يُعدّ عيد الأم مناسبة عالمية للاحتفاء بدور الأمهات وتكريم جهودهن في تربية الأجيال وبناء المجتمعات ، و يتم الاحتفال بهذا اليوم في تواريخ مختلفة حول العالم ، ويعود أصله إلى تقاليد قديمة تطورت عبر العصور حتى أصبحت مناسبة سنوية تحتفل بها العديد من الدول رسميًا ، في هذا المقال ، سنستعرض " النشأة التاريخية لعيد الأم ، و أول من احتفل به ، وتكريم الام عند المسلمين ، وأهميته في المجتمعات الحديثة من منظور علمي واجتماعي " .
أما عن النشأة التاريخية لعيد الأم ، فانها تعود فكرة تكريم الأمهات إلى الحضارات القديمة ، حيث احتفت العديد من الثقافات بالأمومة بطرق مختلفة: 1- في الحضارة المصرية القديمة: كُرّمت الإلهة "إيزيس"، التي كانت تُعتبر رمزًا للأمومة والحماية ، من خلال طقوس دينية ومهرجانات 2- الحضارة الإغريقية والرومانية : احتفل الإغريق والرومان بـ"ريا" و"سيبيل"، وهما إلهتان للأمومة ، من خلال مهرجانات تقام تكريمًا لهما ، 3- في العصور الوسطى في أوروبا: ظهر ما يُعرف بـ"أحد الأمهات" (Mothering Sunday)، وهو يوم احتفالي ديني يُقام في الأحد الرابع من الصوم الكبير، حيث يعود الأبناء إلى الكنيسة الأم ويكرمون أمهاتهم.
ويرجع الفضل في تأسيس عيد الأم بشكله الحديث إلى الناشطة الأمريكية أنا جارفيس (Anna Jarvis)، التي بدأت حملة للاعتراف بعيد الأم في أوائل القرن العشرين ، و في عام 1908، نظمت أول احتفال رسمي بعيد الأم في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة تكريمًا لوالدتها الراحلة ، و بعد جهود متواصلة ، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا عام 1914، بقرار من الرئيس وودرو ويلسون ، أن الأحد الثاني من شهر مايو هو يوم عيد الأم.
عيد الأم ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو تقليد عالمي يعكس الاحترام والتقدير لدور الأمهات في بناء الأجيال. ومن منظور علمي واجتماعي، يُعدّ هذا اليوم فرصة لتعزيز الترابط الأسري، ورفع الوعي حول قضايا الأمومة، وإبراز مكانة المرأة في المجتمع. ومع تطور العالم، يظل الاحتفال بعيد الأم تأكيدًا على القيم الإنسانية التي تجمع الشعوب، رغم اختلاف التقاليد والاحتفالات .
وقد اكد الاسلام على اهمية دور الام في الاسرة، ولهذه الاهمية فقد ربط الله تعالى شكره سبحانه بالاحسان اليها مما يبن اهمية الاحسان اليها وحيث يقول الله تعالى:وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْنًۭا عَلَىٰ وَهْنٍۢ وَفِصَـٰلُهُۥ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ"(سورة لقمان: 14 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يمكن للمسلم أن يعبر عن بره بوالدته يوميًا، وليس فقط في مناسبة معينة، وهذا أكثر انسجامًا مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الإحسان الدائم وليس الموسمي، وترد المسألة الى النية من الاحتفال و الاحتفاء ، يقول الرسول "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه."رواه الإمام البخاري في صحيحه (حديث رقم 1) .
وبهذه المناسبة الاجتماعية نتقدم من جميع الامهات بأجمل وأقدس التهاني والاماني بالصحة والعافية، وكل عام وانتن بخير لا واحسن حال وتحية خاصة الى الامهات في فلسطين الحبيبة وغزة الجريحة .
حمى الله الاردن من كل كريه .
* النائب السابق / بركات النمر المهيرات