facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمان والربيع وأشياء أخرى


د. أميرة يوسف ظاهر
18-02-2025 08:58 PM

أكتب عن عمان وما ينتظرها من بهجة وربيع يبشر بالخضرة والجمال، وعلى عكس قتامة التشاؤم التي أثارتها تصريحات السياسيين، وتوقعات بعض رجال الأعمال، إلا أن عمان التي أزعم على عكس الكثيرين.

بعمانيتي التي تشع جمالا في كل حواريها القديمة وحاراتها الجديدة، وربما المدن المنتظرة حولها، هي مدينتي الأكثر جمالا بين كل المدن؛ فناسها استطاعوا عبر مئة سنة أن يتوحدوا من كل منابتهم وأصولهم، وشوارعها.

كانت الأكثر جاذبية بين كل الشوارع التي اتسعت في مدن كثيرة بشكل مبالغ فيه، وما زلنا نمسك في عمان على أواصر ما يكبر فينا أن نكون شعبًا ينتمي لعاصمة فيها أربعة ملايين نسمة ينتمي معظمهم لمدن أخرى ولبلاد بعيدة مع أنهم ولدوا فيها وترعرعوا في بيوتها الجميلة.

أتحدث عن عمان والربيع يأتي ليضفي على جبالها وأوديتها جمالًا فوق جمالها، وعذوبة فوق ما يعتريها من نسمات تأتيها من الغرب المعبأ بأوكسجين القدس ونابلس، ومن نسمات الصحراء التي تأتي من الجنوب والشرق، ومن نسمات الشمال التي تأتي باردة وعذبة بعذوبة المدن التاريخية.

تنتظر عمان جمال الربيع إذن، وجمال الرحلات القصيرة تنطلق منها إلى أخواتها من شمالها إلى جنوبها، وجمال الذهاب بعيدًا في أقصى الحدود، وما زلنا نعيش في حمى الأردن الآمن المستقر رغمًا عن كل الذين يضعون في هواءنا نفث سمومهم، وكل الذين يلقون بكلامهم جزافى ليفسدوا هدوءنا القادم.

عمان عاصمة العرب حين كل العواصم تستعيد وعيها، وعمان واعية لمستقبلها ومستقبل الذين يعمرون جهاتها ويسكنون جبالها، والربيع القادم سيمدنا بنقاوة الهواء ونقاوة الماء وصفاء السماء والندى الممتد
.

من الياسمين الذي يقف حارسا لارستقراطية اللويبدة وتفرد الدابوق وعبق التاريخ القادم من جبل القلعة وقصر الحوريات والمدرج الروماني، وحتى قصر العبد ووادي البحاث مرورا بسيل حسبان والمناطق الأثرية في منطقة الرقيم وموقع الكهف الأشهر في ضواحي عمان، وكل هذه الضواحي التي تعب صدرك من هواءها، وتروي دمك
من ماءها وتجد في سهولها وتلالها القريبة ما يسري الخاطر ويبعث في نفسك ما يجعل هذه المدينة أكثر المدن الساكنة والهادئة والوادعة، لا تخاف فيها على رزقك وأهلك فالكل هنا يدفعون الظلم عن الغريب، والكل هنا يمسكون بيد القادمين من آخر المسافات.
ففي عمان نجح المستثمرون والتجار الذين قدموا إليها هاربين من ظلمٍ وقع عليهم في بلادهم، من الشام وفلسطين والعراق وآخر بلاد القفقاس، وعمالة تشعر بارتياح وكأنها في بلادها من أشقاءنا في اليمن ومصر وحتى من جنوب شرق آسيا، وتجدهم وكأنهم في عواصمهم ومدنهم، لا يشعرون
في عمان باغترابهم وبعدهم عن عائلاتهم.
وفي السياق ننتظر اليالي العمانية الوادعة مع قرب رمضان الذي سيطرق الأبواب قريبا، فتزدان البيوت العمانية بهلال رمضان، وتنصت مصغية لمدفع الأفطار، وتزف إلى الساحات الخيم الرمضانية منتصبة هنا وهناك للمحتاجين وأبناء السبيل، وحتى للذين لمن تقطعت بهم السبل؛ فكانت بيوتهم بعيدة من مغتربين وقاطنين، فتحت لهم عمان أبوابها وجمعتهم واوتهم وجعلت من بيوتها بيوتهم.
وهذا قلما تجده في غير هذه المدينة.
عمان فيلادلفيا باسمها اليوناني، وعمون باسمها العربي، فهي إحدى المدن العشر الديكابوليس"رابطة المدن العشر"، وهي العاصمة التي اختارها الهاشميون لتكون مقرا للأمير الهاشمي القادم من الحجاز ليكون ملكا للأردن وفلسطين، وهي العاصمة التي احتضنت ست قمم عربية، وهي التي تزدان بعبدالله ملكا عربيا من سلالة النبوة، وتزدان بقبائل البلقاء من شرق الأردن وقبائل فلسطين التي نزحت بعد الاحتلال الصهيوني فصارت مدينة المهاجرين والأنصار.
عمان مدينة تعتمر بالوحدة الوطنية، وتمتليء بكل الأردنيين من كل بواديهم ومخيماتهم وقراهم ومدنهم، لتصير وطنا صغيرا يمثل وطننا الكبير في هذه الزاوية من عالمنا العربي.
حفظ الله وطننا وقيادتنا وحفظ الله عمان وكل مدننا وقرانا ومخيماتنا وبوادينا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :