facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"سوق السكر" .. دكاكين شارع ضيق تؤرخ للتجارة في الأردن


24-04-2011 03:36 PM

عمون - لينا جرادات - وجد عبد الحميد عياش ببسطته التي تنوعت معروضاتها المتواضعة في ساحة المسجد الحسيني على الزاوية المؤدية الى سوق السكر مصدرا لرزقه بعد هجره لمحله الواقع في السوق جراء تراجع مبيعاته.

يقول عياش الذي عايش سوق السكر منذ خمسين عاما "تغيرت حالي كحال السوق" ،مؤشرا بيديه الى دكاكين اصطفت على جانبي شارع ضيق تنوعت بضائعها بين الخضار والادوات المنزلية والبقوليات.

وتغيرت حال السوق بعد أن غزته بسطات باعة الخضار والبضائع المتنوعة ولعدم وجود مواقف للسيارات ورفع إيجارات محلاته ،ما أدى إلى هجرة الكثيرين كما يروي تجار السوق. الساعة لم تتجاوز الثامنة صباحا واصوات باعة البسطات المؤدية الى سوق السكر اختلطت تنادي الزبائن لشراء مقتنياتها بينما دكاكين السوق بقيت بهدوئها وكعادتها منذ بداياتها مع اوائل الخمسينيات لترتبط بنشأة الدولة.

يقول التاجر عثمان الشحرور الذي يجلس في محله المتواضع "منذ ثلاثين عاما لم تتغير عادتي في التواجد بمحلي منذ بواكير الصباح ،احتسي قهوتي واراجع معاملاتي التجارية بينما اسمع الاغاني القديمة ولا اغيب عن محلي سوى يوم الجمعة الذي اخصصه لبيتي وكلي شوق للحضور الى السوق".

ولم تتغير طبيعة منتجات الشحرور التي توارث تجارتها عن أجداده رغم تغير الأزمان كونها ضرورية لكل بيت من المكسرات والتمور والبقوليات والهال المرتبطة بالعادات التقليدية.

ويروي تجار السوق حكاية تجارتهم منذ بداياتها الأولى التي كانت اكثر تعقيدا وتتم معاملاتهم بواسطة البرقيات ثم تطورت إلى الفاكس ،.. ومنهم من يحتفظ بوسائل اتصالاته الاولى مع الدول المصدرة التي انتهت في ايامنا لتتم عن طريق البريد الالكتروني.

واكثر ما يعجب الشحرور في منتجات هذه الايام انها تحتوي تواريخ صلاحية المواد الغذائية بعكس ما كانت عليه خلال العقود الماضية عندما كانت لا تعرف تواريخ صلاحيتها الغذائية.

وتختلف قصص تسمية سوق السكر عند تجار السوق، فمنهم من يروي ان للتسمية علاقة بالمنتجات التموينية كون السوق كان يغذي جميع محافظات المملكة بالسكر والأرز والشاي وغيرها ويجد آخرون ان للتسمية علاقة بأصحاب العديد من محال السوق من عائلة السكر.

ويروي اصحاب الدكاكين الذين بقوا في السوق التفافهم حول بعضهم وعلاقاتهم الاسرية ويشيرون الى قهوة المنشية وهي من اوائل مقاهي عمان التي اغلقت خلال السبعينيات وسينما البترا التي يجتمعون بها اواخر النهار يروون لبعضهم عناء يومهم وحال تجارتهم.

وفي السوق الذي توارث فيه الابناء عن الاباء مهنتهم وتخصص كل تاجر فيه بسلعة معينة تتم صفقاتها من خلال سماسرة البيع كما تحدثت قصصه الاولى.

وتخصص الشحرور في بداياته بسلعة السكر التي كان يستوردها من البرازيل ،اما اليوم فهو يستورده من جميع انحاء العالم بينما الهال من اميركا والمستكة من اليونان.

ويشير الشحرور إلى أن منتجاته تغيرت أسعارها بفارق كبير مع ارتفاع اسعار الدول المصدرة،ما أدى إلى تراجع مبيعات المكسرات بنسبة 70 بالمئة.

ويشير إلى أن هناك منتجات لم تتجاوز أسعارها قبل سنتين ستة دنانير لتصل إلى ثلاثين دينارا وكان معدل بيعه الشهري قبل اشهر قليلة 10 الاف دينار بينما وصلت حاليا الى الفي دينار فقط.

والسوق الذي لم يتبق منه سوى محلات معدودة كان المركز التجاري الأكثر نشاطا ويغذي مختلف محافظات المملكة بالغذاء.

ويتفق أصحاب الدكاكين على ان للسوق عبقه الذي يؤرخ قصة امتهان التجارة لكبار التجار الذين انطلقوا منه الى كبريات المراكز التجارية وبعلامات تجارية عالمية لمنتجات غذائية.

يروي الحاج زكريا الددو المدير التنفيذي للشركة التجارية الفلسطينية التي بقيت من شواهد السوق منذ تأسيسه قصة نجاح شركته التي اتخذت منذ الخمسينيات مركزها في السوق مكانا لانطلاق أعمالها في مختلف أنحاء العالم.

