facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السلفية الجهادية في السلط: كيف ولماذا!


د. محمد أبو رمان
16-08-2007 03:00 AM

***إذا كانت جماعة الإخوان هي التعبير عن الطبقة الوسطى الفلسطينية فإنّ السلفية الجهادية هي التعبير الجلي عن انهيار الطبقة الوسطى الأردنية.
حادثة حرق أحد أصحاب مطعم في مدينة السلط تعيد الأنظار إلى واقع تيار السلفية الجهادية في هذه المدينة التي تحولت في سنين معدودة من مدينة محافظة لم يعهد لتيارات الإسلام السياسي فيها وجود فاعل ومتجذر إلى مدينة معروفة على مستوى إعلامي عالمي بوجود هذا التيار وفعاليته فيها.

تبدأ قصة السلفية الجهادية من منزل صغير، يتكون من غرفتين متواضعتين في حي السلالم، يقطن فيه عبد الفتاح الحياري، الذي تحوّل فجأة من شخص غير متدين إلى رجل يتبنى أفكار سيد قطب يدرّس أفكاره وآراءه من كتابه "في ظلال القرآن" التي تتصمن تكفيراً للأنظمة العربية ووسمها جميعها بالكفر، والخروج على الإسلام، لأنها لا تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية.

وإذا كانت حالة "التدين المتشدد" لعبد الفتاح الحياري تمثل مفاجأة في مدينة كالسلط، فإنّ المفاجأة الأكبر كانت التفاف عشرات الشباب من أبناء المدينة حوله بسرعة شديدة، ليصبح بيته المتواضع مركزاً للتجنيد الفكري والسياسي يتحول من يدخله خلال أيام معدودة إلى شخص مؤمن بأفكار سيد قطب وبرفض النظام السياسي وداعية إلى التغيير الجذري الراديكالي!

أول مخرجات مجموعة الحياري كان ما يسمى بتنظيم مؤتة العسكري في بداية التسعينات، ذلك التنظيم الذي تشكّل من عدد كبير من أبناء العشائر الأردنية الدارسين في جامعة مؤتة العسكرية، ونسبة جيدة منهم أبناء عشائر السلط، واتهم التنظيم بمحاولة اغتيال جلالة الملك الراحل حسين، وحكمت عليهم محكمة أمن الدولة بالعمل على قلب نظام الحكم، ثم برّأتهم فيما بعد محكمة التمييز.

الملفت في الموضوع أنّ عدداً من أبناء المجموعة كانوا من تلاميذ الحياري، ومريديه.
ظاهرة الحياري انتهت مع بروز شخصية أبو محمد المقدسي، المنظّر الأول لتيار السلفية الجهادية، فانتقل أغلب تلاميذ ومريدي الحياري إلى مرحلة أخرى من التجنيد والتأثر، فالتفوا حول أفكار المقدسي، وتمازجوا مع مجموعته، وكان حينها المقدسي يقضي سنوات السجن على خلفية اتهامه في قضية بيعة الإمام.

خلال الأعوان 1993- 1994 كان تيار السلفية الجهادية يجد طريقه في الانتشار في العديد من المحافظات، من بينها السلط، إذ كان المتأثرون بالشيخ المقدسي ينشطون بنشر أفكاره ودعوته في أوساط الشباب السلطي، وقد وصل عددهم خلال تلك الفترة إلى العشرات، وتمّ خلال هذه الفترة اعتقال عدد منهم وسجن آخرين على خلفية قضايا مختلفة، أبرزها قضايا "إطالة اللسان" وتوزيع منشورات وأفكار تهدد الأمن.

النقلة الثالثة في تيار "السلفية الجهادية" حدثت مع خروج المقدسي من السجن، وانتقال أبو مصعب الزرقاوي إلى باكستان وأفغانستان، فقد خرج مع الزرقاوي عدد من الشباب السلطي، في مقدمتهم رائد خريسات ومعتصم الدرادكة ومحمود النسور وغيرهم. لكن خريسات ومن خرج معه من السلط، انتقلوا بعد فترة قصيرة إلى منطقة كردستان في العراق، حيث كان الصراع محتدم بين جماعة أنصار الإسلام الكردية السلفية والأحزب الكردية الأخرى.

في كردستان حدثت حالة من التزاوج بين مجموعة رائد خريسات ومن لحق بها من العرب وبين التنظيم الكردي بقيادة الملا كريكار وعبد الله الشامي، قبل أن يقضي رائد خريسات ومعه عدد من أبناء مدينة السلط، في الصراع المسلح في كردستان.

عشق الذهاب إلى كردستان انتقل إلى أنصار السلفية الجهادية من أبناء السلط، واستمروا في محاولة الخروج إلى هناك، وبالفعل قضى عدد منهم في آتون الصراع الداخلي الكردي. وقد اعتقل عدد من أبناء المدينة في عهد حكومة علي أبو الراغب على خلفية الذهاب إلى كردستان، وأدت الوساطات العشائرية المختلفة إلى الإفراج عنهم بكفالة، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها قبول كفالة عدد من المتهمين بقضايا تصل عقوبتها إلى الإعدام، وفقاً لمراقبين سياسيين.

خلال تلك السنوات لم يتوقف أنصار "السلفية الجهادية" من النشاط في مدينة السلط، وتعرّض عدد منهم إلى الاعتقال والسجن، وتورطت مجموعة بمحاولة اغتيال ضابط في المخابرات العامة، وتمت محاكمتهم على خلفية هذه القضية.

احتلال العراق كان نقلة أخرى في المسار، إذ كان عدد من أبناء السلط، ممن توجهوا إلى العراق بذريعة "مواجهة الاحتلال الأميركي" وقضى عدد منهم هناك، وكان رائد البنا أحد هؤلاء، وأقيمت بيوت العزاء لـ"الشهداء" في مدينة السلط، ما أصاب أهالي السلط بحالة من الارتباك السياسي والاجتماعي بين رفضهم احتلال العراق وما تمليه عليهم الواجبات الاجتماعية من جهة وبين شعورهم أنّ أبنائهم يتورطون في جماعات دينية متشددة دون أن يتأكدوا من مشروعية العمليات التي يقوم بها أبناؤهم بخاصة أن الأخبار الواردة كانت تؤكد تورط تنظيم القاعدة بعمليات تزهق فيها أرواح مدنيين أبرياء لا علاقة لهم بالصراع القائم.

على الرغم من مقتل الزرقاوي ونهاية الفترة الذهبية للسفر إلى العراق، خلال السنتين الأخيرتين، فإنّ عملية التجنيد والانتشار للسلفية الجهادية لم تتوقف أو تنته، وهي الظاهرة التي تدفع إلى تساؤل كبير حول الأسباب والدلالات..

أحد الأسباب الرئيسة التي تفسر انتشار الفكر المتطرف هو التحول الاقتصادي في دور الدولة من دولة الرعاية الاجتماعية والقطاع العام إلى دولة القطاع الخاص، وتدهور حالة الطبقة الوسطى الأردنية، وانتشار ظاهرة البطالة بين جيل الشباب، فأدت حالة الفراغ والفقر لدى الشباب إلى تعبيرات اجتماعية متطرفة.

يرتبط بالملاحظة السابقة أنّ انحسار دور الدولة دفع بسؤال الهوية والرغبة في التعبير عن الذات إلى تفكير هؤلاء الشباب، الذين وقعوا بين طائلة الظروف الاقتصادية الصعبة والبحث عن "مشروع سياسي" يعبر عنهم، فكانت ظروف التحول السياسي والاقتصادي لا تسمح إلاّ بالمشروع الفكري المتطرف، في ظل صعود الحركات الإسلامية اجتماعياً.

مما أثّر في انتشار هذا التيار في السلط قوة العلاقات العائلية والعشائرية وانتقال الفكر من شخص إلى آخر من خلال "العدوى الاجتماعية" وحالة التعاطف الملحوظة بين أبناء المدينة.
فإذا كانت جماعة الإخوان هي التعبير عن الطبقة الوسطى الفلسطينية فإنّ السلفية الجهادية هي التعبير الجلي عن انهيار الطبقة الوسطى الأردنية.
....................................................................................................................................
* خص الكاتب محمد ابورمان "عمون" بهذه المادة الصحافية الغنية عن السلفية الجهادية في السلط.





  • 1 من السلط الأبية 06-04-2014 | 04:50 PM

    ((فأدت حالة الفراغ والفقر لدى الشباب إلى تعبيرات اجتماعية متطرفة))

    هذا غير صحيح يا دكتور أقصد يا شيخ .. فأنت تعلم ذلك يقينا لأنك كنت واحدا من هؤلاء الشباب .... وتعلم من هم ومن أنت من باب أولى.
    فهؤلاء الشباب وأنت واحد منهم لم يكونوا كما تقول في حالة من الفراغ والفقر .............


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :