تعاظم خطر الانقسام الفلسطيني في الفترة الحالية
خلدون ذيب النعيمي
03-02-2025 08:03 AM
تتجاوز الاخطار المحدقة بالفلسطينيين في هذ الوقت السلوك الإسرائيلي في الاقتحامات والحواجز والاستيطان المستفحل فضلاً عن المخططات الترانسفيرية لتصل الى استفحال اثر الانقسام بينهم في هذا الوقت المصيري ، سيما انهم خارجين من اتون حرب عدوانية شرسة استمرت 15 شهراً كانت لها حساباتها المختلفة واثارها ايضاً على مسار قضيتهم والاوضاع الاقليمية ، فالأخطار التقليدية السالف ذكرها يمكن مواجهتها بالأساليب المتوفرة والتي يتفق معها البعض منهم او يختلف ، ولكن خطر الانقسام المتفاقم حالياً هو كالسرطان المستشري الذي يربك جهودهم ويفقدهم انجازاهم في الصمود الأسطوري الذي ابرزه ابناء غزة أمام قوة عاتية مدمرة للإنسان والحجر كأيقونة خالدة لم تتكرر في عصرنا هذا .
المطلع على كثير من المنصات الاعلامية المحلية الفلسطينية الالكترونية منها والتقليدية سواء بما تقدمه او حتى بالتغذية الراجعة الممثلة بالتعليقات ، يشعر بالأسى لما يراه ويسمعه من اسلوب لا يناسب تاريخ بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني الذي كرسه العدوان الاخير على غزة فضلاً عن مجافاته ما يحتاجه الواقع حالياً من تضامن داخلي في وجه المخططات العدوانية التي لا تستثني أحداً من الفلسطينيين وفصائلهم سواء من قبل بخيارات اوسلو او رفضها ، فلغة التخوين والعمالة المستشرية التي وصلت لحد الردح الرخيص التي طالت حتى المتضامنين مع قضيتهم من الاشقاء والاصدقاء سيكون لها اثارها الكارثية عليهم وعلى قضيتهم .
المتابع للأدبيات الغربية السياسية منها والاعلامية خلال الحوادث الاستثنائية و الفترات المصيرية التي تمر بها دولهم يرى ان النقد والتنظير اللاذع موجود لغاية الانخراط المباشر بالحدث ، وبعد ذلك تشعر يتكاتف الجميع حكومة ومعارضة منظمة وشعبية من اجل تعظيم انجازات الحدث وتجاوز اثاره السلبية ، وهنا وان بقي النقد والتوجيه فيبقى ضمن نطاق وسائل تحقيق الهدف العام الوطني وبشكل يشعر فيه واضع القرار بأن لديه بنك من المستشارين الذين وان اختلف معهم بالأسلوب فالغاية الواحدة المتمثلة بالمصلحة الوطنية العامة تجمعهم .
وضع الاحتلال الذي تديره حكومة متطرفة تؤمن بعقلية القتل والتدمير والتهجير يحتم على الاشقاء الفلسطينيين التكاتف في هذه اللحظة المصيرية والتي وان صاحبتها الأسى والحزن أثر نتائج العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في اعداد ضحاياه وتدميره ، فقد برز ايضاً الصورة الحقيقة للاحتلال وفضح اعوانه الدوليين وهو الشيء الذي تمثل بالانقلاب الكبير في الراي العام الغربي ضد اسرائيل والمتضامن مع الفلسطينيين ، وبرزت فيه ايضاً بطولات الشعب الفلسطيني كرسالة قوية للجميع برفضه للتهجير وتمسكه بارض اباءه واجداده واصراره على العودة الانية ضمن القطاع المدمر وصولاً لعودة اللاجئين الى بلداتهم الاصلية التي هجروا معها ابان النكبة .
الشعب الفلسطيني بتاريخ بطولاته المجيد لا شك انه ينأى بنفسه عما يجري من لغة لا تناسبه وسيفرز الصالح من الطالح في هذا كله ، وهو هنا يعي تماماً ان قوته في تعاضده ووحدته بعيداً عن اي سجالات فئوية فضلاً عن كسب قوة دعم الاشقاء والاصدقاء امام عدو لا مبدأ اخلاقي له ولا يراعي اي تفاهمات سوى تلك التي تخدم مشاريعه العدوانية .