ويلفت إلى أن الشركة التي بدأت تجارتها بالشاي والقهوة تمتلك اكثر من عشرين علامة تجارية لتطلق منها اسماء لماركات تجارية عالمية تصدر لاكثر من 15 دولة.

ويورد محمود الددو عوامل تحديد سعر سلعة الشاي التي تتعلق ببلد المنشأ ومدى كمية المحصول والمنافسة من الدول المنتجة وللظروف الجوية دورها في تحديد سعر السلعة بالاضافة الى اجور الشحن.

وسوق السكر الذي قدر تجاره حجم تجارتهم بالملايين لم تتأثر منتجاته كما يقولون بالركود الاقتصادي إلا القليل كونهم يعملون في تجارة المواد الغذائية وهي السلع التي لا يمكن الاستغناء عنها.

الحاج محمد القيسي موظف الشركة الفلسطينية الذي عاصر نشأتها الأولى مع تغير أجيالها يستذكر بداية تعاملات الشركة بآلآف الدنانير بينما تتعامل هذه الأيام بالملايين.

وسوق السكر الواقع في وسط البلد بمنطقة منخفضة ومحادية لسيل عمان كما يستذكر تجاره بحاجة إلى تنظيمه وإعادة إحيائه.

ويدعو الشيخ فؤاد الافغاني الذي يمتلك محلات مؤجرة في سوق السكر الى الحفاظ على هوية السوق من خلال عدم رفع الايجارات من قبل أصحاب الأملاك.

ويؤكد الأفغاني انه اخذ على نفسه عهدا بعدم زيادة الايجارات ليساهم في الحفاظ على بقايا السوق وعدم زيادة الهجرة منه،مقترحا بناء سقف له لاعطائه طابعا معينا للمساهمة في تنظيمه واعادة احيائه.

ورغم انتشار فروع الافغاني للتحف الشرقية في العديد من مراكز التسوق الراقية الا أن الشيخ الأفغاني لم يهجر محله الصغير في وسط البلد كونه يؤرخ لأول محل للتحف الشرقية في الأردن.

ويستذكر ان ايجار محله في الخمسينيات وصل الى 325 دينارا بما يعادل ثمن 20 دونما من الأرض كما يقول نظرا للحركة التجارية التي تمتعت بها منطقة وسط البلد في تلك الفترة.

وبدأ الافغاني امتهانه لتجارة التحف الشرقية منذ الخمسينيات عندما تعلمها من اجداده الذين تاجروا بتراث العشرينيات والثلاثينيات، بينما في هذ الايام فمقتنيات السبعينيات والخمسينيات باتت مقتنيات تراثية.

وتغيرت بنظر الافغاني طبيعة الاقبال على المقتنيات التراثية التي كانت تصنع باليد خلال العقود الماضية ويعتبرها الكثيرون قضية انتماء للتراث اما حاليا فتعني الرفاهية.

ويقضي الافغاني نصف يومه كما يقول في محله الصغير الذي حقق شهرة عالمية تحدثت عنه كتب عالمية ويأتيه زوار لأخذ صور تذكارية.

ويجد الافغاني ان مهنته التي تأخذ الوقت الطويل تتطلب زوجة متفهمة تقدر قيمة هذه المهنة، لافتا الى أن زوجة تاجر التراث محظوظة لانه يتعامل معها كقطعة تراثية كلما مرت بها السنين تزيد قيمتها بنظره.

وتراجع الاقبال على القطع التراثية بنسبة قدرها الافغاني بـ 60 بالمئة خلال ثلاث سنوات لكنه ينظر لفترة الصيف بأمل لاعادة انتعاش تجارته مع موسم السياحة.

ومن المشاكل التي اثرت على محلات وسط البلد كما يقول الافغاني حفريات وسط البلد التي خسرته خمسة آلآف دينار.

وفي محل صغير اكتظت أمامه عشرات الاكياس من الزهورات المختلفة والاعشاب يقف العشريني علاء زلوم يبيع لزبائنه أصناف الأعشاب المختلفة في محل توارثه عن اجداده.

ويتواجد اجداد علاء في دكانهم الصغير منذ اربعين عاما يتاجرون بالعطارة بالجملة التي أطلقوها بمبلغ بسيط لا يتجاوز العشرة دناينير ليتعدى حاليا 100 الف دينار وكانوا يصدرون منتجاتهم الى دول مجاورة.

وعلاء الذي انهى دراسته الجامعية وجد مهنة اجداده متنفسا له بعد ان اقفلت الابواب امام الوظيفة.

وحاليا كما يقول زلوم "مهنة اجداده اصبحت اكثر توسعا من الماضي والاقبال متزايد".

الساعة السابعة مساء وبسطة عياش في زاوية الحسيني مثلما استقبلت القادمين الى السوق تودع ايضا المغادرين وهي تنتظر زبائن انهوا جولتهم في السوق وبقي في حوزتهم بضعة نقود علهم ينفقونها عنده ليعود مع ساعات المساء الى عائلته بيدين محملتين بأكياس قوتهم اليومية من سوق السكر.(بترا)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :