الهوية الأردنية هوية شاملة جامعة مانعة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا منذ القِدم ، وهي هوية أصيلة لا بديلة ولا يمكن انهائها أو تذويبها أو سلخها ، لكن فُرض عليها صراع البقاء والوجود من القريب والغريب عبر مشاريع التضاد والتعاكس. في الأردن و كحال أي مجتمع يعتبر الإطار الطبقي سمة من سمات التكوين المجتمعي يمينا ويسارا ووسطا تجاه السياسات الحكومية، أما الأردن كوطن فالأصل لا حياد تجاهه و يقع على مواطنيه وجوب دعم واسناد قراراته المتمسكة بهويته ووجوده؛ وفي هذه المحطة الهامة من عمر الدولة الأردنية أصبح لزاما تدوين التصنيف التالي تجاه مواطني الدولة والذي يتجاوز الحكومات وهو ما يشكل ثالوثا طبقيا تكونت مفاصله عبر سنين طويلة .

الطبقة الأولى¹ : تؤمن هذه الطبقة بقدرة الدبلوماسية الأردنية على المناورة السياسية وتعزي ذلك لمتانة علاقات الأردن الخارجية والتي بُنيت وعُززت على مدار مئة عام ، وتثق بإدارة الدولة في مواجهة تحدياتها وخصومها وتصطف خلفها بكل قراراتها ، وبقدرتها على تخطي أي تهديد وجودي ، وبذلك تلقى ممثلي ومؤيدي هذه الطبقة مساندين وداعمين لقرارات الدولة على اختلاف أشكالها . وهذه الطبقة مزيج رسمي أمني شعبي مدعوم من الجهات السيادية.

الطبقة الثانية² : فئة تتعاقب وتخلف بعضها بعضا و تتعامل باعتبار الأردن محطة نفعية ذات فُرص استثمارية (طبقة الاستغلال الرأسمالي) ما يهمها بالدرجة الأولى ميزان الأرباح والخسائر المادية، طبقة متعددة الألوان يتقلب ممثلوها من موقع لآخر ومن محطة نفعية لأخرى ، في ظاهرها انتماء وفي باطنها دهاء. ومنها فئة تدافع دوما عن الجغرافيا والتاريخ - غير الأردني- لإثبات عذريتها الثورية وتطالب الأردن التصدي لأي مشروع دولي حتى لو كان في اقاصي الأرض، هذه الطبقة لن ولم يكن ولائها للأردن يوما ما ،ويمثلها أصدقاء السفارات والدولارات من اليسار والتجار والفُجّار والديموغوجيا.

الطبقة الثالثة³ : وهم الأغلبية الصامتة من المثقفين والمهنيين وصغار العمال والعاطلين عن العمل والفلاحين و هم في الغالب ( ضحايا الطبقة الثانية ² ) ، معارضين لبعص السياسات الحكومية التي تلامس معيشتهم ، وفي مقابل ذلك لم ينقضوا مع الدولة عهدا ، ولم يتحالفوا مع رأس المال ضد السلطة . وفي المحطات المفصلية هم أول من يحملوا الوطن على اكتافهم ويدافعون بشراسة عن أرضهم وعِرضهم ويواجهون بكل صلافة تهديد الحدود والوجود . وهذه الطبقة خليط من الطبقات الاجتماعية والبروليتاريا .