نتنياهو يقتل المبادرات .. والغريب أن العالم متفاجئ
صالح الراشد
18-03-2025 11:55 AM
تفاجأت دول العالم من انقلاب رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو على اتفاق تبادل الأسرى مع حماس، وشن قواته هجوماً مرعباً على غزة تسبب في استشهاد أكثر من مئتي مواطن فلسطيني، والاستغراب هنا من استغراب دول العالم كون قياداتها جميعها تعلم أن الكيان لا يؤمن إلا بسياسة القوة وإنه لن ينصاع لأي اتفاق إلا إذا كان بحاجة لهذا الاتفاق، عدا ذلك فإنه ينقلب حتى على مواقف داعميه وهو أمر تكرر في العدوان على غزة بتوجيه رسائل للبيت الأبيض بأنهم ليس ولاية تابعة لواشنطن، ورضخت تل ابيب وأذللت حين احتاجت السلاح فقط.
لقد برهن الإنقلاب الاسرائيلي على عدم وجوب إبرام أي اتفاق معهم إلا بالقوة وليس بدعم وحماية دولية حتى إن كانت بعهود ومواثيق أمريكية، وهو ما يثبت صحة القرار الأوكراني بعدم الاكتفاء بالضمانات الأمريكية كونها متغيرة حسب مصلحتها، ليساهم انصياع الولايات المتحدة وخنوع العالمين العربي الإسلامي سبب في وحشية نتنياهو غير المسبوقة في التاريخ والحاضر ولن نجد لها مثيلاً في المستقبل، فالموقف العربي ومنذ اليوم الأول للعدوان بُني على الخذلان وعدم التصعيد العسكري والاقتصادي والسياسي مما ساهم في تقوية موقف نتنياهو ليس على صعيد المنطقة بل على الصعيد العالمي.
ولم يتماشى العدوان إلا مع رغبة الادارة الأمريكية التي تم استشارتها قبل الهجوم على النازحين في القطاع ومنحت الضوء الأخضر لنتنياهو، ويعتبر الرئيس الأمريكي ان تدمير غزة وقتل سكانها يقرّبه من حلمه في احتلالها وتحويلها لمنتجع سياحي، وهذا حال تجار الحروب الساعين للمكاسب المالية في شتى الأزمنة، واستفاد الثنائي نتنياهو وترامب من المواقف الهزيلة للأمم المتحدة التي فقدت قيمتها ومصداقيتها، كونها لم تشكل قوة دولية لحماية فلسطين ولا قوات دولية لمهاجمة الكيان كما فعلت في العراق واليمن وليبيا، لنجد أن ما يجري من قتل مستمر في غزة رسالة لجميع دول الشرق الأوسط بأن الكيان فوق القانون الدولي ولن يتم محاسبته.
بدوره فإن نتنياهو يتغول في الإجرام ليجبر بعض المنظمات الشريفة للتراجع عن إي قرار بحقه في صفقة تبادل عنوانها "وقف القتل مقابل التراجع عن القرارات"، وهذا أمر لا يمكن أن يتم إلا بموافقة واشنطن التي أبرمت اتفاق الموت بين الساديين النازيين ترامب ونتنياهو، ليشعر قادة العالم ان هذا التحالف هو الأخطر على مستقبل البشرية، وأن من يخرج عن خط النازيين الجدد في واشنطن وتل ابيب سيلاقي مصير غزة، لا سيما أن القوات الاسرائيلية تثبت من يوم لاخر أنها عصابات تُجيد القتل لا القتال ويقودها نازيون يرفضون المبادرات الجالبة للسلام كون الحرب هي طريق بقائهم.
آخر الكلام:
الرسالة الاسرائيلية كانت واضحة ولا مجال أمام السلطة الفلسطينية لاتهام المقاومة من جديد، وفي هذا اليوم إن لم تملك حل ينقذ الشعب الفلسطيني فأصمت .