة المطران و الله يطول بعمرك و يخليك

  • 2 عمر بني دومي 24-04-2011 | 08:10 AM

    كل عام وانتم بخير ووطننا بألف خير

  • 3 الدكتور المهندس محمد البركات - جامعة البلقاء التطبيقية 24-04-2011 | 09:25 AM

    كل عام وانت بخير سيادة المطران وكل اخوتنا المسيحين في اردننا الغالي

  • 4 مصطفى ابورمان 24-04-2011 | 03:21 PM

    نهنيء ونبارك للاخوة المسيحين عيدهم وجعل الله أيام الاردنيين كلها خير وبركة وسلام وللاب الفاضل قداسة المطران سليم الصايغ أيها الانسان عشت ودمت ابا وراعيا في مساعيك وجهودك لابناءنا ذوي الاحتياجات الخاصة وكل عام وأنت بخير ولرعيتك ومحبيك

  • 5 عبد الغني 24-04-2011 | 03:52 PM

    كل عام وانتم بالف الف خير

  • 6 طلال الخطاطبه 24-04-2011 | 04:15 PM

    كل عام وانتم بخير, وبارك الله في جهودكم الاجتماعية التي تقوقمون بها.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :