التحالف بين الأردن وسوريا وتركيا: خطوة استراتيجية لمواجهة التحديات
د. محمد خالد العزام
26-02-2025 08:35 PM
يمثل التحالف بين الأردن وسوريا وتركيا تحولاً جوهرياً في العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتبر هذه المنطقة غارقة في صراعات سياسية مستمرة وتوترات اقتصادية متزايدة.
إذ يأتي هذا التحالف في سياق سعي الدول الثلاث نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز المصالح المشتركة في مواجهة التحديات المعقدة التي تعصف بها.
ولعل أحد أبرز المحاور الأساسية لهذا التحالف هو التحدي الأمني، الذي يتطلب تكاتف الجهود. إذ تتعرض سوريا خاصة للتهديد من عدة جهات، تشمل الجماعات الإرهابية والجرائم المنظمة. وهنا، يسعى الأردن لاستثمار خبراته الواسعة في مكافحة الأعمال الإرهابية، بينما تواجه سوريا وتركيا التبعات السلبية للأزمة السورية التي أفرزت العديد من التهديدات الأمنية المتنوعة. لذا، فإن التعاون الأمني بين هذه الدول يمكن أن يوفر منصة فعالة لتبادل المعلومات وتعزيز التنسيق العسكري بما يسهم في بناء أمن إقليمي مستدام.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تتبقى أمام الدول الثلاث تحديات كبيرة تستدعي التحليل العميق. إذ تعاني الأردن من أزمات عديدة تتعلق بالموارد والمساعدات الدولية، بينما تعمل سوريا على إعادة بناء اقتصادها بعد سنوات من النزاع، في حين تسعى تركيا إلى تعزيز نموها الاقتصادي وسط تقلبات عالمية. وبهذا المنظور، يوفر التعاون الاقتصادي بين هذه الدول فرصة مثالية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة وتطوير مشاريع مشتركة تشكل دعماً للازدهار الإقليمي.
ويمكن أن تشمل هذه المشاريع مجالات متعددة مثل الطاقة والزراعة والنقل والبنية التحتية، مما يعزز من قدرة تلك الدول على تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى المعيشة لشعوبها.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل القضايا السياسية تحدياً يتطلب معالجة شاملة ومتكاملة. في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية الراهنة، إذ يصبح التنسيق بين الدول الثلاث ضرورة ملحة لبناء استراتيجيات مؤثرة تضمن مصالحها المشتركة.
ولذلك، يلعب التحالف بين الأردن وسوريا وتركيا دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار السياسي المطلوب، فضلاً عن التحرك الدبلوماسي الجماعي الذي يزيد من قدرة هذه الدول على التأثير في القضايا الإقليمية المعلقة.
علاوة على ذلك، يمكن لهذا التحالف أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الحوار بين الفرق المختلفة داخل سوريا، مما يسهل عملية التسوية السياسية ويعجل ببلوغ سلام دائم.
لقد أثبت التاريخ أن التحالفات الإقليمية قادرة على تحويل التوترات القديمة إلى فرص جديدة للتعاون، وبالتالي قد يصبح هذا التحالف نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل التحديات إلى إنجازات مشتركة.
ومن الضروري أن يُعبر هذا التحالف عن إرادة سياسية قوية ورؤية موحدة تتجاوز المصالح الضيقة للأطراف. إذ يتطلب إرساء هذا التحالف التزاماً مستداماً من جميع الأطراف بتعزيز الحوار وتبادل المصالح وتحقيق توافقات تعكس تطلعات شعوبها في عالم متقلب ومعقد، يُعد الاتجاه نحو التعاون المشترك استجابة طبيعية لزيادة التحديات، مما يعزز فرص تحقيق نوع من التنسيق الاستراتيجي الذي يصب في مصلحة الجميع.
ويمكن القول إن التحالف بين الأردن وسوريا وتركيا يمثل خطوة استراتيجية تحمل إمكانيات كبيرة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية. لذلك، من الضروري أن تعمل هذه الدول على تعزيز تعاونها بشكل فعّال، إذ أن ذلك يمثل يداً واحدة نحو خلق بيئة مستقرة وداعمة تسهم في رفاهية شعوبها وتعزز من السلم والأمن في المنطقة.