facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حماس: خلافات حقيقية أم تباينات تكتيكية


نضال العضايلة
27-02-2025 01:51 PM

مؤخراً أثارت تصريحات رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حركة حماس موسى أبو مرزوق، جدلاً واسعاً بشأن مدى وحدة الصف داخل الحركة، إذ أشار الرجل إلى أنه لم يكن ليؤيد عملية طوفان الأقصى لو كان يعلم بحجم الدمار الذي ستلحقه بغزة.

ابو موسى ألمح إلى إمكانية مناقشة مستقبل سلاح حماس في القطاع، الا ان تصريحاته هذه قوبلت وبشكل سريع برفض قاطع من الحركة التي  شدد على أن سلاح حماس شرعي ولا نقاش فيه طالما هناك احتلال.

تصريحات ابو مرزوق طرحت العديد من التساؤلات حول مدى الانسجام داخل قيادة حماس، وما إذا كانت تعكس خلافات أيديولوجية أو تكتيكية متزايدة بين قياداتها السياسية والعسكرية، ودلالاتها تصريحات أبو مرزوق انها الأولى من نوعها التي تصدر عن مسؤول بارز في حماس، فالرجل يشغل موقع رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الحركة، مما يشير إلى وجود تيارات مختلفة داخل الحركة حول تداعيات الهجوم على غزة.

ويبدو ان هناك تباين في المواقف حول طوفان الأقصى، وإذ تدافع بعض قيادات حماس عن العملية، يأتي أبو مرزوق ليعكس مخاوف داخلية من تداعياتها الكارثية على المدنيين في غزة، ويعطي إشارات إلى إستعداد الحركة للتفاوض على مستقبل سلاحها، مما يفتح الباب أمام احتمال وجود تيار داخل حماس مستعد لتقديم تنازلات، وهو ما يتناقض مع الخطاب الرسمي للحركة.

يبدو جلياً أن الضغوط الشعبية المتزايدة في غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية قد أثرت على بعض قيادات الحركة، ما قد يعكس تصدعات داخلية في كيفية إدارة المرحلة المقبلة، مقابل محاولات للحفاظ على وحدة الصف الداخلي، إذ تدرك قيادة حماس أن أي حديث عن الانقسام سيضعف موقفها التفاوضي، خاصة في ظل الضغوط الدولية، والامريكية والإسرائيلية.

ورغم الموقف الرسمي الصارم، فقد تعكس تصريحات أبو مرزوق واقعاً داخلياً مختلفاً، حيث تضطر الحركة للتكيف مع الوقائع الميدانية والسياسية المتغيرة، مما يظهر التوازن بين الخطاب السياسي والواقع الميداني.

والسؤال هو، فيما لو ان هناك خلافات داخل الحركة التي بقيت متماسكة طوال سنة وأربعة شهور خلال الحرب المسعورة التي شنها الإحتلال على غزة، فما هي تداعيات هذا الخلاف على المشهد الفلسطيني؟.

يمكن القول ان تصريحات موسى أبو مرزوق قد تكون جزءًا من محاولة لتقديم صورة أكثر براغماتية لحماس، تمهيدًا لأي مفاوضات مستقبلية، وعلى الجانب الآخر فإن أي انقسام داخل الحركة قد يؤدي إلى تصدعات بين قيادتها السياسية والعسكرية، خاصة في ظل تباين الأولويات بين الطرفين.

إن الواقع الميداني والتداعيات الكارثية للحرب على غزة قد تفرض تغييرات داخلية في توجهات الحركة، حول مدى تأثير هذه الخلافات إن وجدت على سياسات حماس المستقبلية، وما إذا كانت ستقود إلى تغيير حقيقي في استراتيجيتها أم أنها مجرد تباينات تكتيكية سيتم تجاوزها بمرور الوقت.

عموماً، حماس أكدت على لسان القيادي فيها عبداللطيف القانوع أنها مستعدة للقبول بأي صيغة يتفق عليها حول إدارة القطاع المدمر، وانها ستقبل أي صيغة وطنية متفق عليها لإدارة غزة.

وهذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها حماس على نفسها هذه المواقف، فالحركة معروفة بالسرية، وإن بدت عقب الحرب الأخيرة على قطاع غزة عُرضة لكثير من الانتقادات حتى الداخلية منها، فحماس صاحبة مشروع واحد والأهم لها في هذه المرحلة وحدتها وقوتها وتماسكها ووحدة برنامجها المقاوم في وجه الاحتلال، وحفاظها على مصلحة الشعب الفلسطيني, وحرصها على المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :