facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على أطلال الهدنة .. الأردن جدار الأخوة


العنود عبدالله الطلافيح
20-01-2025 01:00 PM

في عاصفة الأحداث التي اجتاحت المشهد الفلسطيني خلال طوفان الأقصى، ظل الأردن شامخًا كجدارٍ أخويٍّ متينٍ، حاملاً في طياته قيم التضامن والدعم الثابت لفلسطين وشعبها. هذه الأرض التي ارتوت من دماء الشهداء، احتضنت قضايا الأمة وسعت بجهدٍ لا يعرف الكلل لنجدة الجار والصديق، متسلحة بإرثٍ تاريخي وسياسة حكيمة تجمع بين الإنسانية والحنكة.

منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، أظهر الأردن موقفًا صلبًا يُجسِّد التزامه التاريخي تجاه القضية الفلسطينية. تزعَّم جلالة الملك عبد الله الثاني جهودًا دولية لإبقاء فلسطين على رأس أجندة العالم، مسلطًا الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية وضرورة وقف التصعيد. وقد تجلى هذا الدور في اتصالات مكثفة مع قادة العالم، وحضور بارز في المحافل الدولية، حيث أطلق الأردن دعوات واضحة للالتزام بالشرعية الدولية، ووقف العدوان على غزة، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

لم يكن دور الأردن مقتصرًا على الكلمات والمواقف السياسية، بل امتد ليشمل مبادرات إنسانية تعكس روح الأخوة الصادقة. عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، سارع الأردن لتسيير قوافل الإغاثة إلى الشعب الفلسطيني، محملة بالإمدادات الطبية والغذائية لمواساة المتضررين. وقد عبرت هذه المساعدات الحدود الأردنية الفلسطينية، متحدية الظروف الأمنية، لتصل إلى مستحقيها رغم الحصار والقصف.

الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس كانت ولا تزال صمام الأمان لحماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. ففي ظل محاولات التهويد والانتهاكات المستمرة، أكد الأردن عبر كل المنابر أن الأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن حماية القدس مسؤولية أخلاقية ودينية يحملها الأردن بكل شرف واعتزاز.

لم يتمثل الدعم الأردني رسميًا فقط، بل كان الشعب الأردني في طليعة المتضامنين مع فلسطين. امتلأت الشوارع والمساجد بالدعوات والتبرعات، وتحولت الساحات إلى منصات دعم تروي قصة وحدة الدم والمصير. هذه اللحمة الوطنية تُجسد قولًا وفعلاً أن الأردن وفلسطين ليسا جارتين فقط، بل شقيقتان يجمعهما تاريخ مشترك وهدف واحد.

إن ما قدمه الأردن خلال طوفان الأقصى يعكس استراتيجيته العميقة في دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط كموقف سياسي، بل كالتزام دائم بقيم العدل والإنسانية. وبينما تتلاطم أمواج التحديات، يبقى الأردن حارسًا أمينًا على حقوق الفلسطينيين، مجسدًا نموذجًا يحتذى به في الوفاء بقضايا الأمة.

على أطلال الهدنة، يقف الأردن كجدار الأخوة الصلب، مؤكدًا أن التاريخ لن ينسى مواقف الرجال والمبادئ التي لا تهتز أمام العواصف. ومع كل طوفان، يُثبت الأردن أن القضية الفلسطينية ليست عبئًا، بل شرفًا يحملونه بقلوبهم وأفعالهم، لتظل القدس بوصلة الأمة ووجدانها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :