facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهروب من الأخبار إلى الأخبار


كامل النصيرات
02-05-2011 03:40 AM

حاولتُ جاهداً أن أستغل عطلة ( جمعة سبت أحد ) وأهرب من التلفزيون و الجرائد و المواقع الألكترونية ..حاولت أن أهرب من كل مشاهد الدم العربي المُراق الآن في الساحات العربية و المُتهم بالتآمر و التسليف ..حاولتُ أن أعود إلى حضن أمّي و سواليف أبوي ..حاولتُ ألاّ أشاهد لا ثائراً و لا مُعتصماً ولا قاتلاً ..حاولتُ كل ذلك وطلبتُ من الجميع مساعدتي ووافقوا بعد أن صفّقوا ..أريد أن أُصفّي ذهني ؛ فالناس الشّرّيبة تسكرها الخمور وأنا تسكرني الأخبار..وأثمل حتى أغيب عن حواسي و لا أفكّر إلا بالذين يموتون الآن ..!!

قلتُ لكم حاولتُ وحاولتُ وحاولت ..و إليكم نتيجة محاولاتي التي شجعني عليها الجميع :

أمّي الأميّة التي لا دخل لها بالسياسة : قالت فجأة بصوت عالٍ : الله يظلمه ..الله ينتقم منه ..!! ركضتُ إليها : شو في مامي ..؟! قالت : شايف الجثث بالشاحنة ..؟؟ ريته يلاقيها بماله و عياله ..

خالي أبو نصير : كتب أمامي ورقة تحليلية للمشهد العربي و يُعلن ( أول مرّة يعلن ) أن الدم لن يذهب هدراً ..أعجبتني كلمة ( هدراً ) وما زلتُ أبحث عن معناها ..

أصدقائي وأترابي : يسلّم أحدهم ويبوسني على خدي الأيمن و يقول : فكرت في اليمن ..ويشمطني البوسة الثانية على الخد الأيسر ..وأحدهم أصرّ عليّ إلا أسهر معه الليلة لأحلل له ما صار و ما سيصير باعتباري أنا إللي حاطط كل هالخطط وأنا إللي موّلع الثورات ..

عاطف الفراية : جاء من الإمارات ..وشرح لي عن جماعة الإخوان المسلمين وكيف اخذت 15 نيسان بحركة 24 آذار ..

أبوي : قال لي : بالله عليك ما تكتب عن بشار ..قلت له : خايف عليّ ؟؟ قال لي : لأ ..بس هاظ الزلمة بحبه من الله ..

أمّا زوجتي أم وطن والتي اقترحت عليّ أن أريح حالي من الأخبار فهي التي كانت تبعث لي بمسجات على طريقة خبر عاجل ؛ تخبرني فيها على تحركات الوطن العربي أولاً بأول ..

وهذا هو العربي ..يموت في الأخبار ؛ وعندما يموت فعلياً لا يجد أخباراً تحكي عنه ..

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :