السفير السعودي نايف السديري في قلوب الأردنيين
السفير الدكتور موفق العجلوني
22-01-2025 09:18 AM
في مقال لي منشور في عمون الغراء بتاريخ ٢٧/١٠/ ٢٠٢٠بعنوان "السديري علاقات سعودية اردنية واعدة "جاء فيه، منذ ان حطت رحال سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى المملكة الأردنية الهاشمية السيد نايف بن بندر السديري، وهو يواصل الليل بالنهار جاهداً، من اجل تعزيز العلاقات الأردنية السعودية بما فيه مصلحة البلدين الشقيقين. ولا زلت اذكر عند وصوله عمان صرح قائلاً:
"وصلت اليوم الى وطني الثاني الأردن، ووجدته جميلا ومزدهرا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وشعبه الكريم. وإن العلاقات السعودية الأردنية علاقات وثيقة ومميزة عبر التاريخ، وعلاقات متجذرة راسخة نابعة من موقف عربي مبني على الاحترام والتقدير والتنسيق المشترك بما فيه مصلحة للبلدين. وان الشعب السعودي والأردني تربطهما روابط أخوية أقارب وأهل وعشائر موحدة تخدم أوطانها، وأن ما يميز عمله في الأردن عن غيره من أماكن عمل فيها سابقاً ، بأن الأردن يعتبر وطنه ومنزله الثاني، وما تقوم به المملكة من دعم للأردن يعبر عن مدى ترابط العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وكذلك تدرك حجم التحديات الاقتصادية التي يواجها الأردن، مشيراً بأنه سيسعى لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين."
نعم بعد هذه السنوات التي مرت كلمح البصر ها هو سعادة السفير السديري يوفي بوعده ... حيث تعززت العلاقات بين البلدين الشقيقين أكثر فأكثر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية وزاد حجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للأردن، علاوة على وجود صندوق استثماري مشترك، تمتلك المملكة العربية السعودية 90% من رأس المال و10% تمتلكه بنوك أردنية، ويقدر رأس مال الصندوق المُعلن بـ 3 مليارات دولار.
ومن اهم المشاريع التي تم إقرارها، مشروع الرعاية الصحية لإنشاء مستشفى وجامعة طبية في عمّان تقدر تكلفته بـ 400 مليون دولار" حيث يوفر المشروع حوالي 5 آلاف فرصة عمل، ويستقطب المستشفى والجامعة 600 طالب طب ويوفر 300 سرير. بنفس الوقت هنالك مشاريع مشتركة بين البلدين الشقيقين تتعلق بالخدمات التكنولوجية لتقدم للسوق الأردني، إضافة الاستثمار في مجال السياحة.
شهدت العلاقات الأردنية السعودية في عهد سعادة السفير السديري علاقات عميقة ومتينة ومتميزة وراسخة في مختلف المجالات، فالسعودية لم تتوانى يوما ما عن دعم الأردن في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية منها. حيث أكد سعادة السفير السديري وفي كافة المناسبات الرسمية والاجتماعية على طول المملكة وعرضها متانة العلاقات الأردنية السعودية والرعاية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان الى الاردن.
وفي هذا المجال لا يسعني الا ان اذكر بعضاً من تصريحات سعادة السفير السديري بحق الأردن طول فترة خدمته الدبلوماسية:
• إن العلاقة بين السعودية، و الأردن علاقة ودية أخوية متينة وأخذت طابعا دبلوماسيا مرموقا، وامتازت بعراقتها المتجذرة التي تتعدى جميع المفاهيم وأبعاد المصالح والمحددات، أساسها المصداقية والتعاضد والوضوح في التعامل .
• أن العلاقات السعودية الأردنية تاريخية واستراتيجية، سواء من منظور الجذور والتاريخ والهوية والقرابة، أو من المنظور الاستراتيجي بل والحيوي، حيث التحديات الواحدة، والمصالح المشتركة، والتوجهات والمصير الواحد.
• تمثل العلاقات الأردنية السعودية حلقة متميزة وأنموذجا يُحتذى في العمل العربي المشترك، الأمر الذي تؤكده حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين على أعلى المستويات، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربية والاقليمية والعالمية.
• تقود السعودية المنطقة بالفكر والعلم والوسطية للنهوض بواقع المنطقة العربية نحو الافضل.
• السعودية تقود الزمن الحاضر بعلم وفكر، لتغيير المجرى، لافتا إلى أن ما تقوم به الرياض من مبادرات قومية تُحرك العالم العربي، لنسير بالاتجاه الصحيح.
• إن العلاقة بين المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية هي علاقة ودية وأخوية أخذت طابعا دبلوماسيا مرموقا، وامتازت بعراقتها المتجذرة التي تتعدى جميع مفاهيم وأبعاد المصالح والمحددات، أساسها المصداقية والوضوح في التعامل.
• العلاقات السعودية الأردنية تاريخية واستراتيجية، سواء من منظور الجذور والتاريخ والهوية والقرابة، أو من المنظور الاستراتيجي، حيث التحديات الواحدة، والمصالح المشتركة، والتوجهات والمصير الواحد، فالعلاقات بين المملكتين متجذرة وأصيلة منذ عهد مؤسسي البلدين، فكانت علاقة مميزة جمعت بين مملكتين توأمتين، تحملان ذات الهوية والتاريخ والقيم تماما كما تحملان الوسطية والاعتدال في نهجيهما وسياستيهما الحكيمة ومصالحهما العليا الواحدة.
• علاقة البلدين الشقيقين علاقة مبنية على قاعدة صلبة، قوامها وحدة الموقف والمصير، والهوية والأمن الوطني المشترك، عدا عن الروابط الحيوية والاستراتيجية في جميع الملفات سواء أكانت على المستويات الاقتصادية، أم الاجتماعية والروابط الأسرية والدم والقربى، أو حتى في الملفات الصحية، والتنموية والزراعية، وسوق العمل.
• المملكة العربية السعودية لم تتوانَ عن فتح أبوابها للكفاءات الأردنية المتميزة من أطباء ومدرسين واقتصاديين ورجال أعمال ومِهن، كما كان لإسهامات الصندوق السعودي للتنمية في دعم الكثير من المشاريع في الأردن كبير الأثر، إذ تُعدُ السعودية ثالث أكبر دولة من حيث حجم الاستثمار في الأردن.
• العلاقات السعودية الأردنية اليوم أقوى من أي وقت مضى، وتمثل حلقة متميزة وأنموذجا يُحتذى في العمل العربي المشترك، الأمر الذي تؤكده حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين على أعلى المستويات، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربية والاقليمية والعالمية، فللأردن قيادة وشعبا دور كبير وتاريخي في الحفاظ على قوة ومنعة العرب وحماية أمنهم واستقرارهم، وأن المملكة العربية السعودية تقدر مواقف الأردن الداعمة للسعودية والمساندة لها.
نعم لقد كان سعادة السفير نايف بن بندر السديري، طوال فترة خدمته في الأردن، جسرًا من التعاون والصداقة بين البلدين، حيث عمل بإخلاص وتفان ومحبة على تقوية الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذلك بناء علاقات اجتماعية متينة مع مختلف شرائح المجتمع الأردني.
فمنذ وصوله إلى الأردن، عمل على تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية في جميع المجالات. فقد كان له دور بارز في دفع عجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، من خلال تبني العديد من المبادرات التي ساهمت في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري. كما كان له دور محوري في دعم المشروعات المشتركة التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والسياحة والتعليم.
كان سعادة السفير السديري يشكل صلة وصل قوية بين قيادتي البلدين، حيث كان ينقل رسائل الحوار والتفاهم بين قيادات المملكة العربية السعودية والأردن، في إطار تعزيز الاستقرار الإقليمي. ولم يكن السفير السديري يقتصر على تفعيل العلاقات الرسمية فقط، بل كان يسعى دائمًا لخلق بيئة من التعاون والاحترام المتبادل في جميع المجالات.
تميز سعادة السفير السديري بعلاقاته الاجتماعية الواسعة مع مختلف شرائح المجتمع الأردني. فقد كان معروفًا بحسن تعامله مع الجميع، سواء مع المسؤولين الحكوميين أو مع المواطنين الأردنيين. وكان دائمًا يُظهر اهتمامًا خاصًا بالعلاقات الإنسانية والتبادل الثقافي، حيث كان يُنظم العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تُساهم في تعزيز التفاهم بين الشعبين السعودي والأردني.
ولم يكن حضور السفير السديري مقتصرًا على المناسبات الرسمية فحسب، بل كان يحرص على التفاعل مع المجتمع المحلي في مختلف المحافل، وهو ما جعله يحظى بشعبية واحترام كبيرين بين الأردنيين. كان دائمًا يشارك في الفعاليات الاجتماعية والإنسانية التي تركز على دعم المشاريع الخيرية والمبادرات التنموية التي تعود بالفائدة على الشعب الأردني.
نتمنى لسعادة أبو فيصل المزيد من التوفيق والنجاح والرعاية الإلهية، داعين المولى عز وجل ان يوفقه ويسدد على طريق الخير خطاه، ونحن متأكدين ان سعادته تربطه في الأردن والقيادة الهاشمية والشعب الأردني حالة عشق. وهذا ما لمسته انا شخصياً والأردنيون جميعاً أثناء خدمة سعادته. وخاصة لاسهاماته في تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين الشقيقين، هذه العلاقة التي تتعزز أكثر فأكثر بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظهم الله.
* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
[email protected]