وليد المسيعديين البدوي الذي استقبل الملك ببصيرته
خلدون ذيب النعيمي
13-02-2025 10:49 PM
وليد المسيعيديين رجل في الخمسينات من عمره جاء من الخالدية في البادية الشمالية الى عمان لاستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني بعد رحلته المظفرة الى واشنطن ، وليد مثله مثل الاردنيين جميعاً رأى أن الملك كان اللسان الصادق في نقل ثوابت الوطن والأمة في رفض التهجير والتوطين امام سيد البيت الابيض الذي يرى في ثوابت الشعوب واوطانها كصفقات تقبل الأغراء والوعيد ، ومن هنا كان قراره أن يكون في مقدمة مستقبلي الملك رغم الامطار الغزيرة والجو البارد فكان تميز رؤية وليد هنا فقد رأى جهد الملك ببصيرته القوية بصدقها والتي عوضه الله تعالى بها عن فقدان بصره.
وليد المسعيديين هذا البدوي الذي نبغت عنده عين القلب على العين المرئية كعادة البدو في فراستهم فالبصيرة هي تمكن العلم من القلب وثمرته اليقين وثمرة اليقين هي القلب السليم كما في قوله تعالى : "إلا من أتى الله بقلب سليم" ، فكان سلاح وليد في تعاطيه مع الامور قلب ذو بصيرة حية وعقل مدرك واعي فاشتغل هنا بمعنى ما يشعر به وأهميتها فالبصائر عادة هي أساس الإبداع الحقيقي ، ومن ذلك كله قالها وليد بصوت عال امام الجميع : حب الوطن والملك وفلسطين هو ما دفعه لان يترك فراشه الدافئ فكان مع ابناء وطنه وبلدته رغم المسافة البعيدة لسكناه وذلك لاستقبال الملك في هذا الجو البارد.
يقين وثقة وليد بالذات بسيد البلاد وتعاطيه مع ملفات مهمة مصيرية في مسيرة الوطن والامة هي الرد الجزل على كل مشكك ليقول له بلغته البسيطة خيط بغير هالمسلة ، فيقين هذا الرجل البصير بلا شك لم يأت من فراغ فأساسه تعاطي الوطن بقادته الهاشميين وجيشه العربي مع مأساة فلسطين الحبيبة وشعبها العزيز وخاصة خلال العدوان الاسرائيلي الدامي الاخير على قطاع غزة حيث كان زند الملك الى جانب زنود جنده وشعبه في ايصال المساعدات للأهل في القطاع ، من ذلك كله كان اليقين والثقة الثابتة لبصيرة وليد التي لا تغيبها مؤامرة او تضليل مهما كان مصدرها.
شكراً لك يا وليد من الوطن وشعبه فقد لمعت كمدرسة للجميع في كل جميل هنا ، حاولت ان اكون يا صديقي بجانبك وقريب منك قدر الامكان طول فترة استقبال الملك ، تعمدت أن يلازم كتفي كتفك يا صديقي لأشعر كم هي الثقة واليقين والحب الذي يعتمره قلبك وعقلك الذي استقى ذلك كله من بصيرتك الصادقة ، فنحن في هذا الوطن لسنا بحاجة لمن يخبرنا أن ملكنا رجل عظيم فهو منا ونحن منه في كل موقف ولقاء يجمعنا به وايضاً في المعضلات التي يواجهها وطننا العزيز ، شكراً وليد مع قبلة أطبعها بمحبة واحترام على جبينك الوضاء عزةً وفخراً وثقة بكل جميل في مستقبل اردننا الغالي.