طوفان العودة يكمل عظمة طوفان الأقصى والقادم حاسم
صالح الراشد
28-01-2025 10:40 AM
برقية هامة وعاجلة أرسلها الشعب الفلسطيني في غزة للرئيس الأمريكي ترامب تزامناً مع معجزة الإسراء والمعراج، برقية تحمل اسم الصمود في الوطن بمعجزة أهل غزة في تحدي الموت والبقاء على ترابها بحثاً عن الحياة، وبحثاً عن الموت وما بعده من حياة، فأبناء غزة ردوا بالعمل على طلب ترامب لتهجير مليون غزي عن وطنهم وأظهروا بصلابتهم أنهم لن يغادروا غزة إلا صوب القدس للصلاة في المسجد الأقصى، وأن أي طريق أخرى مرفوضة ويعتبرونها درب من دروب الخيانة، وهي صفة يرفضها أشاوس غزة القابعين في البيوت والخيام والعراء لأن في يقينهم بأنه لا شيء يعدل الوطن، وهذه نظرية وطنية لا يعرفها اليهود الذين هربوا من الأراضي الفلسطينية المُحتلة ولم يسمع بها تاجر البندقية ترامب ذو الأصول الألمانية الاسكتلندية المختلطة.
هذه المواقف العظيمة والمسيرة الأعظم بالهجرة الغزية المعاكسة صوب شمال القطاع، أرهقت فكر ترامب الذي لم يصل لهذا العمق الوطني كونه يعتقد أن لكل شيء ثمن حتى الوطن، وهذه هي الطريقة التي يعرفها طوال حياته حتى في القضايا المرفوعة ضده في المحاكم الأمريكية من تحرش جنسي للكذب والتهرب الضريبي ، وجميعها قضايا يستطيع تجاوزها بالغرامات المالية، وحتى حين أراد معاقبة كولومبيا على موقفها الوطني برفض هبوط الطائرات العسكرية الأمريكية المحملة بالمبعدين عن الولايات المتحدة، اتخذ ترامب عقوبات مالية في مجملها مما يعطي انطباع عالمي أن واشنطن تحولت من دولة السياسة العالمية إلى بنك دولي، يطارد الدائنين والمستثمرين ومن يتعارض مع فكر ترامب وقد يُطارد جميع سكان العالم، وتتخلى واشنطن تدريجيا عن دورها كقائدة للعالم الحر، لتصبح عضو في منظمة دولية غايتها تنفيذ الخطط "الاسرائيلية الماسيونية" لادارة العالم حسب نظرية رأس المال القائم على صناعة الجوع لحكم الشعوب.
لقد قدم أهل غزة أنموذج وطني عظيم في رحلة العودة داخل الوطن برفضهم التهجير ودرساً لكل داعم للسياسة الاسرائيلية، بأنه على كل داعم لكيان القتل والإجرام التوقف والتفكير بعظمة الشعب الفلسطيني الذي لا زال يسبح في بحر الدماء التي سالت لحماية غزة إما بالمقاومة العسكرية أو رفض التهجير، ليسير أهل الصمود الأسطوري في جماعات بطوفان التكبير والتهليل صوب الشمال في يوم الإسراء والمعراج، وهو الطوفان الذي جاء بعد طوفان الفكر والتعاضد الشعبي العربي وقبلهما طوفان الأقصى، لتهز هيبة طوفان العودة كيان الاحتلال وجميع حلفائه في العالم مستغربين من صلابة العزيمة الفلسطينية، ليشعروا أنهم أقزام أمام عمالقة الصمود ليتولد لديهم شعور بالرعب وأن الطوفان القادم سينتهي بالقدس الشريف وسيجرف في طريقه المحتلين صوب البحر الموعود للمصير المحتوم.
آخر الكلام:
قال الشاعر إيليا أبو ماضي :
وإن شن البغاة عليك حرباً
وأجروا من دم الأحرار نهرا
فلا تحزن فربك ذو انتقامٍ
سيصنع من دم الابطال نصرا
وإن فرض الطغاة عليك ذلاً
فلا تخضع وعش دنياك حرا
وقل يا نفس لي ربُ كريمُ
سيسلخ من ظلام الليل فجرا