facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"كاليجولا" البيت الأبيض يطلب ويتوعد وسيخسر


صالح الراشد
26-01-2025 04:11 PM

كشف الرئيس الأمريكي ترامب عما يخفيه في صدره وأعلنه بصراحة لنيل رضا المنظمات والمليشيات التي أعادته لرئاسة الولايات المتحدة، فترامب لم يمنح الشرق الأوسط الوقت الكافي للتفكير بما يجول في خاطره وقرر مصارحة العالم برغبته المريضة بتفريغ غزة من أهلها وتوزيع مليون منهم بين مصر والأردن، في محاولة منه لإحياء "صفعة القرن" أقصد "صفقة القرن" التي أسقطتها الأردن بقرار ملكي وشعبي، وتبعه موقف فلسطيني اتكأ على صلابة الموقف الأردني بعدم الدخول في الصفقة التي كانت كافية لإعلان الدولة اليهودية من النهر للبحر، واحتلال الأراضي الفلسطينية كاملة وتحويل الأردن لوطن بديل، لتجتاح ترامب وزوج ابنته ومستشاره كوشنير حينها نوبة غضب من الموقف الأردني قبل أن يجد ترامب نفسه خارج أسوار البيت الأبيض، وحين عاد كان من المتوقع أن يبدأ بتصفية الحسابات.

وطالب ترامب كل من الأردن ومصر باستضافة مليون فلسطيني من غزة بحجة أن قطاع غزة مدمر كلياً ولا يصلح للحياة البشرية، ويدرك ترامب أن هذا الطلب مرفوض من الجهات الثلاث فلسطينياً وأردنياً ومصرياً، لكنه كتاجر البندقية لا يستسلم لرغباته التي فاقت رغبات الإمبراطور كاليجولا، ليقرر الضغط على الدولة الأردنية وغيرها من الدول باعادة تصنيف دول العالم لتحديد التابع والأشد تبعيه والمهم والأقل أهمية وكسر صلابة البعض، وبناء على هذا التصنيف تم وقف المعونة عن دول واستمرارها لأخرى وربما زيادتها، والمتمعن في شخصية ترامب يجد أنه يبني مواقفه الحالية بناءً على ما جرى معه في الفترة الأولى من الحكم وتقارب هذه الدول من سابقه بايدن ورغبته الحالية في خدمة الحركة الصهيونية بكل إخلاص، لكنه لم يتعلم الدرس بأن قصف غزة لخمسة عشر شهراً لم تُجبر أهلها على مغادرتها ولن يغادروها بطلب من ترامب.

وفي الأردن كثر الحديث عن توقف المعونات الأمريكية وطالب الكثيرون بعدم الرضوخ للرغبات الشريرة للسياسة الأمريكية والبحث عن مصادر أخرى لتعويض هذه المبالغ، وحدد الرئيس الأمريكي الدول التي سيتم وقف الدعم عنها وإعادة دراسة ملفاتها لتكون الأردن أحد هذه الدول ، ولم يكن الأمر مفاجئا ً للعارفين بشخصية حفيد ميكافيلي المتجسد في شخص كاليجولا بأن اتخاذ ترامب لهذا القرار كان مجرد وقت، ليمنح ترامب الأردن كتاب شرف بأنه خارج عن تبعية واشنطن وأنه يملك قراراته الخاصة التي تتعارض مع السياسة الأمريكية، وهذا موقف مشرف للأردن التي تضع مصلحتها القومية في قمة حساباتها دون الالتفات لما يريده الجالسون في البيت الأبيض، ليكون وقف الدعم بمثابة وسام شرف على صدر كل أردني، وحتى إن عاد الدعم فانه سيعود من باب العزة وليس الانحناء ومن باب أهمية الموقع الجيوسياسي للأردن وليس شراءاً للمواقف التي لن تتبدل تحت أي ظرف، لتظهر الصورة جلية بأن الأردن مستهدف وان على شعبنا الأردني العظيم أن يتحمل القرارات التي قد تؤثر على شؤون حياته لحماية الوطن وصوناً لحريته في قراراته ومواقفه.

وبدأ ترامب حكمه بالتجرؤ على الدستور الأمريكي محاولاً تعديل أجزاء هامة في عديد القضايا التي كان الاقتراب منها ممنوع ومنها رغبته بعدم منح الجنسية لمن يولدون على الأراضي الأمريكية وهو أمر رفضه القضاء الأمريكي، واقترب من العبث بالمحرمات الخاصة بالمؤسسات الأمنية بطلبه الكشف عن أسرار مقتل الرئيس كينيدي وملف إبستين المثير للإسمئزاز، وخارجياً بمهاجمة دول كندا وبنما والتخلي عن أوكرانيا وتايوان والتقارب مع روسيا والصين، وهو ما يجعل الكثيرون يعتقدون أن الدولة الاخطر في العالم تحولت لمزرعة خاصة للرئيس بعد أن تخلى عن حلفائه مما سيجعل هذه الدول تبحث عن حلفاء أكثر أمناً وصدقاً ويهتمون بشؤونها، بدلاً من حليف لا يهتم إلا بمصالحه الخاصة وفرض ما يُريد بالسياسة أحياناً وبالقوة أحياناً أخرى، لنشعر بأن واشنطن بفكر ترامب تبحث عن ذاتها فلا تجدها وأنها ستعيش بذل في البيت الصهيوني الذي بدأ عزله عالمياً.

آخر الكلام:

كاليجولا العصر الحديث قد يحارب البحر وقد يضم كوكب المشتري لحكمه كسابقه كاليجولا القديم، لكنه لن يُحول الشرفاء لأتباع ولن يُجبر أهل غزة على الهروب، وإذا عاد كاليجولا محملاً بالصدف معتبراً نفسه منتصرا في حربه مع البحر فإن وريثه في الفكر ترامب قد لا يعود من أحلامه حتى بحبات الرمال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :