تتوجه خلال الأيام القادمة جاهة "عرمرمية" صوب البيت الأبيض يتقدمها الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لإعادة المياه إلى مجاريها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس أوكرانيا زيلينسكي، وستتحدث الجاهة الكبيرة باسم الدول الأوروبية جمعاء عدا روسيا وتابعيها، وتعتذر عن مواقف زيلينسكي السابقة في البيت الأبيض بأنه أراد الظهور بثوب الفارس الوطني، وستقدم الوعود والضمانات بأن زيلينسكي سيكون العبد المُطبع لسيده ترامب وأن أوروبا ستكون "طلقة في المسدس" الأمريكي، بل سيقدمون المعادن الأوكرانية الثمينة لترامب "هدية ما من وراها جزية"، ويتوقع أن يقوم زيلينسكي بربط "جرافة" ترامب ولن ينهض إلا بعد خل الخلاف.
لقد تبدلت السياسة العالمية في ظل غياب الرجال أصحاب القرارات الجريئة والقوية، وأصبح العالم يُدار من قبل عصبة لا يجيد أفرادها إلا لغة التهديد والوعيد، فبعد أن طرد ترامب ضيفه زيلينسكي من البيت الأبيض، واعتبره لا يُريد السلام لطلبه ضمانات تُجبر روسيا على وقف الحرب غادر زيلينسكي صوب القارة الأوروبية ليتلقفه الثنائي ماكرون وستارمر بالأحضان، وظن أنه سينال دعماً كبيراً من القوتين الكبيرتين في القارة العجوز، لكنه أصيب بصدمة وخيبة أمل من أن الكرم الأوروبي متدني قياساً بالعطايا الأمريكية، ليقرر العودة للبيت الأبيض طائعاً طالباً الصفح.
وقبل وصول "الجاهة " وقف ترامب بكل شموخ وأعلن في الكونغرس بأن الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهي وسط تصفيق منقطع النظير ، والغريب في الجاهة أنها تضم الممثل الكوميدي زيلينسكي والراقص في النوادي الليلية ماكرون المتزوج من سيدة تكبره بربع قرن، ومعهما ستامر الذي ارتضى أن يشترى مليونير ومتبرع لحزبه ملابس باهظة الثمن لزوجته، وبالتالي فإن الجاهة فضيحة كبرى، وسيكون في استقبالهم ترامب مدير لعبة المصارعة ومالك مسابقات ملكات الجمال وملكة جمال مراهقات الولايات المتحدة الأمريكية، لينطبق على جلستهم المثل القائل "هيك مزبطة بدها هيك ختم".
آخر الكلام:
عالم غريب ومتهاوي صوب المزيد من الكوارث، إذا كيف لجلسة تضم راقص وممثل ومصارع ولصّ ان تحدد مستقبل أوروبا والعالم، ويبقى السؤال الأهم، هل ستكون هذه آخر جاهة لمضارب بني ترامب أم ستكون الأولى..؟!!